أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد الخميسي - اسمع مني الكلام .. يا مستر .. يا مـدام














المزيد.....


اسمع مني الكلام .. يا مستر .. يا مـدام


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 6405 - 2019 / 11 / 11 - 18:40
المحور: المجتمع المدني
    


تلقت وزارة السياحة عددا من الشكاوي بشأن المرشدين السياحيين الذين ينحون جانبا دورهم في تعريف السياح بالآثار وبالتاريخ المصري، وينهمكون في دعوة السياح إلى اعتناق الاسلام! وقد رأيت ذات مرة مرشدا من هذا النوع خلال رحلة قمت بها، حين ترك المرشد السياحي كل ما يتعلق بالآثار واستغرق بحماسة عبر الميكرفون موضحا لركاب الحافة الأجانب تاريخ غزوة بدر والصحابة الأربعة داعيا الجميع لاعتناق الاسلام. ولا أنسى دهشة السياح وذهولهم وهم يستمعون إليه ويفكرون فيما بينهم وبين أنفسهم في أنهم لم يقطعوا كل تلك المسافات من بلدانهم إلى مصر، ولا دفعوا ثمن الرحلة لكي يغيروا معتقداتهم التي نشأوا عليها خلال نصف ساعة! لكنني حينذاك ظننت أنني صادفت حالة فردية لمرشد شاب قليل الخبرة، إلى أن تبين أن وراء أولئك المرشدين شبكة منظمة تجندهم لشرح قواعد الاسلام للأجانب وتوزيع الكتيبات الاسلامية بمختلف اللغات! ولم تكن مصادفة أن يصرح مؤخرا وليد البطوطي مستشار وزير السياحة الأسبق لشئون المرشدين أنه خلال فترة حكم الاخوان المسلمين انتشر عدد من الأكشاك أمام المزارات السياحية كانت مهمتها توزيع الكتب الاسلامية، مما يعني أن هناك عملا منظما وارء أولئك المرشدين. وقد حكى لي أحد أقربائي أنه وزوجته وجها دعوة إلى العشاء لبعض الأصدقاء الأمريكيين الذين تصادف وجودهم في مصر في رحلة سياحية، وأنه سألهم عن مدى رضاهم عن رحلتهم، وكان يخشى أن الباعة الجائلين وأصحاب الجمال قد أفسدوا عليهم الرحلة بالالحاح، لكنه فوجيء بقول الأمريكيين إن الرحلة كانت ممتازة حتى عكر صفوها المرشد السياحي الذي انخرط في شرح أركان الاسلام ومحاولته الحثيثة لاقناعهم باعتناق الاسلام ثم توزيعه الكتيبات الدينية عليهم فردا فردا ! وهنا قد يجدر بنا أن نتذكر القول المعروف : " لكل داء دواء إلا الحماقة أعيت من يداويها"، فما الذي يتوقعه مرشد من سياح إيطاليين وفرنسيين وامريكيين حين يدعوهم لدخول الاسلام؟! ألا يفهم أنه لا يثير سوى الدهشة بخياله المريض الذي يصور له أن شخصا نشأ وتربى ونما على عقيدة دينية سوف يغير عقيدته في ربع الساعة ؟ هل هناك دليل على الغباوة أكثر من ذلك؟ ألم يكن من الأفضل للمرشد أن يشرح لهم تاريخ الحضارة المصرية ، والقبطية، والاسلامية، وتاريخ الآثار التي جاءوا لمشاهدتها فيكسب بذلك احترامهم له ولمصر بل وللاسلام نفسه ؟! أم أن الغباوة الاخوانية تطارد حتى السياحة في مصر؟! أيضا لا أفهم مرشدا سياحيا يتحرك بموبايل من صنع اليابان، وفي سيارة من صنع أمريكا، ويشاهد تلفزيون من صنع فرنسا، ويعمل على كمبيوتر من صنع الصين، ويرتدي حتى قمصانه من الخارج، ثم لا يفهم شيئا من ذلك الخارج إلا ضرورة أن يعتنقوا الاسلام! ولقد علق عماد محروس رئيس قطاع الادارة المركزية للرقابة على الشركات بوزارة السياحة على محاولات المرشدين السياحيين دعوة السياح الأجانب لاعتناق الاسلام وتوزيع كتيبات دينية بقوله إنه في حال ثبوت ذلك يتم شطب المرشد وسحب ترخيصه فورا، وأنه سبق بالفعل وتم شطب بعض المرشدين الذين ثبت أنهم يتحدثون في شئون لا علاقة لها بمهنة الارشاد السياحي، كما أكد أن ادارة التفتيش السياحي تقوم بالتحقيق مع الشركات السياحية فإذا ثبت تورطها توقع عليها عقوبة قد تصل لحد إلغاء الترخيص لها بالعمل نهائيا. أما وليد البطوطي مستشار وزير السياحة الأسبق فطالب بإعادة الكشف الأمني على العاملين في قطاع السياحة بالكامل، بدءا من سائقي الحافلات حتى الجرسونات والمرشدين، وكل ما له علاقة بالسائح، وإنه أبلغ الجهات الأمنية بالواقعة الأخيرة للتأكد من صحتها للتحقيق في الأمر الذي يمثل خطورة على سمعة مصر. وفي اعتقادي أن الموضوع لا يتعلق فقط بسمعة مصر بل وباقتصادها الذي تمثل السياحة جزءا مهما منه، ولهذا علينا أن ندقق في تأهيل المرشدين ومراقبة نشاطهم لكي ننحي جانبا الدعاة الذين يطوقون السياح يزعقون:" اسمع مني الكلام .. يا مستر يا مدام"، فإذا لم ننتبه إلي أولئك المرشدين، فلن أستغرب إذا قرأت يوما عن العثور على عقل سائح مهروسا في حنك داعية مصري!



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة لا تعرف الحياد
- هيئة الأمر بالملبوس والذوق العام
- الانتفاضات العربية .. الأزمة والطريق
- خلود اللحظات العابرة
- لا أكتب الرواية لأنها تحتاج إلى نفس طويل
- جائزة نوبل .. سقوط أدبي وسياسي
- أذا عشقت اعشق قمر
- مسعد أبو فجر .. أدباء على ايقاع الغزو
- السير إلى الحرب
- المرأة ليست صندوقا لحفظ شرف الرجال !
- أخلاق نبيلة قصة قصيرة
- أحمد من عيلة ايمي
- الزهاوي بين الشعر والعلم
- ساق على ساق - قصة قصيرة
- تمثال الحرية كان منحوتا لقناة السويس
- عم نتكلم .. حين نتحدث عن الحب ؟
- - دعونا ننطلق- .. صيحة المستقبل الأجمل !
- السودان .. الانتفاضة السمراء
- أبو بكر يوسف نغمة فريدة من اللحن المصري
- - حضن المنصورة - .. لماذا نكره المحبة ؟


المزيد.....




- بتسليم الأسرى.. فصائل غزة تتحدى إسرائيل
- إصابة شابين بالرصاص واعتقال طفل خلال اقتحام الاحتلال غرب رام ...
- إسرائيل تكشف شروطها لاستئناف الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين
- تقرير ميداني:الاحتلال يخنق الضفة الغربية بمئات الحواجز والبو ...
- ترصد معاناة الأطفال حول العالم: صور اليونيسف لعام 2024
- اعتقال مواطن أوكراني بعد الاشتباه بتورطه في التخطيط لانقلاب ...
- الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين ضمن اتفاق وق ...
- حماس: مستمرون حتى إفراغ السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطي ...
- الاحتلال يفرج عن الدفعة الثالثة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إ ...
- مشاهد توثق اللحظات الأولى للقاء الأسرى الفلسطينيين بعائلاتهم ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد الخميسي - اسمع مني الكلام .. يا مستر .. يا مـدام