أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسين أبو حنين - يرحم أيامك يا اسرائيل!..














المزيد.....

يرحم أيامك يا اسرائيل!..


حسين أبو حنين

الحوار المتمدن-العدد: 1560 - 2006 / 5 / 24 - 06:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يكن بودنا أبدا أن تصل بنا الأوضاع في أراضينا الفلسطينية الى الدرجة التي لن تترك أمامنا مجالا إلا أن نصرخ "يرحم أيامك يا اسرائيل"، إلا أن تطورات الأوضاع أرغمتنا على قولها راجين بذات الوقت ألا نضطر لقول أكثر من ذلك..

فمنذ السادس والعشرين من يناير هذا العام، أي مع بداية اليوم التالي لنهاية "العرس الديمقراطي الفلسطيني" الذي أدى لفوز كاسح لحركة حماس والأمور في الداخل الفلسطيني من سيئ الى أسوأ، لا بل ان تبعات أفعال الحماقة الحمساوية أرخت بظلالها السوداء حتى على الشتات الفلسطيني وعلاقة الشعب الفلسطيني مع الشعوب والحكومات التي تستضيفه..

فحماس التي لا تعرف عن الديمقراطية شيئا سوى انها قطار تنتهي محطاته بوصولها الى السلطة، عملت منذ اليوم الأول لفوزها من أجل ترسيخ أن تكون تلك الإنتخابات فعلا هي آخر انتخابات تشهدها الأراضي الفلسطينية، دون أن تعي وهي في غمرة نشوتها بالإنتصار الكاسح أن كثير من أبناء شعبنا انتخبها لا لسواد عيونها ولا لفضائل برنامجها الإنتخابي "إن كان هناك برنامج لديها أساسا" وانما انتخبها في محاولة للهرب من الفتحاويين ومستوى الفساد الذين غرقوا به في خضم أحلام الشرعية التاريخية التي اعتقد هؤلاء الفتحاويين بأنها ستكون لهم سفينة نجاة أمام شعبهم مهما مادوا في غيهم وفسادهم...

بدأت حماس تحاول ترتيب البيت الفلسطيني في الداخل على هذا الأساس، لا بل أنها شخصت بنظرها الى أبعد من ذلك لتدعي أن منظمة التحرير الفلسطينية وهي الكيان الفلسطيني الذي حاز على اعتراف العالم بفعل تضحيات جمَة، لا تمثل الشعب الفلسطيني كله في حساب حمساوي جاهل عكس نتائج انتخابات الداخل على كل الوضع الففلسطيني في خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي أوهام مجنونة تدرك حماس مدى جنونها وعدم صحتها وهي التي تعلم أن كثير من الفلسطينيين الذين انتخبوا حماس حبا بها لا نكاية بفتح انما انتخبوها نتيجة برامج الجمعيات الخيرية والجامعات والمدارس الإسلامية ورعاية أسر الشهداء المحسوبين على التيار الإسلامي دون غيرهم وهي نشاطات حمساوية اقتصرت على الداخل الفلسطيني ولم يرى منها أبناء الخارج شيئا، وكل هذا بفعل دعم مالي كبير من أطراف خارجية كانت تنتظر على أحر من الجمر لتقطف نتائح هذا الدعم عبر استعمال حماس وحكومتها كورقة في نزاعاتها الإقليمية وتجنبا للضغوط الدولية فيما يخص البرنامج النووي بالنسبة لإيران وكذلك فيما يخص عملية التحقيق بإغتيال شهيد لبنان رفيق الحريري وبقية رفاقه وتبعات الأزمة اللبنانية والموقف من التحول الكبير الجاري في العراق بالنسبة للنظام السوري..

على الصعيد الفلسطيني الداخلي مارست حماس ومازالت سياسة استئصال وظيفية لكل من يختلف مع توجهاتها العدمية، وأنشأت لها عصاباتها الخاصة التي أسمتها بالقوة التنفيذية بعد أن أكدت كذبا بأنها اتفقت على تشكيل تلك القوة مع الرئيس أبو مازن الأمر الذي نفاه الرئيس بالأمس للمرة العاشرة على هامش المنتدى الإقتصادي في شرم الشيخ، وهو ماأدى ويؤدي الى اشتعال نار الحرب الأهلية حيث نسمع كل يوم عن ضحايا يذهبون نارا لتلك الحرب التي أشعلتها حماس وبقرار سوري ايراني لاريب فيه، كما انطلقت التصريحات الفتويَة التي تتنافى مع أبسط الأخلاق الديمقراطية والتي تكفر هذا وتلعن ذاك وسمعنا السيد رئيس المجلس التشريعي يصرح بأن من لا يقف مع الحكومة ويدعمها فهو عاصٍ وخارج عن الطاعة..

على الصعيد الفلسطيني الخارجي كانت حماس وعبر تصريحات قادتها في الخارج وعلى رأسهم رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل وأعضاء المكتب في التهجم على قيادات فتح وعلى الرئيس أبو مازن شخصيا وتخوين تلك الشخصيات، كانت هذه الأفعال حطبا أضيف الى النار المشتعلة أصلا في الداخل، كما وان تصريحات مشعل الدمشقية وتبجيله وتفخيمه للدكتاتور السوري الصغير ساعدت على فقدان شعبنا الفلسطيني في سوريا من رصيد علاقاته الحسنة مع الشعب السوري الأبيَ الذي يحتاج منا الوقوف الى جانبه ومساندته وليس "تمسيح جوخ الديكتاتور" في هذا الظرف الدقيق والخطير الذي يمر فيه نتيجة استفحال حملة القمع والإعتقالات الجماعية التي يقوم بها ذلك الديكتاتور في هذه الأيام، كما وأن حماقة أفعال حماس ومسؤوليها في ارسال أسلحة ومعدات عسكرية وتخزينها في الأردن والتحضير لأفعال متهورة وجبانة ولاتخدم الا الأطراف التي ذكرنا قد ساهم أيضا سلبا في العلاقة بين الشعبين الأردني والفلسطيني..

الأهم من ذلك كله هو في النظرة الحمساوية للعلاقات مع اسرائيل ولعملية السلام برمتها، والتي ترفضها حماس جملة وتفصيلا بدون أن تعي أن أحد حسنات تلك العملية السلمية عليها هو وصولها الى السلطة والسيطرة على المجلس التشريعي الفلسطيني وهو ماكان ليكن لولا اتفاق اوسلو التي ترفض حماس الإعتراف به، كما وانها ترفض الإعتراف بالدولة الإسرائيلية والتفاوض معها وهو ما سبب كثير من المآسي لشعبنا الفلسطيني حتى باتت الأوضاع في الداخل تنذر بكارثة انسانية بكل معنى الكلمة، نتيجة امتناع دول العالم عن ارسال المساعدات حتى تعترف حماس بالجانب الإسرائيلي وبالإتفاقات الموقعة وتتخلى عن عملياتها الإنتحارية الإرهابية التي كان لها آثار كارثية على الوضع الفلسطيني برمته.

في زمن الإحتلال الإسرائيلي المباشر كانت الحالة الأمنية أفضل بمليون مرة من هذه الأيام وكذا مستوى المعيشة والخدمات التي يتلقاها الشعب الفلسطيني، والآن وفي ظل الأفعال الغير حميدة للحكومة الحمساوية بات المواطن الفلسطيني لا يأمن على روحه من أخيه المختلف معه فصائليا، وأصبح الحصول على لقمة يسد بها هذا المواطن جوعه وجوع أطفاله حلما مؤجلا بعيد المنال في ظل العناد الحمساوي وعدم ادراك الحكومة الحمساوية للمآسي التي خلفتها بعد حوالي الثلاثة أشهر فقط من وصولها الى السلطة، مما حذا بالمواطن الفلسطيني الى استذكار أيام الإحتلال قائلا: يرحم أيامك يااسرائيل!.



#حسين_أبو_حنين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في روما.. يختبر السيّاح تجربة جديدة أمام نافورة -تريفي-
- لغز مرض تسمم الحمل الذي حير العلماء
- -بايدن قد يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته- - ...
- قلق على مصير الكاتب صنصال إثر -اختفائه- بالجزائر بظروف غامضة ...
- هل نحن وحدنا في الكون؟ ماذا يقول الكونغرس؟
- مشاهد لآثار سقوط صواريخ لبنانية في مستوطنة كريات أتا (صور + ...
- -حزب الله-: إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح
- مشاهد لـRT من موقع الضربة الإسرائيلية لمنطقة البسطة الفوقا ف ...
- مجموعة السبع ستناقش مذكرات التوقيف الصادرة عن الجنائية الدول ...
- لماذا يضاف الفلورايد لمياه الصنبور وما الكمية الآمنة؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسين أبو حنين - يرحم أيامك يا اسرائيل!..