أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - يوميات المجزرة الديموقراطية / 18/ دروس الجولة الأولى من المجزرة !















المزيد.....

يوميات المجزرة الديموقراطية / 18/ دروس الجولة الأولى من المجزرة !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 448 - 2003 / 4 / 7 - 01:44
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


  
                                                           

مع الاقتراب من اليوم العشرين للعدوان الأمريكي البريطاني على العراق ، يمكن القول أن الجولة الأولى قد انتهت ، وبدأت جولة أخرى ستكون أكثر دموية ومأساوية  من سابقتها  فما هي الدروس والخلاصات التي يمكن للمراقب أن يخرج بها من الجولة الموشكة على الانتهاء ؟
لا يمكن الاستهانة بالإنجازات التي حققها الغزاة ومن  أبرزها : احتلال حقل الرميلة النفطي  ومرفأ أم قصر ، كما تمكن الغزاة من تحقيق الأمن الاستراتيجي للكيان الصهيوني بعد احتلال الصحراء العراقية الغربية ، و استطاعوا  تطويق العاصمة بغداد من عدة جهات واحتلال مطارها ، و تدمير قسم مهم من القوات والأعتدة العراقية ، كما تمكنوا من احتلال ضواحي وأجزاء عدة مدن كالبصرة والناصرية وتمكنوا أيضا من احتلال مدينة النجف بمساعدة إدلاء من ضعاف النفوس والخونة جاءوا  على ظهور دبابات الغازية بقيادة المليونير العميل مجيد الخوئي .كما إنهم نجحوا في كسب أو تحييد جميع الدول العربية ربما باستثناء سوريا، وشلوا فعالية  الأمم المتحدة وأجهزتها ، ومنعوها من إصدار إي قرار يطالب بوقف العدوان . إن هذه الإنجازات التي حققها الغزاة لا يمكن الاستهانة بأهميتها .ومن جهة مقابلة ،فإن  خيبات الغزاة و وأبرز معالم فشلهم  ، يمكن تلخيصها بأنهم فشلوا فشلا ذريعا في تحقيق هدفهم الأساسي وهو الإطاحة بالنظام وكسب الحرب بسرعة قدروها بثلاثة الى خمسة أيام بفشل محاولتهم لاغتيال الطاغية وقيادته في اليوم الأول للحرب . وقد فشلوا في احتلال المدن الكبرى التي توقعوا احتلالها بعد استمالة القيادات العسكرية والجماهير الشعبية فيها كالبصرة والناصرية ، وأبدى الجيش النظامي بسالة منقطعة النظير ومقاومة شجاعة شلت وأذهلت قيادات العدو . كما فشل الغزاة في تنظيم انتفاضة شعبية ضد النظام ، وسبب فشلهم لا يعود  لأن الشعب يحب النظام الذي ذاق منه الويل والثبور طوال ثلاثة عقود وإنما لأن الجماهير ميزت ببداهتها وسليقتها الفطرية أن احتلال العراق من قبل الغزاة الأمريكان والبريطانيين ، سيكون أكثر كارثية على العراق ومستقبله من قمع النظام ، والسبب الثاني هو الدموية والهمجية التي فاقت كل تصور التي مارسها الغزاة ضد المدنيين العزل وسقوط أكثر من خمسة آلاف ومائتي  مواطن   مدني بين قتيل وجريح حتى يوم أمس 5/4/ . ومن أبرز محطات فشل الغزاة أيضا ،عدم تمكنهم من تنفيذ مخططهم السياسي لتنصيب حكومة موازية عميلة في البصرة برئاسة  الضابط المنشق والمتهم بارتكاب جرائم حرب نزار الخزرجي ومجموعته ، كما تعثرت حتى الآن محاولتهم الثانية في تفعيل حركة مجموعة أخرى تعمل كخط احتياط ثانٍ يقودها عدنان الباججي الذي وافق مؤخرا على الحكم العسكري الأمريكي المباشر ولكن لفترة قصيرة ، وكنا قد كتبنا يوم أمس ما يناقض ذلك سهوا ، فالباججي  لم يرفض الحكم العسكري بل يفضل أن يكون لمدة قصيرة ليتولى هو الحكم كقناع " عراقي " لحكم انتداب جديد أجنبي .
وأخيرا فقد فشل الغزاة في كسب الحرب الإعلامية والنفسية حتى الآن ، ويعيش عملاؤها من المعارضة العراقية حالة من الحرج الشديد بسبب تأييدهم العلني والشديد للعدوان مما جعلهم هزأة  وأضحوكة  في عيون العراقيين وغير العراقيين وسيظلون مكللين بعار التعاون مع الغزاة حتى إذا أوصلهم أسيادهم مستقبلا الى واجهة الحكم .
ولكن ماذا يمكن للمرء أن يتوقع  حدوثه في المستقبل ، أي في الجولة الثانية من الصراع في ضوء الإنجازات والإخفاقات التي حققها أو مني بها الغزاة والتي عرضناها هنا ؟  ليست لدي أية أوهام  أو شكوك في أن الغزاة سيدخلون بغداد ويسقطون النظام بعد أن يرتكبوا حمام دم رهيب سيسقط فيه آلاف القتلى من البغداديين .ولكن في حالة ارتفاع خسائر الغزاة في الجنود وبلوغها بضعة آلاف فيمكن لنا أن نتوقع انكسار الغزاة واكتفائهم بتطويق بغداد تطويق إبادة وشروعهم في البحث عن حلول سياسية وتفاوضية . وفي جميع الأحوال وحتى إذا سقط النظام ونصب الغزاة حكومة عميلة فإنهم قد خسروا الحرب سياسيا وخسروا الشعب العراقي ربما باستثناء تلك الأقلية التي لم يكن ولاؤها يوما للعراق .
 نختم بالتذكير إن شعار أو مطلب إيقاف العدوان وإنقاذ الشعب من المجازر يجب أن يرفع من قبل المعارضة الوطنية المستقلة . ولمن يزعم  إن هذا الشعار يهدف الى إنقاذ النظام سيكون الرد هو وجوب أن يقترن رفع شعار مقاومة وإيقاف العدوان بتسليم الملف العراقي الى الأمم المتحدة والبحث عن حلول خلاقة لحسم موضوع النظام الحاكم  عن طريق إجراء استفتاء شعبي تحت الأشراف المباشر للأمم المتحدة  على سبيل المثال.
   إن موقف التفرج على المجازر أو التصفيق للغزاة بعد كل ما ارتكبوه هو موقف مدان ، وسوف يسجل تاريخيا على أصحابه . والخلاصة الأخيرة التي يمكن الركون إليها تقول بأن الحرب لن تتوقف تماما بسقوط بغداد وزوال النظام الاستبدادي أو إنها قد تتوقف  لفترة وجيزة ، قبل أن تبدأ آليات الوطنية العراقية الاستقلالية اشتغالها وصولا الى اشتعال ثورة شعبية شاملة تدق أعناق الخونة في الحكومة العميلة وأسيادهم الأمريكان  ، وتحرر العراق من أقصاه الى أدناه والأيام القادمة حبلى بكل ما هو جديد وخطير ومأساوي وواعد ..
   أختم هذه الحلقة وقد أعلنت وسائل الإعلام المرئية  قبل قليل أن الغزاة البريطانيين قد دخلوا مدينة البصرة ، بعد أن أبلى الجيش العراقي بلاء حسنا لن ينكره إلا المخصيون وعبيد الغزاة ، فهل بدأت الجولة الثاني فعلا بهذا الحدث  الكبير ؟
 

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات المجزرة الديموقراطية /17/ جئناكم باطحين لا محررين !
- يوميات المجزرة الديموقراطية /16/ شجاعة جماهير النجف وجبن الح ...
- ملحق بالحلقة 16 من يوميات المجزرة : ثورة العشرين الثانية قاد ...
- أسئلةُ جاسم ..
- يوميات المجزرة الديموقراطية /15/ الخوئي: من دلال سياسي الى د ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /14/ منطق معاوية في خدمة المعارض ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /13/ تعثر الخزرجي فحركوا الباججي ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /12/ مشعان يفكر إذن هو موجود !
- ملامح الخطاب السياسي عند الأمام الخالصي :إشكالات العلاقة مع ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /11/موسيقى من أجل كنعان مكية !
- ملحق بالحلقة العاشرة من يوميات المجزرة / قائمة بالصحافيين ال ...
- ملامح الخطاب السياسي عند الإمام الخالصي :الموقف من الديموقرا ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /10/ مشاهد من داخل الناصرية البا ...
- ملامح الخطاب السياسي عند الأمام الخالصي : بدايات الخيار الثا ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /8 : نصيحة بالكردي الفصيح !
- يوميات المجزرة الأمريكية /9/ أربعون ضابطا صهيونيا يساهمون في ...
- يوميات المجزرة الأمريكية -7- : المجزرة الكبرى لم تقع بعد يا ...
- يوميات المجزرة الأمريكية / 6 / دير ياسين في البصرة !!
- يوميات المجزرة الديموقراطية /5:حصان عسكري آخر يلتحق بغزاة وط ...
- 4-الخزرجي حصان سعودي طائفي ومجرم حرب


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - يوميات المجزرة الديموقراطية / 18/ دروس الجولة الأولى من المجزرة !