|
الانتفاضة الإيرانية .. المسمار الأخير في نعش خامنئي والفاشية الدينية الحاكمة في إيران
نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان
(Nezam Mir Mohammadi)
الحوار المتمدن-العدد: 6413 - 2019 / 11 / 19 - 03:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نسمع زئير وصدى انتفاضة الشعب في جميع أنحاء إيران. ويبدو من الوهلة الأولى أن جميع الاحتجاجات جاءت اعتراضًا على غلاء البنزين. لأن الحكومة قررت رفع أسعار البنزين بنسبة 300 في المائة، بالتنسيق مع رئيسي سلطتين أخريين، أي رئيس مجلس شورى الملالي ورئيس السلطة القضائية. ومن جانبه اعتمد خامنئي هذا القرار. حيث قال خامنئي يجب على الشعب أن يقبل ما تقرره السلطات الثلاث. وحينذاك صدرت الأوامر صراحةً لقوات القمع بوصفها قوات الحماية والأمن بممارسة مهامها أي القمع. (وسائل الإعلام الحكومية، 17 نوفمبر 2019). إلا أن الشعب المطحون تدفق كالسيول إلى الشوارع ونظم مظاهرات في جميع أنحاء البلاد ردًا على هذه السياسة المناهضة للشعب. وباعتبارها القوة الرئيسة للقمع والحفاظ على سلامة نظام الملالي، وأبواق الدعاية للنظام، بذلت قوات الحرس لنظام الملالي قصارى جهدها للانحطاط باحتجاجات مطلبية واسقاطها في دائرة الموضوعات النقابية والاقتصادية. ولكن عندما تدفقت الحشود إلى الشوارع في أكثر من 110 مدينة وفي جميع المحافظات الإيرانية وهتفوا بأعلى صوتهم "الموت لخامنئي"؛ انهارت سذاجتهم. وتدل شعارات انتفاضة 16 نوفمبر والأيام اللاحقة على أن الشعب الإيراني متمسك برسالة واضحة وصريحة أعلنها لمستمعيه في جميع أنحاء العالم. حيث سمع العالم أصوات النساء والرجال المنتفضين في جميع مدن إيران وهم يهتفون بدون خوف"الموت لخامنئي" و "الموت لحكومة الملالي". وأعلنوا متضامنين أنهم لا يريدون "حكم الملالي"، وطالبوا بالإطاحة بنظام ولاية الفقيه وهم يهتفون "لا تخيفنا مدافع ودبابات ، الملا لازم يمشي". وكما كان متوقعا، أصدر النظام الفاشي في إيران الأوامر بقتل المحتجين باستخدام العنف المفرط لترويع الناس بالاغتيال، وخاصة الشباب المنتفض. وتفيد التقارير الإخبارية المنشورة حتى الآن أن ما لا يقل عن 200 متظاهرًا استشهدوا وأصيب المئات جراء إطلاق النار المباشر من قبل قوات الحرس القمعية التابعة لنظام الملالي. وتفيد الأخبار أن عدد القتلى يتجاوز العدد المذكور. لقد فشلت تجربة النظام الحاكم في إيران على مدى 40 عامًا من العنف والقمع السافر. بدءًا من مذبحة المواطنين الكرد في أوائل حكومة الملالي الفاشية في عام 1980، ومذبحة 30000 من السجناء السياسيين من مجاهدي خلق والمناضلين في الثمانينيات، وقتل السلطان ندا أغا سلطان ومئات الليبراليين الشباب الآخرين خلال العقدين الأخيرين على أيدي نظام خامنئي الفاشي والقوات التي تحافظ على بقاءه. إن العنف المنظم والقمع الداخلي جزء من هذا الحكم القمعي. كما أن التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الإقليمية مثل العراق ولبنان وسوريا واليمن من أجل البقاء جزء لا يتجزأ من هذا النظام. ويتلخص رد الشباب الإيراني المنتفض على رصاص قوات الحرس لنظام الملالي وقوات القمع في هتافه الرائع "الإيراني يموت ولا يقبل الذل". ويدرك الشباب الإيراني الليبرالي جيدًا أن الأنظمة الفاشية في جميع أنحاء العالم لا تنتهي إلا بنزع سلاح هيكل العنف. وينحصر المركز الرئيسي لهيكل العنف في إيران في مقر خامنئي وعموده الفقري في قوات الحرس التابعة له وقواعد الباسيج القمعية. وفيما يتعلق بالجانب الخارجي لهذا النظام، تدفق الشعب الغاضب في كل من العراق ولبنان اعتراضًا على تدخلات نظام الملالي ورددوا هتاف "إيران بره بره" مطالبين بطرد هذا النظام السلطوي من بلادهم. وفي أعقاب انتفاضة 16 نوفمبر في إيران، دخل نضال الشعب مرحلة جديدة من أجل إرساء الحرية والديمقراطية في البلاد. وليس الهدف الرئيسي من كفاح الشعب الإيراني الانتقام واستبدال سلطة بسلطة أخرى، بل من أجل القضاء على العنف في مجتمع يعاني من الاستبداد واللامساواة والظلم والاستغلال والجروح والكثير من المعاناة. لقد ناضلت وصمدت المقاومة الإيرانية بقيادة مسعود ومريم رجوي على مدى 40 عامًا من أجل تحرير الشعب الإيراني وإنقاذه من اضطهاد وجرائم الملالي، ومضت في طريقها قدمًا بالبرامج المعتمدة والمصنفة، بما في ذلك ميثاق السيدة مريم رجوي المكون من عشرة بنود وبما تحملته المقاومة من أعباء ثقيله وما قدمته من تضحيات. وفي الوقت الراهن نجد المحتجين في إيران والعراق ولبنان على بعد خطوة واحدة من تحقيق هدفهم المنشود وأن يكونوا قادرين على بناء مجتمع جديد نسيجه الحرية والديمقراطية والمساواة؛ في إيران وفي بلدان المنطقة. وأبشروا أيها المناضلون الأحرار؛ فكل الدلائل تشير إلى أن النصر قادم لامحالة، وسوف تتحقق الإطاحة الحتمية بالنظام الفاشي السلطوي المترهل برمته في القريب العاجل بمشيئة الله بسواعدكم وجهود المقاومة الإيرانية العظيمة المتمثلة في منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وبشائر النصر قريبة بمشيئة الله..
#نظام_مير_محمدي (هاشتاغ)
Nezam_Mir_Mohammadi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يزرع الريح يحصد العاصفة؟!
-
آية الله «بي بي سي» في التاريخ الإيراني؟!
-
الرحلات الأوروبية لظريف مبرر جرائم خامنئي ونتائجها؟!
-
الرحلات الأوروبية لظريف مبرر جرائم خامنئي ونتائجها؟!
-
سلسلة تجمعات المقاومة الإيرانية وحركة التقاضي
-
التخبط والخروج من الاتفاق النووي، لماذا؟
المزيد.....
-
الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
-
ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات
...
-
إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار
...
-
قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
-
دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح
...
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
-
مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل
...
-
القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت
...
-
الخارجية: روسيا لن تضع عراقيل أمام حذف -طالبان- من قائمة الت
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|