أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - إنحطاط عربي ثالث ودعوى المقاومة/3















المزيد.....

إنحطاط عربي ثالث ودعوى المقاومة/3


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6396 - 2019 / 11 / 1 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل الامبراطوريات المتلاقية من الشرق والغرب فوق المدى الشرق متوسطي تملك او امتلكت عادة طاقة او قوة الفعل والتاثير، او القدرة على الحاق المنطقة، ومن من بين طرفي هذه الحالة التفاعليه كان،الفاعل المؤثر بالاخر، تاثيرات غير عادية، وعميقة، تصل حد تغييرالمفاهيم والخاصيات بصورة نهائية وجذرية أحيانا؟ هذا سؤال لم يسبق ان طرح من قبل، بالاخص تحت وطاة القرنين المنصرمين،بفعل الهيمنة المفهومية والنموذجية الغربية المرافقة لنهوض الغرب وحداثته ومشروعه الهام المتاخر.
ولاتوضع"الابراهيمية" في المعتاد ضمن المنجز الخاص بموضع بعينه، كان هو مصدر القراءات الكبرى الثلاث الأكثر انتشارا وبقاء في الوجدان البشري شرقا وغربا، ومع إحالة هذه الظاهرة الكبرى والاساسية لمايعرف بخانة "الدين"، يضيع ان لم يلغى بالمناسبة مظهر الاختصاص المكاني ودلالته، فمن المعتاد الحديث عن "الفلسفة اليونانية الاغريفية" بالمقابل لايتم أي تعيين لمنجز النبوية الابراهيمية وقراءاتها التي تشطر المجتمعات البشرية على اختلافها، والكائن البشري، الى ارض سماوي، مع فارق محدودية وضيق اثر الفلسفة ووقوفها دون التحول الى عقيدة راسخة ،مقارنة الى التوحيدية.
على صعيد اخر، ينكر كليا واقع الدورات الناظمة للمجتمعيات والتاريخ وبالأخص نسبتها الى ابتداء شرق متوسطي( وادي الرافدين ووادي النيل) كدورة بكورية أولى، ثم ثانية توسطية، ومايلقيانه من اثر وينتج عن حضورهما من متغيرات لاحقة تنعكس على غيرهما، الإمبراطورية الرومانية والاثر البابلي، والملحمية الاغريقية المثاثرة بالرافدينية، والثورة الاوربية الحديثة ومقدماتها المتولدة عن النهوض الأكبر في قوى الإنتاج العالمية التجارية الريعية، وعاصمتها بغداد، وانعكاس ذلك واثره اللاحق على البنية الطبقية الانشطارية الاوربية( يكرس عادة مفهوم منقطع خاطيء عن ذاتوية المنجز الأوربي الحديث مع انه منجز جرى ضمن اليات عالمية)، ماقد افضى للانتقال من الإنتاج اليدوي الى الالي المصنعي، كمقدمه وتمهيد لفصل أخير هو التكنولوجي المعرفي.
وتغيب باصرارايضا احتمالية المعاينه في الخاصيات الكيانية الثلاثية مابين ارض النهرين، ثم ارض النهر الواحد كابتداء، وتوفر نموذج المجتمع احادي لادولة صحراوي خاضع لاقتصاد الغزو حيث لاعمل في الأرض، وحيث الكائن البشري يعيش بالحرب محتقرا العمل اليدوي، بما يجعل القانون هنا يقارب حالة "اقتل لتعيش" ويسيد قانون الحرب/ الحياة، كاسرا كل المعروف عن الاجتماع باعتباره ( التجمع/ انتاج الغذاء)، وليس هذا النموذج موجود بذاته ولها، فموقعه اسفل مابين النهرين، وطاقته الاحترابية الجبارة، والتي هي طبيعة وكينونة فيه، تبدو بوضوح وكانها مدخر تحريري، قادر عند الضرورة وبسبب طبيعته الاحترابية الاستثنائية، برغم ضآلة حجمه وتطرف موقعه، على طرد الامبراطوريات المتعاكسة المصدر(هذا الدور الاستثنائي لم تكن مصر ولا ارض الرافدين قادران على، النهوض به رغم تقدمهما البنيوي والزمني المفترض) والنازلة الملتقية عند هذه البقعة من العالم، حيث تتحرر وقتها الاليات الحضارية المتوقفة المخضعة لوطاتها، وهو ماحصل في القرن السابع على قاعدة واساس التعبير السماوي المطابق لبنية وتكوين هذا المكان، ولتعود الاليات الرافيدنية للعمل من جديد بعد تحريرها من وطاة الاحتلال، فتستانف دورة ثانية عباسية/ قرمطية، تذكر بالدورة الأولى السومرية، البابلية/ الابراهيمية.
ليس الذي يختبيء متخفيا وراء مثل هذه الظواهر والخاصيات بالامر العارض، ان لم يكن حاسما وانقلابيا، يشمل النظر لمايعرف بالتاريخ والمجتمعات، فيعود لكي يستدرك الى تغيير النظر كليا للغاية من المجتمعية ومقاصدها، ونهايات مسارها المضمرة، فالقول بان منطقة شرق المتوسط هي البؤرة التحولية العالمية، ومصدر الديناميات المحركة للتاريخ البشري، يترتب عليه، لافقط الاثبات بان هذه المنطقة بانماطها الثلاثة المحتشدة في بقعة واحدة محدودة: نمط الازدواج المجتمعي الرافديني، ونمط احادية اللادولة الاحترابي الجزيري، ونمط أحادية الدولة النيلي، مضافا لها البعد الشامي المفتوح، هي الموضع الأعلى طاقة وديناميات متوافقة مع غايات المجتمعية، ووجود الكائن البشري، ومصيرة المقرر من الغائية الكونية العليا.
يعني ذلك ان العقل البشري لم يتعرف الى اليوم على المجتمعيات وانماطها،بضوء المودع فيها، وان مايعرف بعلم الاجتماع الغربي المتاخر هو علم يجمل المجتمعات في نمط واحد اوحد، هو النمط احادي الدولة، وتلك نقصيه عقلية كبرى تحول دون، وتمنع العقل ابان اخر مراحل قصوره، ناهيك عما قبلها، من رؤية المودع الفعلي في العملية الاجتماعية، وينتهي به في افضل حالاته الى انغلاق، كانت ابرز تمثلاته قد جاءت في نظرية ماركس والشيوعية كغاية محكومة لقانون حتمي. وكل هذا ناجم عن منطق النهائية والتابيدية المجتمعية المغلقة المهيمنة على العقل ابان زمن قصوره التاريخي.
خارج "الجاهلية او عصر الغفلة البشرية العظمى" المستمرة بالطغيان الى اليوم، نقول بان المجتمعات تحولية، وانها زائلة وسائرة الى مآل يتعداها، وانها ظاهرة مؤقته لها تاريخ صلاحية وانتهاء، معها يبدا زمن التحول، ويشرع الكائن البشري بالانتقال الى "الانسان" بعد ان كان منذ انبثاق العقل... "انسايوان"، ان نظرات دارون اقتصرت بفعل نفس عوامل القصور، على رؤية الكائن البشري الحالي على انه الجسد وحسب، حتى بعد انبثاق العقل فيه، فطبقت والحالة هذه اشتراطات زمن سابق، هو الزمن الحيواني المتحول الى كائن منتصب يستعمل يديه، حتى بعد ان نشا داخله مكون جديد مختلف عنه كليا، هو العقل، ليصير من يومها كائنا مزدوجا ( عقل / جسد)، ولتبدا عملية نشوء وارتقاء تحولي جديدة، هي عملية الارتقاء العقلي المنتهي بانفصال العقل عن الجسد اخر متبقيات الطور السابق من صيرورته، وماظل عالقا به ومستمرا معه من الطور الجسدي الأحادي الحيواني.
وكما انتصرت النظرة الأحادية الجسدوية للكائن البشري وظلت طاغية، فلقد سادت النظرة الأحادية المجتمعية، وانكر الازدواج، او الأحادية من الشكلين، أحادية الدولة، واعرقها حالة وادي النيل، وارقاها وارفعها ديناميةالاوربية الانشطاارية الطبقية، ومجتمعات لادولة أحادية من أمثال مجتمعات أمريكا قبل الغزو الأوربي، وامريكا اللاتينية ومثال المايا والازتيك، وبعض من افريقا ومواضع من اسيا، ثم نمط الازدواج المجتمعي الموجود بالاصل كحالة تحولية منفردة، لاشبيه لها،في مابين النهرين، هذا غير اشكال المجتمعات المختلطة.
ومع شيوع مثل هذا المنظور ورسوخه لدرجة البداهة تنتفي اية قدرة على الاقتراب من القانون الناظم للسيرورة المجتمعية، بين التحولية الصغرى الابتدائية، والتحولية الشاملة والنهائية، وهو ماقد يذكر بنظرية ماركس ومعتقده الطبقي بين الشيوعية البدائية عبر المراحل التاريخية المتعاقبة، نحو الشيوعية العليا، مع الفارق الأساس بين مجتمع اللادولة التحولي السومري الذي هو حالة حاضرة وقائمة ضمن الازدواج المجتمعي، ظهرت في سومر أولا ابان الدورة الأولى وعادت وظهرت مرة ثانية ابان الدورة الثانية العباسية القرمطية بصورة مجتمع القرمطية والاسماعيلية، أي انها ليست حالة زائلة كما يقرر ماركس وانجلز بالنسبة للشيوعية البدائية، التي يفترضان وجودها وشمولها المجتمعات كلها،الامر الذي تكذبه وقائع تشكل المجتمعية السومرية الرافدينية الممتنعة على الزوال والطبقية، ووالثابته المتكرره الحضور بصفتها شكل مجتمعية اخر، غير قابل للتجسد ارضويا، وخارج الادراك البشري الانسايواني.
بمقابل مخطط المراحل التاريخية الطبقي ينهض قانون الدورات والانقطاعات المجتمعي الازدواجي الرافديني، وصولا الى الدورة الحالية الثالثة، والمبتدئة منذ القرنين السادس والسابع عشر، من ارض سومر نفسها جنوبا، وهي الدورة التحولية الكبرى، بعد دورتين تعذر خلالهما التحقق التحولي الذي سيعود مرة أخرى، وبناء على المعطيات الذاتية التحولية الازدواجية، وبمحصلة وغمرة الصراع مع النموذج الغربي الحداثي المهيمن وانعكاساته، وقد اكتملت أسبابه عالميا، وهو ماينتظم تاريخ العالم والجنس البشري من انقلابيه أخيرة بدأت عمليا منذ منتصف الالفية الثانية.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انحطاط عربي ثالث ودعوى المقاومة/2
- انحطاط عربي ثالث ودعوى المقاومة/1
- ثورة العشرين اذا تجددت اليوم؟
- -قرآن العراق- والقراءة الرابعة!!2أ
- احتجاجات زمن مابعد الدولة(*)
- شيوعيتان: ووطنيتان متضادتان/4
- شيوعيتان: بنيوية وطبقية ماركسية/3
- شيوعيتان: بنيوية وطبقية ماركسية/2
- شيوعيتان: بنيوية وطبقية ماركسية/1
- البيان التحولي 2 / التحولية والماركسية واليسار الشرق متوسط ...
- البيان التحوّلي أ/-التحوليّة- والماركسية واليسار الشرق متوس ...
- ابراهيمية بلا نبوة -ب-/-التحوليّة-والماركسية واليسار الشرق م ...
- ابراهيمية بلا نبوه-أ-/-التحوليّة- والماركسية واليسار الشرق م ...
- خارج الذات/-التحولّة- والماركسية واليسار الشرق متوسطي/5
- استبدالات الايديلوجيا والواقع/- التحولّه- والماركسية واليسار ...
- مادية تاريخية تحوليّه/ -التحوليّه- والماركسية واليسار الشرق ...
- تكنولوجيا المصنع والتكنولوجيا -التحوليّة-/ -التحولّية- والما ...
- الصراع الطبقي يلغي ذاته/- التحوليّة- والماركسية واليسار الشر ...
- - التحوليّة- والماركسية واليسار الشرق متوسطي/1
- علم الاجتماع الابراهيمي؟/3


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - إنحطاط عربي ثالث ودعوى المقاومة/3