الإفتاء فى شئون الإطفاء

أمجد المصرى

الحوار المتمدن-العدد: 6408 - 2019 / 11 / 14 - 14:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

شب مساء الأربعاء 13 نوفمبر الجارى حريق ضخم فى أحد خطوط أنابيب البترول المار بقرية ( عزبة المواسير ) بناحية إيتاى البارود التابعة لمحافظة البحيرة المصرية ، واتضح أن الحريق ناتج عن كسر بالخط المذكور أحدثه اللصوص ليسرقوا البنزين المتسرب نتيجة الكسر .. سارعت الأجهزة المعنية بتوجيه ما أمكن من عربات الإطفاء إلى موقع الحريق حتى تمت السيطرة عليه و البدء فى إجراءات علاج الضرر بعد تجاوز مرحلة تدارك الخطر ، و أظهرت آخر البيانات الرسمية وقوع سته قتلى و خمسة عشر جريحا معظمهم بحروق ، كما أمكن القبض على أحد الجناة الذين أحدثوا الكسر المتعمد بالأنبوب

الغريب فى الأمـر أنـه و للمرة الأولى قررت دار الإفتاء المصرية التابعة لمشيخة الأزهر أن تشارك فى جهود الإطفاء و مقاومة الحريق ، فأصدرت الهيئة على صفحتها الرسمية عى موقع التواصل فيس بوك منشورا يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إذا رأيتم الحريق فكبروا فإن التكبير يطفئه) .... ألطف بعبادك يا لطيف

https://www.elwatannews.com/news/details/4416067#hpslider

الغريب فى الأمر أيضا أن المنشور ( البوست ) قد حصل خلال الساعة الأولى للنشر على 5800 إعجاب مع 550 تعليق بالإضافة إلى 1100 مشاركة

وفيما تقدم العديد من الملاحظات الجديرة بالانتباه و منها :

هى المرة الأولى - فيما أعلم - التى نرى فيها تعقيبا من دار الإفتاء على حريق رغم كثرة الحرائق فى مصر و تنوعها بين حرائق قطارات و مساكن و مخاون و مصانع و مزارع و غير ذلك ، و كأن دار الإفتاء قد عثرت على هذا ( الحديث النبوى ) مؤخرا و قررت البدء فى الاستفادة منه و توظيفة فى خدمة الوطن و المواطن .. خاصة أن الناس تصدق الأحاديث و تثق فى دار الإفتاء

- مادام الأمر كذلك فالأولى بدار الإفتاء و مشيخة الأزهر المبادرة بتسجيل هذا الإكتشاف كبراءة اختراع مدهشة تحصل بموجبها على مقابل من كل من يستخدم تلك الطريقة فى إطفاء الحرائق فى الداخل أو الخارج فتنتعش خزائنها ما يتيح لها فرص البحث و تقديم اكتشافات جديدة
- و مادام الأمر كذلك أيضا فعلى الدولة المصرية نقل اختصاصات إطفاء الحرائق من هيئة الحماية المدنية ( المطافى ) إلى دار الإفتاء المصرية للتولى الأمر و تعم الفائدة و نكون قد وفرنا على الخزانة العامة كثيرا من النفقات و أنقذنا الكثير من الأرواح التى تزهق فى عمليات الإطفاء التقليدية
- سؤال لدار الإفتاء المصرية : هل ينقطع التكبير فى عزبة المواسير أو فى أى ركن من بر مصر المحروسة و لو للحظة أو طرفة عين ؟ فلماذا لم ينطفئ الحريق بالتكبير ؟



بقى أن نذكر أن الأحاديث النبوية لم تثبت صلاحيتها فى كل تجاربها السابقة و مثال واحد على ذلك هو ( صلاة الاستسقاء ) التى عزفوا عنها و شرعوا فى بناء محطات تحلية المياه ، ناهيك عن التداوى بأبوال البعير و الحبة السوداء و جناح الذبابة



متى يتوقفون عن خلط الدين بالشأن العام ، و متى يكفون عن دس أنوفهم فيما لا شأن لهم به ؟ .

#أمجد_المصرى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات