|
فقه الكراهية
أمجد المصرى
الحوار المتمدن-العدد: 6405 - 2019 / 11 / 11 - 05:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إذا نظرنا إلى المساحة الجغرافية الشاسعة التي تشغلها الدول ذات الأغلبية المسلمة ، و ما تمتلكه من موارد بشرية و مادية هائلة فضلاً عن ثروات لم تكتشف بعد ، فسوف ندرك أن إمتلاك تلك البلدان لكل هذه المقدرات لم يحُل دون تخلفها الحضاري و هوانها السياسي و قبوعها فى ذيل قائمة الأمم . لقد ارتضت تلك الدول لنفسها أن تصبح مناطق نفوذ وأسواقاً للإنتاج الأجنبي، ومصدراً رخيصاً للمواد الأولية والأيدي العاملة غير الفنية و غير المدربة، وأمست بعضها ميادين للصراع بين القوى العالمية تتلاعب بها كيف شاءت لها مصالحها . كل ما سبق من مقدمات وأسباب جعل الدول الإسلامية تتشرنق حول نفسها و تترك مصائرها بأيدى غيرها ، و تسلم عقول شعوبها لطغمة من الفقهاء و المفتين كى يستدعوا من كتب التراث الإسلامي أحكاماً و يصدروا فتاوى تنشر التخلف ، و تعمق الفجوة الحضارية بين بلاد المسلمين وغيرها من البلدان المتقدمة
تركزت جهود أولئك الفقهاء والمفتين على حث المسلم على كراهية أربعة أعداء قرروا أنها جميعا من الخبائث التي ينبغي اجتنابها درءاً للمفاسد و الفتن ، ينبغي للمسلم كراهيتها ، هي : (العلم - الفن - المرأه - الآخر المختلف) و فيما يلى سوف نتعرض لكل عدو منها ينبغي تحقيره - بحسب فقههم - و كذا اجتنابه و كراهيته
كراهية العلـم
لقد استقر الرأي عند فقهاء المسلمين على أن كل جديد (إختراع - إكتشاف - إبتكار - فكـرة ) يضيفه العلم التجريبي الذي برعت فيه بلاد الغرب الكافرة هو (بدعة) ، ومن المعلوم من الدين بالضرورة أن { كل بدعة ضلالة و كل ضلالة فى النار } . و ترجع هذه الكراهية للعلم و العلماء - ضمن ما ترجع - إلى كراهية بلاد الغرب التي استعمرت بلاد المسلمين فى الماضي ، و لكن السبب الأهم هو أن من تربى على النقل قد أصبح عاجزا عن إعمال العقل . صار المسلمون يستخدمون أحدث منتجات البحث العلمى دون الإقدام على الانخراط فى البحث العلمى و سبر أغواره أو المشاركة فى إنتاج منجزاته ، لا يألفون - بل لا يطيقون - منهج التفكير العلمي ، و يحجمون عن توفير أو إستيراد بيئة منتجة للتقنيات العلمية ببلادهم ، ما تسبب فى تخلفهم عن ركب التقدم
كراهية الفنون و الآداب
بـناء على فتاوى المتشددين من الفقهاء الذين حرّموا الرسم و النحت و الموسيقى و التمثيل .. و غيرها من فنون ، دمّرت حركة "طالبان" تماثيل بوذا بأفغانستان ، كما دمّر تنظيم "داعش" آثار تدمر في سورية ، وهدم المتطرفون أضرحة عريقة في بلدان إسلامية عدة، و هاجموا بالأسلحة البيضاء والرصاص حفلات للموسيقى، و نهبوا وأحرقوا محلات بيع المشغولات الذهبية و محال تأجير أشرطة الفيديو بمصر خلال تسعينيات القرن الماضي . جاء كل ذلك و أكثر تأسيا بالمرويات عن أجدادهم الذين دمروا كثيرا من تراث حضارات البلاد التي أغاروا عليها و سلبوها خيراتها و روعوا أهلها .
تعددت أيضاً فتاوى إهدار دم بعض المفكرين و الأدباء ما أسفر عن إغتيال فرج فودة ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ بمصر
كراهية المــرأة
الأحاديث النبوية في الصحيحين و التى تحض على تحقير المرأة و كراهيتها كثيرة ، أورد فيما يلى بعضها
- المرأة تأتي على صورة شيطان.. فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته، فليأت أهله، فإن معها مثل الذي معها
- للمرأة عشر عورات ، فإذا تزوّجت ستر الزواج عورة ، وإذا ماتت ستر القبر التسع الباقيات -
- لا يُسأل الرجل فيما ضرب أهله
- لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ، والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها ، وهي على قتب لم تمنعه
- إذا دعا الرجل امرأته لفراشه فأبت أن تجيء فبات غضبانا عليها ، لعنتها الملائكة حتى تصبح-
- يا معشر النساء، تصدَّقن فإني أُريتكم أكثر أهل النار، فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير، وما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن. قلن: وما نقصان عقلنا وديننا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن: بلى ، قال: فذلك من نقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصُم؟ قلن: بلى ، فقال : فذلك من نقصان دينها
كراهية الآخر المختلف
يشهد التاريخ بأن دولة الخلافة العثمانية قد قامت بإبادة عرقية جماعية للأرمن المسيحيين من مواطني تركيا المسلمة خلال وبعد الحرب العالمية الأولى بين عامي 1914 و 1923، و أن مَن بقى منهم على قيد الحياة بعد الإبادة قد أجبر على الرحيل الفوري عن أراضي الدولة العثمانية ، وذلك دون معرفة وجهة محددة يلجأون إليها . كان هذا عن الأرمن من مواطني تركيا العثمانية فى الرُبع الأول من القرن العشرين
أما فى العام الجارى (فى القرن الواحد والعشرين) فقد شنت تركيا حرباً على أكراد سوريا قتلت فيها مئات الأكراد السوريين و شردت آخرين ، وتعمل قوّاتها على احتلال الشريط الحدودي مع سوريا بعمق سبعة كيلومترات
و فى مصر قامت قوات الشرطة بفض إعتصام جماعة الإخوان المسلمين المسلح بمنطقة رابعة العدوية بالقاهرة فى أغسطس عام 2013 ، فلم تجد جماعة الإخوان سبيللاً للإنتقام إلا بتفجير و إحراق كنائس الأقباط المصريين
إن شعوبا تكره العلوم و الفنون و الآداب و تبغض المرأة وتحتقرها و تبغض كل ( آخــر ) مختلف فى الدين أو العرق أو اللون و تزدرى كل جديد و تستمرئ العيش فى ظلمة الماضى ، لهى شعوب مستحقة لما آل إليه حالها من قبوع في مؤخرة الأمم
#أمجد_المصرى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الغزوة التركية لأكراد سوريا
-
فى ذكرى نجيب محفوظ
-
صرخة صاحب الزنج
-
صفقة إبليس
-
الأزمة و المأزوم
-
قراءة فى كتاب القوة الناعمة
-
البخارى تحت المجهر
-
فى مثل تلك الأيام منذ ثمانى سنوات
-
العبودية باقية !
-
تاريخنا الذى نباهى به الأمم
-
( الإنسانيون )
-
فى المسألة الانتخابية
-
الحالة المصرية : مخاوف مشروعة
-
حزب مصر الحضارة
-
على هامش غزوة العمرانية - 1
-
نحو دولة مدنية تسمح بالزواج المدنى
-
أين الدولة المدنية ؟
-
مرة أخرى
-
فى سكة زمان راجعين
-
جئتم للحوار و لا تطيقون حوارا
المزيد.....
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|