احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6395 - 2019 / 10 / 31 - 21:28
المحور:
المجتمع المدني
كانت مدينة مندلي ادارياً ، قضاءً مستقلا تتبع لواء ديالى و لها أهمية اقتصادية واستراتيجية تغيرت صفتها الادارية من قضاء الى ناحية تابعة الى بلدروز خلال الحرب العراقية ـ الايرانية والأمل معقود على ارجاع صفتها الادارية القديمة والحاقها بأقليم كوردستان لكونها من المدن الكوردية العريقة ويجري حالياً العمل حثيثاً من أجل عودة المهاجرين والمهجرين اليها من جديد ..
أبناء مندلي يعيشون بود ووئام مع القوميات والطوائف الاخرى ، وكان الكثير من هؤلاء يستقر بهم المقام في مندلي فلا يغادرونها وذلك لطيبة أهلها وحسن معاشرتهم ..
وقد كانت مواسم جني المحاصيل الزراعية في مندلي وضواحيها مناسبات لاظهار الالفة والتعاون مثل جني التمور من النخيل الذي يسمى بــ( الكصاص ) وجني البرتقال والرمان وكذلك الفواكه الصيفية الاخرى مما يحتاج الى عمل مشترك يتعاون فيه الجميع ، حيث كان الناس ينقلون معالم حياتهم اليومية الى البساتين يعملون فيها ويطبخون ويخبزون ..الخ .. ، يعاونهم في ذلك الأصدقاء والجيران .. وكذلك الامر فيما يتعلق ببعض الصناعات الزراعية الموسمية مثل عصير الدبس وعصير الرمان ، واستحضار ماء الورد ، .. الخ.. ومن العادات المألوفة في مندلي والتي اختفت الان هي الاحتفال بالولد الصغير اذا أكمل ختم القرآن الكريم حيث يقام له مايشبه الكرنفال في الوقت الحاضر ، يبدأ من محل ( الكتاب او المكتب ) أو الملا بمسيرة جميلة يشارك فيها ( صناع الملا) أي تلامذته ، بأبهى ملابسهم لتقديم
( الصبي الخاتم ) المحتفى به بملابسه الجميلة متوجهين الى بيت والد التلميذ وهم يرددون ترتيلات خاصة حيث يستقبلون من والد المحتفى به وافراد عائلته ، وتقام مظاهر الفرح في البيت ، وينال الجميع نصيبهم من الطعام الشهى كما ينال الملا
( هدية الختمة من والد المحتفى به أو من وليه ) ..
وفيما يخص عادات الأعراس والوفيات فأنها متشابه ايضاً ولازالت باقية لحد الأن
اما مايتعلق بروح التكافل والتضامن الاجتماعي من مناسبات الافراح والاحزان كالوفيات والمرض والتعرض للحوادث المؤسفة فأن روح التعاون المشترك واضحة وظاهرة وجلية بين أبناء المجتمع ونستطيع ان نقول ان المجتمع المندلاوي كان في غالبيته ابتسامة مشتركة عند الافراح ودمعة مشتركة ايضاً وقت المصائب والنكبات .. أمنياتنا لاهلنا في مندلي أن تكون أيامهم أفراحا دائمة .
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟