سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1562 - 2006 / 5 / 26 - 11:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رصدنا في مقال سابق الخطوط العريضة لمشروع القانون الذي أعده بعض النواب الأمريكيين ، والذي يتيح للكونجرس الأمريكي اسقاط الحصانة عن المسئولين في منظمة »أوبك«، واصدار »فيتو« علي قرارات منظمة الدول المنتجة والمصدرة للبترول فيما يتعلق بالحصص أو الأسعار، واستشهدنا بآراء خبراء القانون الدولي التي تفند الأسس التي بني عليها هؤلاء النواب مشروعهم، فضلا عن آراء خبراء البترول التي تنسف مزاعمهم التي تحمل »أوبك« مسئولية ارتفاع اسعار البترول.
ويضيف لنا فريد زكريا رئيس تحرير مجلة »نيوزويك« الأمريكية بعدا مهما جديدا لهذه المسألة حيث يروي »القصة الحقيقية للبترول الغالي«، ومن خلال روايته الذكية لهذه القصة يكشف لنا عن حقيقة سياسة مهمة تغيب عن بال الكثيرين، هي أن أمريكا ــ ورغم كل الحديث عن الصين والهند ــ مازالت أكثر الدول استهلاكا للبترول. أي أن أمريكا ــ علي حد وصفه ــ مازالت هي »غوريللا النفط العالمي« فالهند تستهلك 5.2 مليون برميل بترول يوميا، أما أمريكا فتحرق عشرة أمثال هذا القدر.
والتغير الأكبر المنفرد في الاستهلاك العالمي خلال العقد الماضي لم يكن صعود الصين بل صعود سيارات الدفع الرباعي المستهلكة لكميات ضخمة من الوقود. فمنذ منتصف سبعينيات القرن الماضي لم يزد كثيرا الطلب علي البترول في أوروبا الغربية واليابان، أما في الولايات المتحدة فقد تزايد هذا الطلب بمعدل الضعفين.
والطلب الاقتصادي علي البترول المتزايد دائما في أمريكا تدفعه ــ في رأي الكاتب الأمريكي ــ الاعتبارات السياسية فمن دون وجود ثغرة في القانون لكانت سيارات الدفع الرباعي منعت.
ومن دون أسعار بنزين بصورة مصطنعة لما كان الأمريكيون يستهلكون هذا القدر الضخم من البترول، فالحكومة الأمريكية تقوم بدعم اسعار البترول بطرق مختلفة كبيرة وصغيرة.
وهذه جملة اعتراضية نهمس بها في اذن حكومة الدكتور أحمد نظيف التي تعتبر دعمها لبعض المشتقات البترولية بدعة مصرية!
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟