أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناديه كاظم شبيل - ربنا حوّل نفطنا مطرا














المزيد.....

ربنا حوّل نفطنا مطرا


ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 1560 - 2006 / 5 / 24 - 06:56
المحور: حقوق الانسان
    


زيارة قصيرة قمت بها من مدينة يوتبوري الى جزيرة نيسخو جعلتني أدعو بهذا الدعاء من أعماق قلبي .كنت أجلس في مقعدي الوثير في القطار السريع الذي يكفل لي الراحة التامة ويوفر لي كافة احتياجاتي طيلة فترة الرحله . وأراقب المناظر الطبيعية الساحره وأتسائل في سرّي : ان كانت الجنة اجمل مما ارى فكيف ستكون اذن؟ .فصول السنة هنا تجعلك في حيرة فلا تعرف اي فصل فيها هو الاجمل ،فكل شئ في الشتاء يكتسي باللون الناصع البياض،فالأشجار والبيوت والجبال والأرض والبحار وحتى السماء تصبح بيضاء من شدة تساقط الثلوج، فيخيّل للمرء بأنّه يعيش في عالم فضي بهيج ،وفي فصل الخريف تبدأ أوراق الشجر الخضراء بالتلوّن بمختلف الألوان وتطرح بعض الأشجار أنواع الفاكهة البريه التي يستخرج منها الناس الشرابت والمربيات وتبدا الأرض تعطي محصول الفطر بسخاء،فتجد النساء والرجال يحملون السلال لقطف الذّ وأجود الأنواع ،أما الصيف والربيع ففيه تكتسي الأشجار الموسميه بالأوراق ثانية وتحمل الفاكهة السويدية المشهوره كالكرز والتفاح فترى الأطفال يتسلقون الأشجار العالية غير مبالين لخطر السقوط من أجل التمتع بقطف المحاصيل الشهية.كنت اشاهد البحيرات الواسعة منتشرة هنا وهناك تحيط بها الجبال الشامخة التي تتدلى من شقوقها مختلف انواغ الأزهار الملونة الجميله وكأن يد فنان بارع قد أبدع وأجاد في كل شئ ، كان القطار يمر بحقول خضراء واسعة ، ثم فجاة تتحول الى حقول صفراء أو بيضاء أو بنفسجية حسب نوع ولون الأزهار التي تغطّي المنطقه، وفجأة ينقلنا القطار الى غابة من الأشجار الدائمة الخضره فتبدو الأغصان ملتفة بشكل دائري بأتجاه الأسفل وكأنها راقصة اسباسية في بدلة مزركشة خضراء .ان سقوط المطر طيلة ايام السنة قد جعل من هذا البلد جنة الدنيا ،لدرجة ان السياح القادمين من مختلف بقاع ألأرض ينبهرون بهذا الجماال الفريد وأكثر ما يثيرأعجابهم هو عشق المواطنين للسويد وتفانيهم في المحافظة على نظافته والتفنن في ابراز هذا الجمال ، فيزرعون الورود في كل بقعة ويتنافس الجيران في شتل الزهور في اصص لتعليقها في البالكونات والشبابيك.
.
أخذت أقارن بين هذا البلد الذي يعيش على واردات الخشب والحديد بالدرجة الأولى ،فيوفر لكل المواطنين من مختلف الجنسيات العيش بكرامة ،فلا فرق بين عربي وأعجمي الأباحترام القانون ومن يخالف يدفع الغرامه الأجباريه ،فترى الجميع يتفادون المخالفه كي لا يدفعوا الثمن الباهض .كنت أتسائل اين تذهب مليارات النفط في بلداننا التعيسه ، هل كتب على شعوبنا أن تحترق بناره بينما الملوك والحكام والأستعمار يتنعّمون بأسعاره ؟.لقد أودع الحكام المليارات في البنوك الأجنبيه بينما يعيش مواطنيهم في بؤس وشقاء
لقد زرت السعوديه قبل سنوات لأداء فريضة الحج ،وانزعجت جدا عندما هبطت بنا الطائره في مطار جدّه ،لقد كان مطارا فقيرا وبدائيا ان لم أقل بدويا ،وتساءلت ان كان حكام السعوديه قد زاروا المطارات العالميه المشهورة فكيف يكون بوسعهم استقبال الضيوف من مختلف ارجاء العالم بمثل هذا المطار المخجل ؟اليس من حق الحاج الذي يدفع امواله المدّخره ان يتمتّع بالحج بامان؟ لماذا تزهق أرواح الأبرياء تحت زحمة المكان الذي لا يتسع لهذا العدد الكبير فيسحقوا كما تسحق البعوضة التي حرّم الله سفك دمها في فترة الحج ؟
لقد تسببت الباصات التي اقلّتنا من مكّه الى المدينه باصابة العديد منّا بالام مبّرحة في الركبيتين بسبب ضيق الكراسي.
.متى تسقط هذه الحكومات الرجعية المتوارثه التي تمسك بزمام الامور سنين طويلة من غير كلل او ملل .ليكن صدّام وكل الظغاة الذين ذهبوا الى غير رجعه عبرة للاخرين . لقد سرق صدّام اموال الشعب سنين عديده ولكن مالذي بقي له ولعائلته غير الخراب والموت والسجون ،وماذا حصد منه الشعب سوى الدمار والفناء.
أقولها ثانية : رب حوّل نفط العراق والعرب الى مطر كي يغسل الضمائر والقلوب وكل ما خلّفه الطغاة واعوانهم، فان النفط قد احرق الضمائر والشرف قبل ان يحرق الابرياء.



#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العظيم
- غربة أم
- الفرق بين مسلسل القلعه ومسلسل قهوة الحشّاشين كالفرق بين سياس ...
- لتكن مشيئتنا معا
- الغفران
- على مهلك ياوطن على جيبي انا جيبي ترى واللهي فضي
- عواشه
- هو وحده من يعرف مكنون جمالي
- الحلقه الاخيره من مذكرات جنين عراقي عاش في فترة احتلال الطاغ ...
- الحلقه الرابعه والعشرون من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة اح ...
- الحلقه الثالثه والعشرون من مذكرات طفل عراقي تكون في فترة احت ...
- الحلقه الثانيه والعشرون من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة اح ...
- الحلقه الحاديه والعشرون من مذكرات جنين تكون في فترة احتلال ا ...
- الحلقه العشرون من مذكرات جنين تكون في فترة احتلال الطاغيه لل ...
- الحلقه التاسعة عشر من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال ...
- الحلقه الثامنة عشر من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال ...
- الحلقه السابعه عشر من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال ...
- الحلقه السادسة عشر من مذكرات جنين عراقي تكون في فترة احتلال ...
- الحلقه الخامسةعشر من مذكرات جنين عراقي تكون في فترةاحتلال ال ...
- الحلقه الثالثة عشر من مذكرات جنين عراقي في فترة احتلال الطاغ ...


المزيد.....




- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناديه كاظم شبيل - ربنا حوّل نفطنا مطرا