أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد الحاج ابراهيم - هزيمة أم سباحة فوق الرمال















المزيد.....

هزيمة أم سباحة فوق الرمال


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1558 - 2006 / 5 / 22 - 10:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إن كان الغاية من التعارض، أو الاعتراض، أو تشكيل المعارضة تغيير الواقع، فأهل الواقع معنيين فيه جميعهم ومباشرة وليس من ينوب عنهم، وأهل الواقع هم كل من كُتب على بطاقته الشخصية رمز أو اسم وطنه،لكن إن كان الغاية هي الوصول إلى السلطة فذلك اختصاص أهل التسلط، الطامحين للتغيير على أُسسٍ خاصة تنقل الوطن من الاستبداد إلى نظيره المُعارض.
المطلوب الحقيقي والمُلِّح هو تغيير الواقع وهو مطلب المجتمع بأكمله، حيث الفساد ينعكس سلباً على أعضاء المجتمع بالكامل فرداً وأسرة و..و..الخ،باستثناء قلة من المُستفيدين الذين لامصلحة لهم بأي تغيير يحدث،والتغيير هذا يُقصد منه تغيير البُنى الأساسية للمجتمع السوري، أي التغيير في العمارة المجتمعية كما في السطح السياسي للمجتمع وهذا يشمل السلطة والمعارضة على السواء.
عندما يكون تغيير الواقع هو الهدف تكون المهمّة أكبر في الواقع العام أي في المجتمع، وذلك دون أدنى حدود للاستثناء كون القضية وطنية بأفضل أو أسوأ أحوالها، وهذا يعني التداخل المُنفتح بين السلطة والمعارضة ليؤدي كل منهما واجبه تجاه وطنه في المرحلة الخاصة التي يمر بها وطننا،وفي المراحل الأخرى مهما كانت سماتها وبنيتها.
الندية ليست سبيلاً للاعتراض إن كان الغاية الوطن والمواطن، والاندلاق ليس سبيلاً أيضا، لأن المواطن والوطن الذي تعتمده الأطراف المتنافسة أو المتناحرة أو المتناقضة نفسه المقصود من الجميع، حيث لا المواطن ولا الوطن قادمين من كوكب آخر، ولا أرى استهداف التغيير إلاّ على خلفية التسلط الخفي، الذي يعيشه الطرفان بهدف السلطة، علماً أن المواطن بشكل عام يبحث أول ما يبحث عن حل أزمته الاقتصادية ، وعن حريته التي تسمح له بالعيش الكريم دون إذلال أو ملاحقة لأسباب لا مُبرّر لها، أو فوضى تدفع باتجاهاتٍ خطرة وطنياً،فعلى المعنيِّين بكل هذه المسائل إدراكها أوّلاً، وذلك بغاية التغيير الحقيقي وليس القائم على التوجس وصناعته البغيضة،لأن من يمتلك مشروعاً وطنيا عاما يُفترض منه الانفتاح على مواطنه في السلطة كان أم في المُعارضة، وهذا هو معيار الالتصاق الوطني الذي يؤكد احترام المواطن بعد ما صار شمّاعة الجميع.
هل يُدرك الجميع من هو هذا المواطن الذي يتم التحدث عنه،هل هو من خيال أم من حقيقة،هل مطلوب منه واجب الصبر والتضحية أم له بعضاً من حقوق ،لماذا صار هذا المواطن شمّاعة يتصرّف به الساسة في السلطة والمعارضة؟؟؟؟ مع الأخذ بعين الاعتبار قسر هذا المواطن المسكين من زاويتين إحداهما مصلحته التي تُحققها السلطة أكثر بكثير من إمكانات المعارضة،وأدبية إحراجية تستثمرها المعارضة نتيجة مواصفات البعض من رجالها بنيلهم صفة الوطنية والشرف بتصرُّف.
استثمارين يختزلان المواطن ويحاصرانه فيضيع بين مصلحته، وموقفه الضمني الأدبي والأخلاقي،وبالتالي يصنعان به اضطراباً ليس مُضطرّاً له كثيراً،فالبعض من المواطنين يُفضّلون مصلحتهم على أي أمر آخر،والبعض الآخر يرى ضرورة المشاركة مع المعارضين لنيل بعض من صفة أخلاقية أو نضالية اصطفافية،والبعض الأخير غير طامحٍ يُحبُّ أن يعيش فقط دون تدخُّلٍ بأي من هذه المعارك التي لا تعنيه، حيث لاأمل له أن يكون غير ما هو عليه لدى الطرفين،والبعض الأخير في الواقع يُمثّل الكثرة الغالبة من أبناء المجتمع الذين يرون أداء الواجب الوطني اليومي هو الطريق إلى الجنة وإلى وطن مُعافى وسليم،لذلك يقوم هذا البعض بالدعوة للمحبة والخير والتسامح والوحدة الوطنية،وهذا البعض أكثر حساسية للقضايا الوطنية الميدانية التي تمس الوطن بكل مستوياته وأحواله،وهذا البعض يتحسس جدا لشيء اسمه أمريكا خاصة بعدما فعلت وما تفعله في العراق الشقيق،لذلك يقوم هذا البعض بمحاكمة أياً كان يُتّهم بالتوجه الأمريكي حتى لو كان ظُلماً.
مما سبق يتبين أن ثلاث شرائح تُشكّل المجتمع السوري بما يتعلق بقضايا الوطن، ومعضلتين أساسيتين تُشكلان الهم الحقيقي لهذا المجتمع، ألا وهما الهم الاقتصادي، وهم الحرية، و حسب ما يعتقد المواطن السوري أن الأكثر قدرة على معالجة الأول هي السلطة الحاكمة بزيادة رواتب أو تخفيض أسعار أو خلق توازن اقتصادي يسمح بالاستقرار، أما الثاني فلاأحد يستطيع معالجته غير السلطة نفسها وذلك بتخفيف أو رفع وتيرة الضغط الأمني أي أنها تتحكم بهذا الهم كسابقه وهذا يعني أن هدف المواطن الكفاية الاقتصادية والأمان،وهنا يُطرح السؤال التالي:
ما دور المعارضة في معالجة أي من الهمّين طالما لاتملك أي مقوم من مقومات المعالجة،وما قدرتها على المتابعة كمعارضة محترمة بظل هذه المعطيات،وهل المعارضة تعني اجتماع بضع أشخاص للتحدث عن التغيير من ثم نسيان ما قالوه بهد ساعة أو ساعات،وهل يمكن لمعارضة أن تستمر بلا حامل اجتماعي؟، وبالمناسبة أقول أن الناس ثمّنوا دور المعارضة في البداية لكن ما أن بدأ المعارضون بالتخوين والتهاتر العلني والمنقول حتى انكفأ الناس من حولها، وأكثر من ذلك بكثير أن المواطنون صاروا يهزؤون من المعارضين نتيجة ضعفهم،هذا الضعف جاء من افتقار المعارضة للعقل الاستراتيجي الميداني المتعامل مع الوقائع والأحداث والمستجدات من جانب، ومن التنسيق العقلاني للتعامل مع هذه المستجدات وهو ما يُعبّر عنه باللحظة السياسية.
انتكاستين عاشتهما المعارضة في السنوات الست الأخيرة،الانتكاسة الأولى أمام النظام الحاكم لجهلها بطريقة التعامل حيث اللاواقعية واللاعقلانية حكما حركتها المبنية على وعي أثبت أنه مُفوّت،والانتكاسة الثانية أمام مُجتمعها الذي تخلّى عنها لافتقارها الجدارة في الدور والأداء العقلاني بل حلّ محل ذلك ارتجالية لطفولة سياسية أنتجت ضعفاً لم يكن مُتوقعا، وأحد أسباب الانتكاستين دخول العديد من النماذج الهاربة من الواجب، ومن استحقاقاته وتبعاته إلى وسطها النبيل، فعاث فيه فساداً وإفسادا بغاية أن يكون له دور في مستقبل سوريا، وذلك حسب خياله الشاطح بعيدا مُتصوّراً أن التغيير صار قاب قوسين أو أدنى، وسيكون هذا المُتنطح بديلا للنظام لذلك قام هذا النموذج بممارسة أسقط الأساليب في الإقصاء للآخر،ظنّاً منه احتكار الغنائم وحده.
خيرٌ لنا أن نصمت من أن نكون ضجيجاً بغير طحين، وخير لنا أن نصمت من أن نحلم ونكتب أشعاراً خُلّبية للوطن،وهذا ما يعيدني لتذكر هادي العلوي الذي يُفرّق بين الذهن وبين العقل.
قلة تلك التي تملك موضوعيا قدرة العقل على العمل السياسي،وكثرة تلك التي تملك الذهن المُـتّقد الذي يُسمعنا ضجيجاً ولايُرينا طحناً.
العقل يُعلّم الجدية في كل شيء ويُعلّم الالتزام والدقة أيضاً،أما الذهن فيقوم على قاعدة المزاج واللامبالاة بأفضل عطاءاته كأي فنان لا يقوم بعمله إلاّ إذا كان مُستقر المزاج ولا يلتزم بموعد إلاّ إذا كان قد شبع النوم العميق والواقع لا ينتظر استيقاظ الذاهن بل يتغيّر تلقائيا.
خاتمه:
كل الاحترام لكل من دفع ثمنا على قاعدة وثقافة الغيرية الوطنية والإنسانية النبيلة وصار الآن مُهمّشاً بكل أسف نتيجة السيل الهيولي الذي كسح كل ما أمامه باسم النضال وما أدراك ما النضال!!!!



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكل شهم في الحياة
- البروليتاريا من الديكتاتورية إلى الديمقراطية
- الهدر بين الدم والحريه
- السيرورة المسلكية المباشرة للمسؤول المُكلّف
- أين الثقافة البرلمانية من العقل السياسي المعارض؟!!
- الكرة الاسرائيلية بين الهدافين الأمريكي والإيراني
- المنتمي
- اشكالية المثقف في الاوساط الشعبية البسيطة
- أساسيات للحوار الديمقراطي
- جدلية الاستبداد
- المندوب
- المرأة من المشاع إلى الحرية
- إلى الدكتور عارف دليله
- النهوض الديمقراطي للفلسفتين الاسلامية والماركسية
- أسامه عيد الشهيد الصامت
- عندما تسرج السلطة على صهوة المُعارضة السورية
- الفتنة العالمية الكبرى
- التفجيرات النووية الغربية في الشرق الأوسط
- الشائعه
- ندوة بعنوان - حوارات مفتوحة للجميع


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد الحاج ابراهيم - هزيمة أم سباحة فوق الرمال