أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - السيد المسيح يغادر الجنة














المزيد.....

السيد المسيح يغادر الجنة


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1559 - 2006 / 5 / 23 - 10:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الديانة المسيحية هي دين الله على الأرض 0 السيد المسيح , رمز للسلام وللإيثار بالذات من أجل تخليص روح البشر من الشرور , وهو رمز للخلاص الآدمي , من أسفار البلاء التي يحملها البشر , وهو المطهرِّ والمطـَهرَّ من الخطايا , وما الوصول إلى الجلجلة , ونزف الدم إلا من أجل تخليص البشرية من الآثام , فالرمز الذي ُيفدي الذات بالجماعة , وُيقَدِّس الحق والحقيقة , ومن أجل الوصول إليها تكون الذات السامية , ومن غير الذات التي تحمل الخطايا وتصارع الألم , تكون أكثر قدرة على الخلاص , فبالخلاص يكون الحب ومن الحب تولد الحياة , لأن الله محبة , والرسول محبة فبالمحبة يصل الإنسان إلى ذروة المجد , ويَكُفر الكائن البشري الخطاء عن الخطايا , ( من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر ) إذ طالما كلنا خطاؤون ( وخير الخطائين التوابون ) وبما أن القاسم المشترك بين البشر جميعاً هي الخطيئة , لماذا لا يكون التراحم هو أساس العلاقة بين الناس , فكلّ الذي ينظر إلى ذاته بعين الناقد , يكون قد تعلم من أخطائه وحاول أن يسير مع أخيه الآخر ليستمرا في عيش ٍ كريم , لأن الكرامات لا تأتي إلى خبثاء النفوس , بل الصفاء والتراحم والمحبة سيدة الشروق , التي تظهر من عمق روح الإنسان النَّير المحُبّ , لتشعل في روحه أنوار البهجة , وتسري على الناس رحمة ً ومودة , فالرحمة أساس العدل والعدل قانون الحياة , فالميزان لايَكْذِبُ الحقّ , والسيد المسيح رمز مخلـّدٌ لكل ما هو سام ٍ , فالدم المسفوح على تراب الأرض , هو الزيت النوراني الذي يشع كأعين الحقيقة ( لأن الرب مَسَحَنِْيْ لأُبشَّرَ المساكين , وأرسلني لأُعَصِّب منكسريْ القلب , لأُنادي للمسبيين بالعِتْق , وللمأسورين بإطلاق , لأنادي بَسَنةٍ مقبولة ٍ للرب ّ , وبيوم انتقام لإلهنا , لأعُزّي كل النائحين ) أما السيد المسيح المعلم الجليلي الفقير الذي أوثقه خصومه ( رؤساء اليهود , وأحضروه مخفوراُ مكتوفاً إلى الحاكم الروماني الصارم بيلاطس , طالبين الحكم عليه بالصلب 0 وبعد المحاكمة صرّح بيلاطس ببراءة المسيح , وقال للشاكين " أنا لستُ أجد فيه علة ً واحدة , وبعد أن ألحوا عليه وكادوا كيداً إذ أخذ بيلاطس ماءاً وغسل يديه قدام الجميع قائلاً : ( إني بريء من دم هذا البار 0 أبصروا أنتم ) وفي إنجيل يوحنا ( في البدء كان الكلمة , والكلمة كان عند الله ) ليس خافٍ على أحد أنّ السيد المسيح هو مُخَلُص بشري أعطى للناس مثال المخلص الصابر على الشدائد والمنقذ لأرواح البشر والداعية إلى الخير والمحبة والسلام , وإذا أكتب عن السيد المسيح ليس لكوني مسلماً أو نصرانياً أو أنتمي لدين ما , بل لأقول : للأخ الذي كتب عن إحدى مقالاتي أننا معشر الكتاب الذين نكتب عن المفهوم العميق لجوهر الإسلام ونرى فيه دين محبة وهو يحترم جميع القيم السماوية وعلى رأسها قيم السيد المسيح , فأنا بدوري أرى أن الدين لكي يكمل رسالته الإلهية الخلاقة , يفترض أن ينتبذ لنفسه مكاناً قصياً عن السياسة , كما قلت في مقالات سابقة , وأن يستمر دين محبة , وأن يبتعد عن السياسة بمفهومها المباشر , وأن يعمق اللحمة بين أبناء الوطن , لأن الدين مسألة تخص الفرد , وإذا كانت الأديان تحاول أن تغزوا بعضها بعضاً فإن الفتنة ستستمر بين البشر , وتتعزز البغضاء والأحقاد والكره , وكلٌ يحاول أن يثبت أنه هو الصحيح , لأن الدين لله والرسل هم أحباء الله في الأرض , وبما أن الأديان تغوص عميقاً في أغوار النفوس البشرية , و أنه لايمكن للبشر أن يمزقوا قلوبهم , بل ليس المطلوب أن يمزقوا قلوبهم , إذاً عليهم أن يوحدوا قلوبهم , (( وإذا الذي بينك وبينه ُ عداوة كأنهُ وليُّ حميم )) لا يوجد أبلغ من هذه الحروف العظيمة ليهتدي بها الناس , ويكونوا أخوة أسوياء ويعوذوا من شر المال وطغيانه , والسلطان وأعوانه , ويكونوا حقاً شُبهاء في الخَلْق ِ والخليقة , ويكون العلم سيد العمل بينهم0 عندما كنت طالباً في دار المعلمين , كان لي مجموعة من الرفقاء نحب بعضنا بعضاً ونتقاسم المأكل والملبس كما نتقاسم الأفراح والأحزان , وفي أحد الأيام أسرلنا بعضهم أنهم سيذهبون غدًا رحلة إلى مكان أثري , فقلت لهم وأنا سأذهب معكم , ولكنهم ضحكوا وقالوا هذه الرحلة مخصصة للمسيحيين ونحن ذاهبون معهم , فعرفت بعد ذلك أن أصدقائي هم من المسيحيين وذلك بعد زمن طويل من المعاشرة والصداقة , وذلك كوننا كنا نتناقش في الأفكار العلمية والدراسة والثقافة ولم نكن نتحاور في الطوائف , ولم تكن المسألة تعني لأي منا ماهو دينه , بل ما هو صدقه وصداقته , وكان يبهرنا الذي يحمل من المعارف والثقافة الكثير , وليس الذي يصلي أكثر أو يذهب إلى الكنيسة ’ لأن هذا مسألة شخصية بحتة , فالمواطنة والوطن هي الأساس , فمن المعروف أن المسيحيين كانوا يتقلدون أعلى المناصب , فمن المعروف أن والد الأدبية كوليت خوري والذي لا أذكر اسمه , كان مسؤلا كبيراً في سوريا في العهد الوطني , ولكن عندما جاءت الأفكار الصفراء الحاقدة والتي لبست لبوس الدين , وُوجد من يغذي الطائفية البغيضة , والفكر الشوفيني المتعصب , وأصبح الناس يتساءلون عن دين المرء قبل أخلاقه وعمله ِ , وبدأت تنهار القيم وأصبحت كل جماعة تتكتل على نفسها وذلك وفق غريزة القطيع ومن أجل الحفاظ على النوع , وهي بذلك تذهب بكل ما هو سام ونبيل نادى به السيد المسيح رسول المحبة , فهل أستطيع إزالة الغضب عن صديقي العاتب إذا قلت أن المسيحية فعلاً هي دين الله على الأرض 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية وأنظمة القهر
- موت الإسلام
- كيف فقدت الكتب أهميتها؟
- شارلي شابلن ,العظيم
- بمدامع السَّماء تصطلي روحي
- الديمقراطية أولاً والديمقراطية أخيراً
- أنت في العراق فاختر طريقة موتك
- الخميني – أحمدي نجاد – إسرائيل
- الحنظل الغريب
- الممثل عادل إمام – ومقاومة الإرهاب
- الأ ُفسديان
- الطاغية عبر التاريخ , من هو ؟
- مجَرد أسئلة
- يا أعداء الحياة أوقفوا جنون الكره
- المطرودون من الجنة
- الماركسية والفن
- لماذا لا يقرعون إلا طبول الموت
- ويسألني الليل عن نباح دمي
- المرأة يضطهدونها في الأرض بمباركة السماء
- إذا كنتَ تدخلُ الجنة – طز في أمريكا


المزيد.....




- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - السيد المسيح يغادر الجنة