|
البيجيدي وبرنامج ال-تمكين- من النساء لا لهن.
سعيد الكحل
الحوار المتمدن-العدد: 6413 - 2019 / 11 / 19 - 03:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
صرح الأمين العام للبيجيدي سعد الدين العثماني في افتتاح الملتقى الوطني لإطلاق مشروع "تمكين"بمراكش يوم السبت 16 نونبر 2019، بأن "حزب العدالة والتنمية، كان دائما سباقا لتبوئ المرأة المكانة التي تستحق، وأنه يرى ما وصلت إليه المرأة المغربية، غير كافٍ". هل فعلا يعمل البيجيدي على تحسين أوضاع النساء والارتقاء بحقوقهن ؟ هل حقا انتصر البيجيدي لمطالب النساء في الكرامة والمساواة والمناصفة ؟ هل فعلا تحرص "منظمة نساء العدالة والتنمية على الانخراط الفعلي، في مجال دعم القدرات النسائية على صعيد تراب المملكة" كما ادعت السيدة موصلي خلال نفس اللقاء ؟ تعالوا نتذكر جميعا ونذكّر السيد العثماني والسيدة المصلي بتلك المواقف والقرارات التي ناهضت حقوق النساء وتصدت لمطالبهن . 1 ـ هل كانت معركة الحزب ضد مشروع خطة إدماج المرأة في التنمية من أجل النهوض بأوضاعها والتمكين لها سياسيا واقتصاديا ؟ هل يمكن للسيد العثماني أن يشرح للنساء أن حزبه عارض بشدة حق المرأة في الولاية على نفسها وعلى أبنائها ، وأصر على جعلها تحت الوصاية من أي جهة كانت ، حتى ابنها يحق له الوصاية عليها ؟ إن رفض ولاية المرأة على نفسها يتنافى مع التمكين للمرأة ؛ فلا تمكين للنساء دون استقلالهن الكامل وحقهن في امتلاك أجسادهن وقرارهن . هل يمكن للسيد العثماني أن يشرح العلاقة بين "التمكين" للنساء وبين مناهضته رفع سن الزواج إلى 18 سنة ؟ إن موقف الحزب هذا ليس له من غاية سوى الإبقاء على الفتاة رهينة الولي ثم الزوج وتحديد مصيرها وحرمانها من فرص التعليم والتكوين . وهل للسيدة موصلي أن تشرح للنساء أساسا كيف يتم "دعم القدرات النسائية" في ظل تشجيع حزبها لزواج القاصرات ؟ هل نسيت السيدة موصلي أنها شاركت في المسيرة ضد حق المرأة في إنهاء العلاقة الزوجية لتظل رهينة بيد الزوج يمارس عليها كل أنواع العنف وأساليبه ؟ 2 ـ مناهضة البيجيدي لقرار حكومة عباس الفاسي برفع التحفظات عن الاتفاقيات المتعلقة بالقضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة ، وخاصة مقتضيات المادتين 9 و16 من الاتفاقية .وأدعو السيدة موصلي إلى مراجعة بيانات حركة التوحيد والإصلاح والمنظمات النسوية التابعة للبيجيدي التي استنكرت رفع التحفظات ونددت بقرار الحكومة بحجة أن مقتضيات المادتين ( تتعارض مع أحكام الإسلام وتتناقض مع أحكام الدستور وتخالف صراحة بنود مدونة الأسرة وتجهز على مكتسبات ثابتة للمرأة) .لتأتي اليوم السيدة موصلي ومعها الأمين العام للبيجيدي يزعمان أن حزبهما " كان دائما سباقا لتبوئ المرأة المكانة التي تستحق، وأنه يرى بأن ما وصلت إليه المرأة المغربية، غير كافٍ". كان الحزب فعلا سبّاقا إلى مناهضة مطالب النساء وحقوقهن . فمنذ تأسيس الحزب لم يحدث أن خاض معركة سياسية أو حقوقية يدعم فيها مطالب النساء وحقوقهن ولا قام بمبادرة قدّم فيها مشاريع قوانين أو اقتراحات للقضاء على العنف ضد النساء وضمان حقوقهن . 3 ـ تعطيل الدستور وإفراغ بنوده من محتواها خاصة ما يتعلق بتفعيل هيئة المناصفة ومكافحة جميع أشكال التمييز ضد النساء . هل يستطيع السيد العثماني أن يطلع المواطنات وعموم الشعب على أسباب عدم تفعيل هذه الهيئة علما أن الدستور نص عليها منذ 2011 ؟ هل يمكن لحزب يسعى لأن"تتبوأ المرأة مكانتها المتقدمة، إلى جانب أخيها الرجل في النضال السياسي" أن يعطّل الدستور الذي يقر المناصفة ؟ لا تفسير لهذا التعطيل سوى المناهضة الثابتة القائمة على الخلفية الإيديولوجية لحقوق النساء ومواطنتهن . 4 ـ نسبة النساء في الحكومة وفي رئاسة الفريق البرلماني واللجان البرلمانية .إن من المؤشرات الحقيقية لمدى صدق شعار"التمكين" هي المراكز التي تحتلها النساء والحقائب التي تُسند إليها . فأين البيجيدي من هذه المؤشرات؟ أول حكومة ترأسها البيجيدي في شخص بنكيران ضمت سيدة واحدة وهذا دليل قاطع على المكانة المهمشة التي يمنحها الحزب للمرأة . أما تلكم النسب من عضوات الحزب في البرلمان ورئاسة المجالس الترابية فهي ليست دليلا على إيمان الحزب بأحقية المرأة في تولي نفس المناصب التي يتولاها الرجل ، بل حرص الحزب على ضمان الريع الانتخابي والسياسي . وهذا هو مفهوم الحزب وفهمه للديمقراطية ؛ يريد مشاركة المرأة في الانتخابات حتى تضمن له المكاسب والموارد لكنه لا يريد أن تشاركه المناصب والمسؤوليات وفق مبدأ المناصفة الذي تقوم عليه الديمقراطية . 5 ـ غياب القوانين التنظيمية سواء الخاصة بهيئة المناصفة أو الخاصة بالجماعات الترابية تضمن أجرأة وتطبيق مبدأي المساواة والمناصفة . مرت إلى الآن ثمانية أعوام بالتمام والكمال على اعتماد الدستور وترؤس البيجيدي للحكومة ، دون أن تخرج الحكومة القوانين التنظيمية لهيئة المناصفة ؛الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال عن جدوى الدستور وجدوى تشكيل هيئة قعيدة . ورغم البيانات التي أصدرتها الهيئات النسائية والتوصيات بضرورة الإسراع بإخراج هذه القوانين التنظيمية فإن الحزب مصر على تعطيل الدستور حتى لا تتعزز المكتسبات الحقوقية للنساء . 6 ـ المواقف السلبية للوزيرة بسيمة الحقاوي من اغتصاب وانتحار أمينة الفيلالي ومقتل فتيات أخريات ثم مقتل عشرات النساء في حوادث التدافع أو السير حيث لم تكلف معاليها نفسها التنقل إلى عين المكان وتقديم واجب العزاء والدعم لأسر الضحايا ، يدل بوضوح على أن أوضاع النساء ومشاكلهن آخر أولويات الحزب . إذن ، الحزب لا يسعى للتمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي للنساء وإنما غايته التمكن من النساء والتحكم فيهن واستغلالهن في تحقيق المكاسب السياسوية .
#سعيد_الكحل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكومة الكوارث لن تحمي منها.
-
ازدواجية مواقف الريسوني من العلاقات الرضائية.
-
قُتِل زعيم الإرهابيين ولم تُقتَل عقائد الإرهاب .
-
مدونة الأسرة تقر بالعلاقات الجنسية في فترة الخطوبة.
-
لما العقرة يعقر الدين والدستور.
-
أيها الريسوني :حقوق الإنسان كل لا يتجزأ .
-
أية رسائل للعفو الملكي عن هاجر الريسوني؟
-
الإجهاض بين الفقه الإسلامي والتوظيف السياسوي .
-
أي مغرب نريد ؟
-
ماذا تحقق بعد 18 سنة من الحرب على الإرهاب ؟
-
تعالوا نرفع التجريم عن الإجهاض .
-
حكومة البيجدي تصادق على مصادرة حقوق الطفل.
-
شورط المتطوعات وخزي البرلماني.
-
حرية الإضراب وحرية العقيدة عند الإسلاميين .
-
جهوية ألمانيا وجهوية المغرب .
-
مفهوم المواطنة داخل منظومة الفكر الإسلامي
-
في السياسة والدين
-
في رمضان تتغوّل انحرافات التديّن .
-
ما فائدة اعتذار عائض القرني ؟
-
حوار لفائدة جريدة الأحداث المغربية
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|