أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - الطائفية و العالم و نحن














المزيد.....

الطائفية و العالم و نحن


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 6401 - 2019 / 11 / 6 - 14:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في العراق و لبنان اتضح أن الطائفة هي أيضا تشكيلة عصية على "الإصلاح" هي الأخرى .. في العراق انتفض فقراء الشيعة ضد سادات و أغنياء طائفتهم مطالبين هؤلاء التخفيف من غلواء نهبهم لثروات البلاد النفطية .. جاء الرد بالرصاص , لم يكن هذا الرصاص أقل فتكا أو غزارة من ذاك الذي أطلقه شيعة على سنة أو مسلمين على مسيحيين أو العكس في العراق و لبنان و سوريا أو ما فعلته القبائل المتعادية في ليبيا و اليمن الخ .. في بلد غني بالنفط من ينتظر غير ذلك , أيا كان من يقبض على السلطة لن يفعل أقل من ذلك , سواء على صعيد النهب أو الدفاع عنه بالرصاص .. بدت الطائفة أحيانا و كأنها الحامي الأخير للإنسان المقهور في الشرق , و قد حاول الكثيرون أيضا الإيحاء بذلك و تأكيده , لكن اتضح اليوم أن الطائفة مثلها مثل أي كيان هرمي سلطوي , كالشعب و الوطن و الجماعة الدينية و بالتأكيد الحزب و القبيلة الخ , تخضع لنفس القوانين التي تخضع لها كل التشكيلات الهرمية و أن العلاقة بين قمة الهرم و قاعدته لا تختلف عنها في أي كيان هرمي سلطوي آخر .. انكشف اليوم مستوى الحماية الذي تقدمه الطائفة لأبنائها رغم أنه من المبكر جدا أن نقول أن الطائفية ذاتها قد ماتت كما يرغب الثوار اللبنانيون .. جاء الجواب من لبنان بالذات : ما دام النقد يوجه بشكل عام ضد قادة الطوائف , أفراد الطبقة الأوليغاركية الحاكمة و المالكة دون تحديد , كان يقابل بالتصفيق في الشارع أو الشوارع المختلفة , لكن ما أن استقال الحريري حتى أصبح السنة , غالبيتهم على الأقل , يعبرون عن غضب من نوع آخر , غضب طائفي جدا .. الطائفية مثلها مثل بقية الأشياء المحتواة معا فيما تسمى الهوية و التي اعتبرت خصائص شرقية أو عربية أو إسلامية بامتياز , بينما كانت في الماضي شبهة تبعث على الشعور بالخجل و اعتبرت , مع الحجاب و تكفير الآخر و قتل المرتد و شاتم الرسول و رهاب الحداثة الخ , أشياء تنتمي إلى الماضي , أصبحت اليوم كبقية مكونات ما اصطلح على تسميتها بالهوية و التي تمجد لدرجة التقديس اليوم , أصبحت علنية و يمكن الجهر و التفاخر بها خاصة إذا تعلق الأمر بالصراع على السلطة .. أما فيما يتعلق بالهوس بالهوية فإنه اليوم قد تحول إلى هذيان .. كان جورج طرابيشي يتحدث عن عصاب لكن ما يجري اليوم ليس أقل من هذيان , إهلاسات حقيقية .. المهووسون بالهوية , معظمنا و في مقدمتنا مثقفو هذه الأمة , عاجزون تماما عن رؤية الواقع , واقعنا : أننا لا نقدم لهذا العالم شيئا سوى كره الآخر , الحجاب , ذكورية و أبوية قروسطية : عبوديات أقل ما يقال فيها أن الدهر قد أكل عليها و شرب , الهويات القاتلة التي تدعو لذبح الآخر الطائفي و سحل القوميات الأخرى , الحجر على العقل و اتهامه و محاكمته إذا اقترب أو خرج أو تجرأ على مساءلة ما نعتبرها مكونات الهوية , منع السخرية من إهلاسات محمد و من شهوانيته أو ممارسته للبودوفيليا تحت طائلة الاتهام بالعنصرية أو الذبح .. لا نقدم للعالم شيئا سوى التفاهات بينما نمجد هذه التفاهات لدرجة التقديس و نصم كل من لا يفعل مثل فعلنا بما طاب لنا من اتهامات .. لقد تحولنا إلى ما يشبه تنبالة السلطان عبد الحميد بالنسبة للعالم , لا نفعل شيئا سوى التسول و الشكوى و الجلوس و الانتظار , و طبعا الدعاء على الأعداء أي على الجميع تقريبا , و دعوة العالم للعيش فكريا و اجتماعيا في العصور الوسطى .. حتى عندما ينتج العالم و يخترع و يورد لنا مخترعاته فإننا نستورد آخر ما أبدعه و أنتجه بدلال و تمنع , إنه يستعمرنا بتكنولوجيته و منتجاته , لكننا نشتريها منه على أي حال .. من أهم و أخصب إهلاساتنا هو أننا ننسب لكسلنا العقلي و الروحي و الجسدي تأثيرات هائلة على هذا العالم الذي ما كان له أن يخترع و يتطور و يبدع لولا هذا الكسل بل إن أخلاق العالم تتجسد فقط في تعامله معنا و تحديدا مع كسلنا و تخلفنا , و الإهلاس الثاني من حيث الأهمية بالنسبة لنا هو تاريخنا المعاصر الذي أعدنا كتابته بحيث يكون فيه فاعل واحد هو الغرب و مفعول به واحد هو نحن لنبرأ أنفسنا من أية مسؤولية عن مصائبنا و لنؤسس إيديولوجيا للتسول و الشكوى و تقديس التخلف و الجهل .. أما الحقيقة فإنه لولا لحم الخنزير و اللحم أو الطعام الحلال و الحجاب و البوركيني و النفط و الغاز و قدرة أمرائنا و خدمهم الاستهلاكية الفائقة و ذئاب داعش المنفردة و أطروحات بعض الليبراليين و اليساريين الغربيين حول الإسلاموفوبيا لما لاحظنا أحد في العالم .. لقد تمخض المارد كما يصفوه فولد نظام الملالي في طهران 1979 و أفغانستان الثمانينات انتهاءا بداعش و الإمارات المنتشرة في ليبيا و سوريا و غزة و الضاحية الجنوبية و طرفي الخليج الفارسي أو العربي , المعتمدة تماما على النفط و الغاز الذي يشتريه الغرب ما بعد الحداثي ما بعد الكولونيالي و الاستشراقي و الصدقات القادمة منه و من دول البترودولار .. هذا لا يعني أن العالم بخير , لكننا أبعد الناس في العالم عن هذا الخير , بينما نؤكد العكس لأنفسنا .. الدين هو أفيون الشعوب المتخلفة



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أقوال الأناركي ادوارد آبي
- عن المجتمع – لورانس لابادي
- نقد لبعض المعتقدات الأناركية الحالية – ماكس نيتلاو
- ثورات بالرغم من و أيا يكن
- الثورات المهزومة و الآلهة التي تفشل دائما
- ياكونين عن الحياة , التوافق و الصراع ( 1872 )
- بين الاستشراق و الشرق
- أحرقوا كل الكتب الدينية – أبيو لود
- مانيفستو 1850 لأنسليم بيليغريغ
- مانيفستو 1850 لأنسليم بيلغريغ
- أمنية
- قطيع الإنسان ما بعد الأخير : عندما يعود الله من جديد
- إلى الوراء سر
- نحن و العالم بين سيد قطب و نيتشه : محاولة قتل ديونيسيوس بعد ...
- في رثاء محمد مرسي
- في رثاء عبد الباسط الساروت
- الانتخابات الأوروبية تثبت صدارتنا و تؤكد أصالة حضارتنا و تفو ...
- ماذا لو لم أجد مكانا في ثورات الهوموفوبيك , الكسينوفوبيك , ا ...
- في البدء كانت الكلمة
- من أقوال المسلم سوبريماست و السني سوبريماست


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - الطائفية و العالم و نحن