عبد الكريم اوبجا
الحوار المتمدن-العدد: 6406 - 2019 / 11 / 12 - 19:51
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
نحن إزاء مرحلة جديدة يعيش فيها النظام الرأسمالي العالمي أزمة بنيوية مما يهدد الأسس الجيوسياسية للنظام العالمي الجديد و يجعلها موضع اتهام و عقبة ضد التقدم و الوحدة الحقيقية للشعوب المضطهدة. و تحول بذلك منطق الصراع من المطالبة بعدالة التوزيع إلى عدالة الإعتراف.
فلا علاقة للصهيونية بالحركات القومية الكوردية و الكتالونية و الباسكية و الأمازيغية و حركات الشعوب الأصلية بأمريكا الجنوبية. و الحق يقال أن الأنظمة الرجعية العربية و أحزابها العروبية التي تقمع و تضطهد العديد من القوميات هي من تطبع يوميا مع الكيان الصهيوني.
و فقط من لا دراية له بهذه الحركات القومية يروج أكاذيب و إشاعات خدمة لأجندة الامبريالية العالمية في إبقاء الوضع كما هو عليه و لتمديد عمر النظام العالمي الجديد.
إن اليسار العروبي هكذا سيواصل موته السريري مادام يعيش على أوهام الوطن العربي و العالم العربي و الأمة العربية في الوقت الذي يتخلى عن مهمة دعم نضالات القوميات المضطهدة من طرف الأنظمة الرجعية الشائخة.
إن وحدة و تكتلات الشعوب تكون بشكل طوعي و ديمقراطي لا قسريا. كما أن آخر إبداعات الإنسانية هي الديمقراطية المباشرة للشعوب المتحررة و تكتلها بعد ذلك في أنظمة فيدرالية و كونفدرالية.
نحن شئنا أم أبينا في مرحلة تفسخ الدول المركزية و أفول الدولة-الأمة التي تعد ركيزة النظام العالمي الجديد (الرأسمالية/الامبريالية).
إن الوضع ينذر بتحولات كبرى سيكون لحركات التحرر القومي كل الفضل في فتح موجة ثورية جديدة. و على المناهضين للرأسمالية المتوحشة كما سميتها أن يكونوا أفضل المدافعين عن حقوق القوميات المضطهدة بمنظور تحرري و معادي للرأسمالية و الامبريالية.
#عبد_الكريم_اوبجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟