سلام ابراهيم محمد
الحوار المتمدن-العدد: 6407 - 2019 / 11 / 13 - 20:46
المحور:
الطب , والعلوم
في عام 1927 بدأ أستاذ فيزياء في احدى جامعات أستراليا تجربة لا زالت مستمرة لحد الان ! لاختبار سيولة القُطران (القار) للمقارنة : الماء أكثر سيولة بعدة مليارات مرة ! بسكبه القار الحار في قمع زجاجي ثُبّت داخل وعاء وأُغلقت فتحة القمع ووضِع تحتها قدح وتركت لحرارة المختبر . 1930 وصل القار إلى أسفل القمع فرفعوا الغطاء المانع ليتقطرالقار؛ طبعا راقب التجربة عدة أجيال من الأساتذة والطلاب، وانتظروا طويلا (11سنة) سقوط القطرة الأولى التي انفصلت من القمع و لم يكن أحد حينها حاضرا عندما لامست قاع القدح عام 1938 تلتها 1947، 1954 ،1962، 1970 1979، 1988 دون أن يصادف وجود شخص ما.. عام 2000 تم نصب كاميرا-انترنت و في اللحظة الحاسمة عند انفصال القطرة الثامنة في نفس العام كانت الكاميرا عاطلة ! بعدها نصبت أكثر من كاميرا حيث تم تسجيل فيلم عام 2014 عندما خرجت القطرة التاسعة و التي لم تنفصل بالكامل.. نفس طويل صديقي، يتطلب مثل هذا العمل المضجر للبعض و الممتع لآخر.
هل يمكن لتجسمات و هيئة حجر ما أن تكون مبعثا للسرور كما الزهور مثلا ! نشعر باطمئنان و ألفة في بعض الأبنية و بضيق في أخرى، للضوء و الانارة هنا طبعا أهمية كبرى.
كنت أحياناً أتابع ظل حائط (مقابل محل عملي) و الخطوط التي ترسمها حافاته بانكسار أشعة الشمس واخمن الساعة أو كمية الحياة المنطوية من متابعتي في اليوم السابق مخاطبا نفسي هل اكون اكثر سعادة إن استثمرت وقتي في موقع غير الذي أنا فيه؟! هل للسعادة وقهقهة ضحكٍ معنى دون مشاركة.. نحن نستشعرها (السعادة) وأغلب الظن عاجزون عن تعريفها، هل هي إحساس لحظوي بعد ترقب لإشباع غريزة، تبادل إحساسات، توافق فكري، استراحة و غفوة بعد عمل مضني طويل... و كل هذا ليس ألا انتشاء منطقة من الدماغ كما يقال.
حياة الإنسان حساب مصرفي برصيد مجهول و بمدة زمنية متأرجحة، عُملتها تقاسيم زمان من سنين وأيام نقايضها بما نألفه من محيطنا، نأمل الأفضل والأَرفه: مُتَفّهِين غلظة الحاضر، معولين على تحسن الآتي؛ مع ذلك لا تأذن يا صاحبي أبدأ ! "لغبطة اللحظة" عنك في غفلة تتوارى واصطد الفرحة فيما تفعله و أن كانت تَرَقُّب قطرة قار.
#سلام_ابراهيم_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟