رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6395 - 2019 / 10 / 31 - 22:18
المحور:
الادب والفن
في العقد السابع من القرن الماضي كتب "هشام شرابي" كتابه "مقدمة "لدراسة المجتمع العربي" وتحدث فيه عن عقم المجتمع الأبوي، البطريركي، السائد في المنطقة العربية، وها هو الشاعر "عبود الجابري" يقدم عين الفكرة، متناولا الأذى الذي يسببه لنا هذا النظام الأبوي المتخفي بثوب الدين:
"تصبح على خير
أيّها الأب القاسي
، نبيتُ كلّ ليلة
على أمل أن تقبّلنا
دون أن تجرح أرواحنا
دبابيس لحيتك."
الشاعر المتألق هو الذي يستطيع أن يقدم أكثر من فكرة بطريقة غير معهودة، فالومضة السابقة تلخص فكرة كتاب "هشام شرابي"، حيث جمع الشاعر سلطة الأب مع سلطة رجل الدين، وكلاهما مرفوض من قبل المجتمع/من قبلنا لأنه/ما يتصفان ب: "القاسي، تجرح، دبابيس لحيتك" وقد بين الشاعر طيبتنا ـ نحن الأبناءـ حين تحدثنا عن أملنا في إقدام الأب/رجل الدين على فعل جميل "تقبيلنا"، فرغم أننا نتحدث معه بكلام جميل "تصبح على خير"، إلا أنه يبقى متجاهل حاجتنا ومشاعرنا، بعدم تقبيلنا، وإذا قبلنا يؤذينا بلحيته، فالأذية تحدث في الحالتين، في التقبيل وفي عدم التقبيل، وهنا دعوة ـ مستترة ـ بعدم الرغبة بهذا الأب/رجل الدين، وما يحسب للشاعر أنه لم يتحدث عن الأذية الجسدية، أذية الوجه أثناء التقبيل، بل تحدث عن: "تجرح أرواحنا" وهنا تأكيد على أن هذا الأب/رجل الدين لا يُطاق ولا يُحتمل، بأي صورة حضر فيها.
الومضة منشورة على صفحة الشاعر.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟