|
أقول لايران - الشمس ما بتتغطى بغربال -
ابراهيم ابوعتيله
كاتب
(Ibrahim Abu Atileh)
الحوار المتمدن-العدد: 6401 - 2019 / 11 / 6 - 21:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما كادت الحرب العالمية الأولى أن تنتهي حتى سقط حلم العرب بإقامة دولتهم الموحدة التي يفرضها منطق التاريخ خاصة في الشرق العربي " الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام " ، فقد لعبت قوى الاستعمار الغربي لعبتها في استمالة العرب إليها في حربها مع تركيا العثمانية فوقف العرب مع دول الاستعمار مقابل منح العرب الاستقلال والدولة الموحدة ، وقبل صمت المدافع اتفقت سلطتي الاستعمار في حينه ( بريطانيا وفرنسا ) قبل على تقسيم المنطقة إلى مناطق نفوذ بينهما مع حفظ حصة لشركائهما روسيا القيصرية وايطاليا .. فتم تقسيم المنطقة إلى مناطق نفوذ للمستعمرين والتي أصبحت دولاً فيما عدا عن فلسطين التي وهبوها للصهاينة اليهود لإنشاء كيانهم فيها وكأنها أرض خلاء لا ناس فيها ولا شعب يملكها ... فبتنا مهزومين ضعفاء أمام قوى الاستعمار وازدادت المصائب عنددما طمعت فينا دول الجوار ( تركيا وايران ) فابتلعت ايران الأحواز ( عربستان ) بتنسيق مع بريطانيا عام 1925 وابتعلت تركيا الإسكندرونة عام 1939 بتنسيق مع فرنسا ... واستمر نهبنا ونهب ثرواتنا واستمر الكيان الصهيوني بمؤمراته علينا من احتلال وقتل وارهاب ، وأخذت تركيا بنهب منابع مياه دجلة والفرات إلى أن وصل بها الأمر إلى غزو شمالي سوريا والعراق بحجة محاربة الأكراد وهي في ذات الوقت تطمع باحتلال شمال العراق وسوريا " إذا تمكنت من ذلك " كما وقامت تركيا بإدخال كل بغاة الأرض من إرهابيي العالم لتدمير الدولة السورية وهي ما فشلت بتحقيقه حتى الآن ، ولن تنجح في ذلك . أما ايران فقد اتخذت مساراً آخر لأطماعها، فبعد أن ثبتت أقدامها في الأحواز العربية ، استمرت باحداث القلاقل مع العراق إلى أن وصلت عام 1969 إلى نقض معاهدة الحدود الإيرانية العراقية التي تم توقيعها عام 1937 ، وهي المعاهدة التي رسمت الحدود بين العراق وايران والتي نصت على أن الحدود بين الدولتين هي المنطقة الواقعة على الضفة الإيرانية لشط العرب بحيث تكون السيطرة الكاملة على شط العرب للعراق ( للدولة العثمانية حينذاك ) ما عدا في المنطقة المحيطة ببلدة المحمرة حيث تتبع خط القعر ، ومن أجل تحقيق مطالبها بتجسيد رفضها لاتفاقية 1937 قامت بدعم الأكراد في شمال العراق وقدمت لهم من أجل ذلك كل أنواع الدعم المالي والعسكري مما عزز وضعهم في حربهم مع الدولة العراقية وتسبب في الكثير من الخسائر ، وهنا حدثت خطيئة كبرى حين تم توقيع اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران في 6 آذار/مارس عام 1975 والتي وقعها صدام حسين نائب الرئيس العراقي حينذاك وشاه إيران محمد رضا بهلوي ، حيث وتم الإتفاق على نقطة خط القعر كحدود بين الدولتين وبما يسمح لايران بالملاحة بحرية في شط العرب ، ولكن عاد العراق في عهد صدام حسين " وهو رئيس العراق حينذاك " و ألغى هذه الأتفاقية عام 1980 بعد سقوط حكم الشاه ووصول الخميني إلى الحكم، الأمر الذي تسبب مع أسباب أخرى بإشعال الحرب بين العراق وايران والتي استمرت لثماني سنوات . ومع حصار العراق الذي فرضته أمريكا على العراق ، على ضوء الغزو التي قام به العراق للكويت والذي تسبب بهروب الكثير من العراقيين إلى دول العالم المختلفة ، ومنهم من لجأ إلى ايران وعلى رأسهم الحركات التي يعتمد برنامجها منهاج الدين السياسي والتي احتضنتهم ايران ودربتهم على أيادي الملالي ليكونوا ورقة بيدها عند الضرورة ، وبعد هزيمة العراق وانسحاب جيشها من الكويت عمت المظاهرات والاحتجاجات كافة المحافظات الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية والتي واجهها النظام بالقمع الشديد مما تسبب في فشلها وتسببت بقتل الكثير من معارضي النظام وهروب كثير من المعارضين لايران .... وما أن سقط النظام العراقي عام 2003 ودخلت القوات الأمريكية إلى بغداد حتى دخلت حركات وميليشيات الدين السياسي التي كانت محط ترحاب في ايران وتدربت فيها ... دخلت تلك الحركات والأحزاب التي ترتبط بالمرجعية الدينية في ايران إلى معترك السياسة الداخلية في العراق ، فرسخت ارتباط العراق بالاسلام السياسي الشيعي وحدت الارتباط بالدول العربية مع ابتعاد الدول العربية عن العراق وعن تلك الأحزاب المذهبية ، كما وشاركت تلك الأحزاب بتشكيل مجلس الحكم على أسس طائفية باشراف أمريكي وصمت ايراني ، كما شاركت تلك الأحزاب بوضع الدستور العراقي " دستور بريمر " وبمباركة ايرانية ذلك الدستور الذي فتت العراق وحد من هوية العراق العربية ورسخ الدين والمذهبية والشعوبية أرضاءاً لحلفاء الصهاينة من الكرد الانفصاليين ، كما شاركت بالانتخابات وتسلمت كل مفاتيح السياسة العراقية واستغلت الوضع لتجسيد طائفية بغيضة ومحاصصة أكثر بغضاً والأهم من كل ذلك زيادة النفوذ الايراني في العراق مما حدا ببعض السياسيين الايرانيين للقول " الآن عادت أمبراطوريتنا وعاصمتها بغداد ودعوة العراقيين لخلع الكوفية " ونتج عن سلطة ايران على رجالات الدين السياسي تحكم ايران بمفاتيح السياسة العراقية حتى بالانتخابات وتشكيل الوزرارات وقامت بنهب ثروات العراق المائية " نهري قارون والوند " . لاشك بأن ايران تعلم ما يقوم به رجالاتها في العراق من ظلم للعامة ، ومدى ما يرتكبوه من فساد ودمار في جسد الشعب العراقي فأصبحت بذلك الراعية الأولى للظلم والدمار الذي لحق بالشعب العراقي بأيدي تابعيها إلى أن وصلت العراق إلى أكثر الدول فساداً في العالم في ظل صمت عجيب من المرجعية التي ترتبط بايران بعلاقات راسخة ... فصمت ايران عن كل ما حصل ويحصل في العراق يكفل لها وللأسف مزيداً من التسلط والنفوذ فهي المستفيد الأول من كل ذلك . وهنا فإنه لمن المستغرب وقوف من يعتبرون أنفسهم من محور المقاومة بالدفاع المستميت عن ايران وافعالها الشيطانية في العراق ، واتهامهم للحراك الشعبي بانه نوع من الشغب المدسوس " صرح خامئني بان ما يقوم به المتظاهرون في العراق أعمال شغب " وأن من يقوم بالمظاهرات سببه مندسين تحركهم دول أخرى متناسين بأن هذا الحراك هو حراك شعبي مطلبي كان متوقعاً منذ مدة في الوقت الذي عانى الكثيرون من الشعب العراقي من القمع في الفترات الماضية . وفي اعتقادي فإن لا أحد يمكن أن يعفي ايران من مسؤوليتها إلا المتعصبين ومن يجد في ايران دولة غير قابلة للنقد " لقيادتها !!!!!!!! لمحور المقاومة " ، إن ما تقوم به ايران في العراق علاوة على حقارته يخدم بالضرورة معسكر الأعداء الصهاينة وأمريكا وحلفائها ، فتدمير العراق هدف راسخ في النظرية الصهيونية ، إن كل ما قدمته ايران من دعم لمعسكر المقاومة لايساوي شيئاً أمام ما فعلته في العراق ، ولا يعد شيئاً أمام إفقار دولة من أغنى دول الإقليم ولا يساوي شيئاً أمام ظلم وتجويع ملايين الشعب العراقي المؤمنين بعروبتهم .. فما تقوم به ايران لا يمكن تغطيته بغربال فقد يخفف من الشمس ولكنه قطعاً لا يخفيها . عمان / الأردن 6 / 11 / 2019
#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)
Ibrahim_Abu_Atileh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراق ليست هامشية والخلاف مع ايران ليس ثانوياً
-
مظاهرات العراق ثورة ضد الفساد وأشياء أخرى
-
ترامب – أردوغان والحب - الصعب -
-
أكراد سوريا بين حلم الدولة أو دولة الفدرلة أو الإندماج الوطن
...
-
تركيا والكرد وجهان للعدوان المستمر على سوريا
-
كيف يكون ذلك الرئيس قدوة؟
-
جدلية العودة والتحرير
-
منظمة «أوتبور» وانقلاباتها من صربيا إلى الربيع العربي ففنزوي
...
-
فنزويلا منارة للثورة و- مادورو - رمزاً لها
-
أحجية التصويت على مشروع القرار الأمريكي لإدانة المقاومة
-
أنا لاجئ فلسطيني و- الأونروا - كانت وما تزال - توأمي -
-
أنا لاجئ فلسطيني وتلك المنظمة لا تمثلني
-
أنا لاجئ ولن أخرج من جلدي حتى العودة
-
شكراً للأونروا وتباً لأمريكا
-
صفقة القرن مولود ميت بانتظار الدفن
-
قانون القومية - يهودية الدولة - تطبيق فعلي لصفقة القرن
-
بيع الفلسطينيين أراضيهم للصهاينة بين الحقيقة والإشاعة
-
بوتين ... مش أبوعلي
-
أمريكا دولة مارقة ...
-
من منظمة للتحرير إلى منظومة للتمرير
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|