أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نيرمين ماجد البورنو - الصورة فوتوشوب ...!














المزيد.....


الصورة فوتوشوب ...!


نيرمين ماجد البورنو

الحوار المتمدن-العدد: 6400 - 2019 / 11 / 5 - 14:12
المحور: حقوق الانسان
    


أحيانا يصور لنا البعض أنهم أجمل أشخاص مروا في حياتنا بأجمل مبادئ وشخصية وتعامل وأخلاق, ويكون حالك حال أفلاطون ومدينته الفاضلة ثم تكتشف أن الصورة "فوتوشوب", كذلك هم البشر اذا اقتربت لعدَسة الكامِيرا فلَن تظهر صورتهم كاملة فِي الصورَة, ولكن إذا ابتعدت عن العدسة ستري حقيقتهم وأعينهم كاملة, وفي بعض الأحيان نتصور ولا نرغب في رؤيتهم على حقيقتهم, وهناك من يدعون المثالية في صورهم وهم يفتقدون عموما للمنطق, وهناك من فشلوا في إثبات شخصياتهم وسلوكياتهم الواقعية فلجأوا الى العالم الافتراضي لإثباتها وذلك يرجع لأسباب نفسية أو عيب وأسباب عديدة أخرى, وهناك من ابتليت بهم المثالية المزيفة يسرقون ويدعون القيم ويجيدون فن التمثيل ويعتقدون أنهم أذكي الناس ولكن في الغالب تكون آفاقهم ضيقة ونظرتهم عميقة للحياة وهم يفتقرون إلى الإنسانية, فحديثهم شيء وحقيقتهم شيء أخر ويتسترون بستار رداء الدين وتارة تحت رداء الأخلاق حتى وصل الأمر لتشوية الناس المثالية الحقيقية فصار الشخص المثالي في نظر البعض منافق كذاب وصولي.
والأدهى من ذلك عندما يعتقد الإنسان المزيف انه لا يمكن للأخرين من اكتشافه على حقيقته ومازال يمارس أخلاقه المزيفة ونسى أن قناعه قد يسقط وأن جوهره الثمين قد تحول الى رماد بل أحقر من ذلك، والكثير من أصحاب الأقنعة المزيفة ، ما هم إلا مرضى مزدوجي الشخصية حيث ان شخصيتهم لا ثبات لها فتارة تراه انسان كامل وتارة تراه انسان رخيص بلا قيم, لذا يجب الحذر عندما نتعامل مع تلك الوجوه التي لا طابع لها ولا لون ولا ضمير, تتلون وتتغير كلما تغير هندامها, ولكن الغريب بالموضوع لماذا التخفي بتلك الأقنعة؟ وما هي الدوافع التي جعلتهم يلبسون الأقنعة الملونة والمراوغة ؟وهل أصبح الناس يخشون الصدق؟ وما الذي تغير الزمن أم الإنسان؟ وهل أصبحت الاقنعة تقليعة قد تؤول الى الانتهاء كفقاعة الصابون؟ أم اضحت وباء ينتشر بلا قيود تردعه ولا مضادات انسانية تخمده؟ وهل من السهل على الناس أن يظهروا في كل موقف بشكل مختلف، وأن يتلونوا تلوّن الحرباء بحسب ما تفتضيه المواقف؟
أصبحت ظاهرة الأقنعة المزيفة ظاهرة ملموسة في عالم التكنولوجيا التي تخفي فيها البشر خلف أقنعة زائفة, وأكاد أجزم بأننا أصبحنا نعيش عصر الأقنعة بامتياز, لذا لا يغرك المظهر والهندام فلا تكن ضحية لإنسان مزدوج الشخصية, لان الاقنعة تتساقط كل يوم وتتساقط عندما تنتهي المصالح ولكنهم لا يعلمون ان الدنيا دوارة فالوجوه تتقابل من جديد ربما في ظروف مختلفة ,عندها فقط لن يكون هناك وقت لارتداء أقنعة جديدة, فتبدو الأقنعة بالسلم الذي يصعد به الانسان صوبه لتحقيق أهدافه ولكنه يدوس على انسانيته وفي بعض الاحيان يدوس على قيمه ومبادئه كما يدوس على درجات السلم لكي يصعد ويصل لغايته, ويظهر ذلك جلياً في النصب الإلكتروني وأخذ أموال الناس دون وجه حق والتلاعب بمشاعر الناس ولبس الأقنعة العاطفية والنفسية والاجتماعية، والبعض من الأشخاص يتلونون ويبرعون في المثالية والصدق والوجه المشرق، إلا أنهم في الحقيقة هم كاذبون من الدرجة الأولى ومحتالون في تصرفاتهم, والعجيب بالأمر عندما تشاهد أفلام ومشاهير الأوسكار يمثلون أدوراهم لساعات طوال بينما هؤلاء لديهم القدرة على التمثيل بأدوار شيطانية وتلفزيونية أو مسرحية لمدة طويلة قد تتراوح سنين !
تجمعنا الحياة بأناس ووجوه كثيرة طيبة نتعلق بهم ونثق بصداقتهم وقد يداهمنا النكد والهم ونعود لهم ونخبرهم بما يجول في صدورنا ايمانا منا بنقاء قلوبهم وصفائها المتجلي في ملامح وجوههم وأنهم يظهرون رائعون ومتكاملين في الاخلاق, وبمجرد أن نفترق عنهم قليلا يسقط قناع الصداقة والأخوة الكاذبة ليظهر الوجه الحقيقي ولكنه أي وجه ؟ وعندما نقترب منهم يبدلون أقنعتهم فنكتشفهم، تتعدد أقنعتهم وتتباين ألوانها بعدد يفوق ألوان الطيف السبعة المشهورة, لحظتها نبكي على غبائنا وعلى الثقة العمياء الممنوحة من قلوبنا بصدقٍ وإخلاص وتفاني و حب, يأتي الخريف فتتساقط الأوراق المزيفة عن الأشجار، ثم تعود لنا الأوراق مرة أخرى وبشكلٍ آخر, فكل شيء وله وقته نتحقق به من الصديق ومن العدو، وعندما تتساقط الأقنعة الزائفة وتتعرى الوجوه الكاذبة تصعقنا الحقيقة وتُصدم المشاعر الجميلة وتترك في قلوبنا جرحا تنزف من شدة الألم , لكن المواقف والأحداث التي يمر بها المرء تكشف له المعادن وتعري النفوس وتكشف الزيف، ويكتشف حينها من هو الصديق ومن هو المنافق، فشكرا لك أيتها المواقف والصور فبقدر ما آلمتنا وأدميت قلوبنا بقدر ما أرحتنا وكشفت وجوه تسترت وراء اقنعة مظلمة مطاطية بقناع الإنسانية, نحتاج أحياناً لتلك (القشة الأخيرة )كي تقصم ظهر تلك العلاقات التي أنهكتنا نفسياً وعاطفياً ومادياً وصحياً وأثقلت أعمارنا بالكثير, فليس هناك أناس يتغيرون بل هناك أقنعه تســقط, فلا يخدعنك البريق فالناس كالمعادن منهم الغالي ومنهم الرخيص وفيهم من يبهرك بلمعانه ولكنه في الحقيقة لا يساوي شيء, وقّفوا عن الحب من النظرة الأولى ,وآمِنوا بالحب من الموقف الأول“ وحدها المواقف تبني حُباً لا يُهزَم " فليس كل ما يلمع من بعيد ذهبًا.



#نيرمين_ماجد_البورنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تصورني ...!
- أعطِ وستأَخَذ...!
- أرحل بأناقة ...!
- في ثوب السكون تختبئ الاحلام...!
- كن وسطاً... !
- شهادات ودكاكين!
- الفطام الإلكتروني ...!
- وباء التيك توك !
- شاليه الُفقراء...!
- بنَاتُنا لسن أَحْجَارًا على رُقْعَةِ الشطرنج...!
- الاكتناز القهري ...!
- جراثيم التعليم -فنلندية-.. !
- يوتيوباتنا العربية وعطش الشهرة !!!
- عَقْلاَطِفيّة .... !!!
- تَفَاصيلُ الأَلمْ ... !!!
- طُفَيليَّاتُ الواتس اب .... !!!
- صمتُ الوَهْج !!!
- أينما زرعك الله ... أزهر !!!
- الرّمَقُ الأَخيْر !!!
- السلام الذهني !!!


المزيد.....




- الأمن الروسي يعلن اعتقال منفذ عملية اغتيال كيريلوف
- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد تضر باقتصاد ألمانيا
- إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانامو الأميركي
- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نيرمين ماجد البورنو - الصورة فوتوشوب ...!