أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طه معروف - أيان هيرسي علي في ميزان الديمقراطية الغربية














المزيد.....

أيان هيرسي علي في ميزان الديمقراطية الغربية


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1558 - 2006 / 5 / 22 - 10:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في 12ابريل من هذه السنة سلم (المجلس العلمي للسياسات الحكومية ،وهي هيئة متخصصة في لاهاي تقدم النصح للحكومة) تقريرا من 250 صفحة الى وزارة الخارجية الهولندية مفاده إن الأسلام لا يتعارض مع الديمقراطية وحقوق الانسان والقيم الهولندية اي النظام العلماني . وكان من اول منتقديه الناشطة السياسية النسوية أيان هيرسي علي المعروفة بانتقاداتها الشديدة للاسلاميين والتعدد الثقافي حيث وصفت التقرير، ليس بكونه خاطئا فحسب، ولكنه بالخطير و بافتقاده للمهنية و بانه يقوض حرية التعبير ويمجد الاسلام السياسي علنا ، الامر الذي اثار استياء الباحثين وقال احد اعضاء المجلس يان شوننيوم ،الذي اشرف على البحث ،"ان عددا اكبر من الحركات الاسلامية تتحرك بأتجاه الديمقراطية"!!!! ورفض بشدة موقف هيرسي واصفا أفكارها بالخطر المحتمل على المجتمع الهولندي وبكونه يشييد جدارا بينه، اي المجتمع الهولندي، وبين الاسلاميين .
فيما يبدو فان الحكومة الهولندية تتبنى التقرير المذكور واختارت هيرسي ، كإحدى الوجوه البارزة ضد التيارات الاسلامية، هدفا لحملتها، لتجسيد منهج التعدد الثقافي و التاكيد عليه ودعم الحركات الاسلامية،و مستغلة بوقاحة الموضوع التافه بشأن البيانات غير الصحيحة على خلفية طلب اللجؤ الذي قدمته هيرسي في 1992 حول اسم العائلة وسنتين من العمر رغم انها اوضحت هذه البيانات حتى قبل دخولها البرلمان عام 2002 إلا أن التآمر اكبر من ذلك ويهدف قمع الاصوات المعادية للتعدد الثقافي والاسلاميين في هولندا و اوضحت "هيرسي" في المؤتمر الصحفي، أنها قررت السفر قبل نشوب الجدل الأخير حول وضعها كمواطنة هولندية ـ والذي تفجر منذ أيام قليلة ـ في أحد البرامج الوثائقية التي عرضها التليفزيون الهولندي العام.
وفي محاولة أخرى تحاول الحكومة التخلي عن حمايتها هيرسي ،(وهي مهددة من قبل الاسلاميين منذ عام 2004 عندما كتبت سيناريو فلم ،الخضوع،وعرض في هولندا وفي العالم ونال اعجاب الملايين من الاحرار حول اثر الآيات القرآنية كبقعة دامغةعلى جسد المرأة في الاسلام وكان مخرجه التقدمي ثيو فان خوخ المعادي لإستغلال المرأة في الأسلام قتل على ايدي الاسلاميين في احد ساحات امستردام )، عن طريق استخدام احد الجيران بسبب شكاوى قدمها الى القضاء ادعوا فيها أن وجودها بجوارهم يهدد سلامتهم و يلزمها بمغادرة منزلها الحالي !!! اية حماية هذه إذا لن تراعي الحكومة أمن الآخرين؟ ولكن تبدو القصة غير ذكية لا يصدقها حتى اصحابها ناهيك عن المجتمع الهولندي .وهناك رواية اخرى يرددها الأئتلاف الحكومي يدعي بان خسارته في الانتخابات الاخيرة تعود الى عضوية هيرسي في الحزب الليبرالي المحافظ "في في دي" في الكتلة الأئتلافية الحكومية علما بان هذه الحكومة واجهت اكبر الاعتراضات والمظاهرات العمالية الصاخبة نتيجة فشل سياساتها الاقتصادية ولتباين الاجور بين الشباب والمسنين ومسألة الضمان الاجتماعي إلا أن" زميلتها" في الحزب الليبرالي المحافظ ووزيرة دائرة الهجرة"فيردونك" المعروفة بتشددها ضد الأجانب وصاحبة اقتراح قرار "منع التحدث بأية لغة غير الهولندية حتى في الشوارع " تقود هذه الحملة وتستغل مسألة طلب لجوء هيرسي" وبياناتها الخاطئة" رغم ان هذه (( البيانات جاءت عن حسن نية)) لإمرأة صومالية رفضت الخضوع للزواج الاجباري الاسلامي في الصومال واختارت الهروب من جحيم المجتمع الرجولي إلا أن فيردونك التي خدمت في دائرة الاستخبارات الهولندية في اول وظيفة لها تتحرك في اتجاه آخر ، نحو التحالف مع "المجلس العلمي للسياسات الحكومية" اي صانعو القرار السياسي الفعليين، بهدف قمع الاصوات المؤثرة المضادة للتعدد الثقافي الذي كان بمثابة ام الحركات الاسلامية والذي أدانته هيرسي مرارا خلال العشرات من المقابلات الاذاعية والتلفيزونية ووصفته بكونه عقبة امام اندماج المهاجرين وكوسيلة فعالة بايدي الاسلاميين.
كون هيرسي كامرأة ذاقت طعم وعذاب المجتمع الرجولي في عمرها الباكر ،حملت همومها وغضبها على الاسلام والقوانين الاسلامية واعتبرتها أشرس وسيلة لعبودية المرأة وبرزت كناشطة جريئة في هذا الميدان اقلقت الاسلاميين ودول المؤتمر الأسلامي الذين طالبوا الحكومة الهولندية مرارا بطردها من البرلمان او وضع حد لمعاداتها للحركات الاسلامية الرجعية علاوة على التهديدات المستمرة بقتلها وفي النهاية خضعت الحكومة الهولندية لهذه النداءات الرجعية واستغلت بطريقة عنصرية مسألة طلب لجؤ هيرسي لإبعادها عن الساحة السياسية لفسح المجال امام الهجوم على الاحرار ولإرضاء الاسلاميين .
ان جميع الروايات، "من بيانات خاطئة عن طلب اللجؤ" او التسبب في الفشل في الانتخابات و شكاوي الجيران ، ليست سوى غطاءا لتوجهات وسياسات رجعية في اطارالنطام الديمقراطي الغربي الذي لا يتحمل المساواة الحقيقية للمرأة ولكن يحتضن اشد التيارات الاسلامية الرجعية التي تخدم المصالح الراسمالية الهولندية فبالاضاقة الى فتح آلاف المساجد والمدارس الدينية تسخر ايضا شبكات اعلامية واسعة لنشر الاسلام والتركيز على التعدد الثقافي ويتم اجراء مقابلات منظمة معهم لنشر السموم الدينية بالطريقة الغربية فها هي ديمقراطيتهم تتحمل طلاب القرضاوي والسيستاني و البرلمان الشيعي في هولندا ويتآمرون على الناشطة النسوية هيرسي التي تمثل المرأة المضطهدة تحت وطأة الاسلام وقوانينه وشريعته البربرية .واخيرا، رغم وجود الانتقادات و المجادلات والمناقشات داخل البرلمان لحسم الامور بشأن جنسية هيرسي ،إلا أن نشر الادعائات الفارغة وغير الانسانية والتشهير غير الاخلاقي بحق هيرسي ليست سوى جريمة ترتكب بحق المجتمع الهولندي وكل الاحرار و هي لا تخدم سوى اشد التيارات الاسلامية الرجعية في هولندا هذه التيارات المتعطشة لدماء المناضلين الاحرار ومن ضمنهم المناضلة أيان هيرسي علي.



#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر الأحزاب القومية الكردية على نضال و حقوق جماهير كردستان ...
- حتمية الخيار العسكري الامريكي ضد ايران
- من الذي يقرر مصير العراق؟
- حول دراسة معهد كارينغي الامريكي؛ المطالبة بمحاورة الاسلاميين
- هل تنحي ابراهيم الجعفري عن الرئاسة هو الحل ؟
- بصدد التصريحات الديماغوجية للائمة الشيعة في العراق
- معارك الجثث هي معارك لكسب الجماهير بأبشع الطرق البربرية
- !هذا ما كان ينقص العراق
- اوضاع المرأة في ظل افغنة العراق
- مأزق تشكيل الحكومة العراقية
- مريوان حلبجيي امام تهديد الاسلاميين في كردستان
- الاسلام السياسي يعبرالحدود لمواجهة حرية الرأي والتعبير
- النكسة الثالثة للقضية الفلسطينية :على هامش فوز حماس في الانت ...
- الطالباني يشترط صلاحيات اوسع للرئاسة
- بصدد مؤامرة الانتخابات الامريكية الاخيرة في العراق
- ضحايا الحزب -الشيوعي-العراقي بطلاقات الاسلاميين وبنادق الحزب ...
- حثالة المجتمع ام منتفضون ضد التهميش
- فتوى جلال طالباني ضد المتشردين الكرد في كركوك
- احمدي نجاد يهدد بإزالة اسرائيل ،خوفا من إزالة نظامه
- محاكمة صدام من فضائح العصر


المزيد.....




- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طه معروف - أيان هيرسي علي في ميزان الديمقراطية الغربية