مراد سامي
الحوار المتمدن-العدد: 6406 - 2019 / 11 / 12 - 17:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
استيقظ العالم العربيّ ومنطقة الشّرق الأوسط هذا الثلاثاء على أنباء اغتيال بها أبو العطا أحد أبرز الأسماء في قائمة المقاومة الفلسطينيّة، فمن هو أبو العطا وما هي تداعيات موته على المنطقة ؟
عُرف أبو العطا مؤخّرا كأحد أخطر القيادات العسكريّة على إسرائيل، خاصّة بعد التقرير الذي نشرته "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية والتي اعتبرته هو ونصر الله وسليماني رؤوس المقاومة ومكمن الخطر المحدّق بإسرائيل وأمنها. هذا الاغتيال يُعتبر الأوّل من نوعه منذ سنة 2012، ويأتي على خلفيّة بروز اسم أبو العطا وتشكيله إزعاجًا مباشرًا لإسرائيل. رغم ذلك، لم يكن بهاء دائمًا على وفاق مع بقيّة الحركات المسلّحة في المنطقة، إذ أنّ تنامي نفوذه يعني تشويشًا مباشرا وغير مباشر على الخطط الاستراتيجية والعسكريّة لحماس في المنطقة، كما أنّ حماس لم تكن دائمًا تعتبر خيارات بهاء العسكريّة مناسبة ورصينة وذات عمق استراتيجي.
حماس هي الأخرى قد استنفدت الكثير من طاقتها في مواجهات متقطّعة مع العدوّ، من جهة يرى البعض ذلك مقاومةً وذودًا عن الوطن المحتلّ ويراه آخرون إرهاقًا للمنطقة وتعميقًا لمعاناة الفلسطينيّين خاصة بغزّة، هؤلاء الفلسطينيّون يريدون مكانًا آمنًا يعيشون فيه دون خوف من انقطاع الكهرباء أو انقطاع إمدادات الغذاء أو قصف جديد على المنطقة. هذه الحرب التي دامت عقودًا غيّرت وجهات نظر كثيرة خاصّة تجاه المقاومة وسُبُلها، إذ لم تجني فلسطين منها إلى الآن سوى المزيد من الخسائر المادّية والمعنويّة. هذا التغيير في سُبل الاحتجاج قد انعكس في السنة والنصف الأخيرة على المزاج الفلسطيني الشّعبي الذي فضّل التقليل من استعمال السّلاح واستبداله باحتجاجات شعبيّة سلميّة بغرض إرسال صوتهم إلى العالم، هذا العالم الذي لم يعد يعترف فحسب بشرعيّة القوّة الصّاخبة، بل أيضًا بشرعيّة القوّة النّاعمة، فهل تتقبّل حماس وحركة الجهاد الإسلامي الرسالة التي يوجّها إليها شعبها المسكين وتعدّل من سياساتها في المنطقة ؟
#مراد_سامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟