أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل غريب - الفاسدون أمام كرسي الاعتراف: إضربوهم على جيوبهم














المزيد.....

الفاسدون أمام كرسي الاعتراف: إضربوهم على جيوبهم


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 6405 - 2019 / 11 / 11 - 13:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تكاثرت الاتهامات لانتفاضة الشعب اللبناني، شارك فيها أمراء الطوائف، وتبارى مثقفوهم بمن يأتي بأكثر ما يمكن من أوصاف التخوين والتخويف. وكانت الاتهامات أداة من أجل إرهاب الجماهير الشعبية لإخراجهم من الشارع، لأن هتافاته أخذت تؤرق مضاجعهم، وتهدد جيوبهم وأرصدتهم التي أُتخمت بمال الفقراء وقوت يومهم. ولكن إصرار الشعب على مواجهة أحزاب السلطة قلب المعادلات، فأخذ المشهد على المسرح السياسي وفي كواليسه الخلفية يتغير ويتبدَّل.
مشهد أمراء الفساد، ومثقفيهم الآن تبدل من حال إلى حال وسبحان مبدِّل الأحوال. أخذ الجميع يتبارون بمن يطلق أفضل الصفات على تلك الانتفاضة، في خطاب شعبوي يريدون منه أن يمتصوا نقمة مئات الآلاف ممن نزلوا إلى الشارع، لعلَّهم يفلحون في التخفيف من تلك النقمة، ظناً منهم أن الكلام المعسول المخادع قد ينجح بعد أن فشلت وسائل تخوينهم وتخويفهم ورفع عصا البلطجة في وجوههم.
الشعب ثار، ولو بعد حين، لأن المستغرب في أن لا يثور الشعب. ومن المستهجن أن يسكت الجائع عمن كان السبب في جوعه. وعمن كان السبب في تجهيل مستقبل الأجيال، وعمن كان السبب في إغراق لبنان في الظلام، وعمن كان السبب في تراكم الديون على ميزانية الدولة اللبنانية. وعمن كان السبب في السطو على أملاك الدولة. وباختصار كما قالها أحد القضاة: (أينما وضعت يدك وأخرجتها، ستحصل على قبضة من الفساد والسرقة).
وما لم ينفع التهديد والتخوين، الذي لم تنته فصوله كلياً، لن تنفع فيه تبييض الصفحات ولن تنفع فيه الخطابات الشعبوية، تلك التي أخذ فيها كل حزب من أحزاب السلطة يستخدمها لخداع الشعب، وكأن شعارات الشعب أصبحت شعارات لأمراء الفساد، ولم يعد ينقصهم سوى النزول إلى الشارع جنباً إلى جنب الفقراء والعاطلين عن العمل. وما تلك الانحناءة بأكثر من كسب فرصة ليعيدوا ترتيب أوضاعهم، والتزييف بالحسنى ما لم يستطيعوا تزييفه بالقوة والبلطجة. ودرءا لمخاطر هذا التزييف، يمكننا الإضاءة على الخطوط العامة التي تحصِّن الانتفاضة من الوقوع في أفخاح جهابذة أمراء الفساد ومثقفيهم.
إن أهداف الجماهير الغاضبة تنقسم إلى شقين:
-الشق الأول: السياسي الاستراتيجي الهادف إلى تغيير النظام الطائفي السياسي الذي هو سبب كل علة. آخذين بعين الاعتبار أنه يحتاج إلى وقت، وسيبقى عرضة للمماطلة والتأخير والتزييف من قبل المؤسسات السياسية والقضائية التي يمسك بها أمراء الفساد ويتحكمون بإدارة دفة سفينتها لتسير بالاتجاهات التي تخدم مصالحهم. ولأنه إذا حصرت الانتفاضة أهدافها بالشق الاستراتيجي، كأنها مدَّت حبل الإنقاذ لهم، لأنهم سيرتاحون لأن الفرج قد جاءهم على طبق من ذهب.
-الشق الثاني: المرحلي وفي المقدمة منه إصلاح الخدمات واجتثاث الفساد الذي تغلغل من رأس الهرم السلطوي إلى قاعدة قاعدته التحتية. وهذا يقتضي إدامة الانتفاضة وإن بوسائل أخرى غير تلك التي يقوم المنتفضون بتطبيقها الآن. ومن أجل ذلك، إبقاء أبواب التجديد بالوسائل مفتوحة، استناداً لخصوصيات كل مرحلة.
ولذلك، فإن سلامة الانتفاضة تقتضي اعتبار الشقين متكاملين وغير منفصلين بحيث يرفد كل منهما الآخر، ويعطيه الزخم والقوة والتحصين ضد اختراقات قد تقوم بها أحزاب السلطة من هنا أو هناك، أو تسويث من هنا أو هناك.
وعن ذلك، نعتبر أن الأهداف إذا توقفت عند القضايا السياسية الاستراتيجية من دون إبقاء المطالبة باجتثاث الفساد والكشف عن الفاسدين مستمرة، فسوف تشكل حبلاً للخلاص أمام أمراء السلطة والفساد. وهذه تأخذ وقتاً طويلاً قد يمتد إلى سنوات. وتبدأ بالمماطلة لإعداد قانون انتخاب عادل، ولا تنتهي بالدعوة إلى إجراء انتخابات، لن تخلو من عوامل الإغراء والإغواء ومصادرة قرار الناخبين، التي تبدأ من (زي ما هيَّ) ولا تنتهي بما يعرف بـ(التكليف الشرعي).
إن منعهم عاجلاً من استخدام المفخخات القانونية في صياغة قوانين ما يزعمون أنه بداية لمعاقبة الفاسدين. وضربهم على جيوبهم بمحاصرتهم بملفات فسادهم. سيكون الثمن العاجل الذي عليهم أن يدفعوه ، وذلك هو مصدر الوجع الحقيقي الذي يؤلمهم، ولا شيء آخر على الإطلاق.



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنياب خامنئي هشَّة ودموع ترامب كاذبة
- الاعتراف بالفساد وتخوين الانتفاضة
- ماذا لو جفَّ... في العراق ولبنان؟
- ليس العراق أرضاً فارسية إخرج منها قاسم سليماني
- نعم للتفاوض أمام كاميرات الرأي العام
- ثورة الشعب اللبناني فوق كل الشبهات
- إسقاط مافيات الكهرباء هدف معجَّل
- إرفعوا وصاية أمراء الطوائف عن الشعب اللبناني
- ليس العراق غنيمة حرب لنظام الملالي في طهران
- (الدعشوية) و(الحشدوية) ظاهرتان لاقتلاع الأهداف الوطنية والقو ...
- الاختلاف حول الهوية القومية أزمة تعيق حركة التحرر العربي
- بين تحديث التكنولوجيا وتحجيم القيم الإنسانية
- هل تتعلم دول الخليج العربي من أخطائها؟
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام الحلقة الأخيرة
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام الحلقة الثالثة
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام الحلقة الثانية
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام (الحلقة الأولى)
- بعد ألف وأربعمائة سنة من التكفير والتكفير المضاد
- الظاهرة الدينية بين العمق الروحي والسطحية البدائية
- الحراك الشعبي وحركة التحرر العربي جناحان تتكامل بهما عملية ا ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل غريب - الفاسدون أمام كرسي الاعتراف: إضربوهم على جيوبهم