أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - الفرق بين الصدرين كالبعد بين السماء والأرض!















المزيد.....

الفرق بين الصدرين كالبعد بين السماء والأرض!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1557 - 2006 / 5 / 21 - 11:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يكن بودي أن أخوض من جديد في شأن السيد مقتدى الصدر ومواقفه الفكرية والاجتماعية والسياسية وحول ما يرد في بعض خطبه أو تصريحاته. ويعود هذا لسببين, أولهما أني كتبت عن أفكار السيد مقتدى الصدر وأساليب عمله وطريقة تعامله مع أحداث العراق الشيء الكثير لا تستوجب العودة إليه, إذ لم يأت بجديد نافع يمكن معه خوض الحوار معه, والثاني أن الرجل قد استنزف طاقاته وتوجهاته ولم يعد هناك من لا يعرف بم يتحدث هذا الرجل ومدى سطحية وهزال الفكر والرأي الذي يتحدث به والبؤس الذي يتجلى في عقم فلسفته في الحياة وفي النظر إلى الأمور. إلا أن الإسفاف الذي برز في الآونة الأخيرة في ما يطرح من أفكار أكدت لي عدة حقائق جوهرية بشان السيد مقتدى الصدر. وهي:
1. إن الرجل لم يبلغ سن الرشد فكرياً وسياسياً أن يعتمدها الإنسان في حياته, ألا وهي:
أ‌. القراءة والدراسة المعمقة للعلم وعلوم الدين وما تركه لن الأولون الصالحون من تراث.
ب‌. لا يمتلك التجربة الضرورية ولا تعلم من التجارب التي مر بها الراحل المرحوم السيد محمد باقر الصدر, وهو من بيت آل الصدر, ولا من والده الراحل المرحوم السيد محمد صادق الصدر.
ت‌. وأنه لا يمتلك الرؤية الثاقبة في علاقته من البشر بحيث يستطيع أن يتعلم منهم ما هو ضروري في مواجهة الأحداث الجارية في العراق.
2. إن الرجل, وهو ما يزال في بداية طريق العلوم الدينية والسياسية, سعى إلى التنظير الذي فاق قدراته الفكرية والسياسية وتركته يسقط في مطبات لا مبرر لها ورطته وورطت معه أولئك الذين اعتمدوا والده في الحصول على رأي ناضج منه. وإن من كان حوله لم يسع على تقديم النصح له, إذ أن الصديق من صَدَقَ صاحبه وليس من جامله أو صدَّقهُ في كل ما يقول!
3. وأن الرجل رغب أن يسير في التنظير على درب المفكر الكبير والعلامة البارع السيد محمد باقر الصدر, وكان الفرق بينهما كالمسافة بين السماء والأرض أو الفرق بين الثرى والثريا.
أحاول أن أشير هنا إلى مسألة أساسية تميز بها العلامة الذي أحترمه احتراماً كبيراً ولم يعد بيننا, وأعني به السيد محمد باقر الصدر. من قرأ كتاب "اقتصادنا" أو "فلسفتنا" أو الكتابات الغنية الأخرى التي صدرت له وغير المعروفة كما عرف الكتابات المذكوران, يدرك بأنه أمام إنسان تميز بالعلم والمعرفة والتجربة الغنية والاستعداد للتعلم الدائم أثناء التعليم. كان الرجل لا يتحرى عن المسائل السهلة ليبحث فيها بل كان يتحرى عن الفقه الخلافي ليشرح من خلاله وجهة نظره, ليحاور الفكر الآخر بصدق وحسن نية دون الإساءة للفكر الآخر, ناقش الفكر الماركسي واختلف معه, واختلفت معه, ولكني احترمته واحترمت أطروحاته, لأنه كان يسعى إلى العقلانية في التفكير والمناقشة, يحاول أن يتجنب اللاعقلانية التي تمتلئ بها الكتابات الدينية لأناس لا يفهمون معنى العلم والحار العلمي والحق في الاختلاف. كم كان مهماً ومفيداً للسيد مقتدى الصدر أن يدرس هذين الكتابين لكي يتعلم من عمه الكبير أسس الحوار وطرق التعبير عن الر أي وسبل مواجهة الرأي الآخر.
إلى القراء أقدم تصريحين للسيد مقتدى الصدر: الأول يهاجم فيه كل النساء غير المحجبات على الطريقة المعروفة لدى جماعة بن لادن والطالبان وبعض الجماعات الأخرى في اليمن, بأنهن أقرب إلى العهر والعياذ بالله.
والتصريح الثاني يضحك على لاعبي كرة القدم بأنه لا يستطيع أن يفهم كيف أن رجلاً عاقلاً يركض وراء الكرة. يبدو أن المفروض أن تركض الكرة وراء الرجل!
إن المقارنة بين أحاديث السيد محمد باقر الحكيم والسيد مقتدى الصدر تبين لنا مدى عمق وسعة أفق وتبحر المفكر الأول من جهة, ومدى سطحية وهزال وبؤس فكر الرجل الثاني, الذي لا يمت للعقلانية بأي حال من الأحوال.
لا أطلب من السيد مقتدى الصدر أن يكون كالسيد محمد باقر الصدر أو مثل والده السيد محمد صادق الصدر من حيث العلم والمعرفة والتجربة بأمور الدين والدنيا, ولكن يفترض أن يحترم ما توصلا إليه. وخاصة المفكر الإسلامي الكبير محمد باقر الصدر, وأن يتجنب الثرثرة بأمور لا يفهمها وتقود إلى الإساءة للإسلام ذاته. فمهاجمة الرياضة مثلاً, هي إساءة للمقولة النبوية التي تؤكد العقل السليم في الجسم السليم, ولا يمكن أن يكون الجسم سليماً ومعافى دون أن يمارس الإنسان بصيغ مختلفة الرياضة, سواْ أكانت ألعاباً سويدية أم كرة قدم أم كرة السلة والطائرة أو حتى الزورخانة التي كان يمارسها أجدادنا في العراق والتي ما تزال ملاعبها ولاعبيها طرية في ذاكرتي الكربلائية.
الرجل لا يحترم المرأة ولا يحترم حقوقها ولا يريد لها الخير على العكس مما يورده المئات من المجتهدين وعلماء الدين الذين يقدرون للمرأة دورها ومكانتها ومساواتها بالرجل مع الأخذ بالاعتبار التباين في الجانب الفسيولوجي وما يقترن به من نتائج. ومع احترامي لكل رأي حول المرأة أو أي أمر آخر, ولكن ليس من حق مقتدى الصدر أن يسيء إلى المرأة كما جاء في أكثر من خطبة وتصريح له, وخاصة للمرأة التي لا ترتدي الحجاب, هذا الحجاب الذي فرضه الذكور على الإناث, وهو ليس من صلب الإسلام ولا نجد في الآيات القرآنية ما يفرض على المرأة المسلمة الحجاب الذي يمارس اليوم بين عامة النساء الشيعيات, وأن ما ورد في القرآن حول هذه المسالة مس بالأساس نساء النبي محمد بن عبد الله وبشكل خاص, وأنه لم يكن مثل الحجاب الراهن الذي يضع المرأة المسلمة في سجن اسود بينما خلقها الله حرة وكاملة الخلق ولا تحتاج إلى حجاب, كما لا يحتاجه الرجل. فالقول بأن المرأة غير المحجبة تبدو كالعاهرة أمر يتطلب إقامة الدعوى القضائية من جانب المحاكم العراقية ضد مقتدى الصدر المتهم بالإساءة للمرأة واتهام ملايين النساء المسلمات غير المحجبات بتهمة باطلة ومسيئة للمرأة وخلقها الرفيع.
لو كان الوضع في العراق اعتيادياً لأقمت الدعوى القضائية على هذا الرجل الذي يسيء إلى كل النساء غير المحجبات من المسلمات في العالم, ولكن لا الوضع في العراق طبيعي ولا القضاء العراقي حالياً يمر بوضع طبيعي, ولا مليشيات المهدي المستعدة لقتل أي إنسان يتحدث بأمر ما عن مقتدى الصدر هو وضع طبيعي, فكيف والأمر حين أطالب بإقامة دعوى قضائية على مسؤول مليشيا المهدي, هذه المليشيا التي مارست التعذيب والقتل في النجف الأشرف باسمه أثناء احتلالها لصحن الأمام علي بن أبي طالب, بسبب ما ورد من إساءات ضد المرأة العراقية أو المسلمة غير المحجبة في بعض خطبه البائسة وأحكامه القرقوشية.
أطلق البعض على السيد مقتدى الصدر لقب الحجة. والحجة لقب ديني يفترض أن يكون حامله قد فهم شيئاً كثيراً نسبياً من علوم وأمور الدين والدنيا. فكيف حاز على هذا اللقب الديني وهو ما يزال يطلق الأحاديث دون أن يفكر بها التفكير الضروري وبصورة عقلانية. كان الإمام على بن أبي طالب يتمنى أن تكون له رقبة كرقبة البعير لكي يمعن بكلامه قبل أن يصدر من فمه, لكي لا يندم على ما يقوله, رغم أن الإمام علي بن أبي طالب كان عميق التفكير واضح البيان وصادق التعبير وحريص على الدقة. أما "القائد الجديد", مقتدى الصدر, كما يسميه بعض أتباعه, فلا يهمه ما يتحدث به, المهم أن يتحدث, إذ يرى وكأن جميع المسلمات والمسلمين هم قطيع من الماشية الذي ينبغي له أن يؤمن ويثق بما يقول به الصدر الجديد. كم كنت أتمنى على هذا الرجل وهو ابن بيت السيد محمد باقر الصدر, هذا العلامة الذي تشرفت حين دعيت للمشاركة في الحفل التأبيني الذي أقيم في لندن في الذكرى العشرين لاستشهاده على أيدي المجرمين من أقطاب وجلاوزة النظام البعثي الصدامي, لتقديم دراسة عن الإصلاح الاقتصادي في العراق قبل سقوط النظام بعدة سنوات, كما أتمنى عليه أن يعيد النظر بما تحدث به هنا وهناك وما صرح به بعيدا عن المعقول, إذ لا بد وأنه يعرف المقولة التالية: "حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له"!
أرجو أن يقدم السيد مقتدى الصدر اعتذاراً لكل النساء اللواتي أساء لهن, كما أرجو أن يعتذر للرياضيين الذين يركضون وراء الكرة, وليست الكرة تركض وراء اللاعبين, لأنه بذلك يهين الرياضة والرياضيين في سائر أرجاء العالم, ويوجه الإهانة إلى مئات الملايين من البشر الذين يتذوقون كرة القدم وبقية أنواع الرياضة التي لها مساس بالكرة أيضاً, وليتذكر بان الرياضة هي التي تخلق الجسم السليم الذي يحمل بدوره العقل السليم!
إن كان من يحوم حول السيد مقتدى الصدر مخلصاً له, كان وما يزال عليه أن ينبه السيد إلى تلك المطبات الثقيلة التي يرتكبها أغلب الأحيان حين يتحدث, رغم تصريحاته الجيدة حول وحدة الشيعة والسنة العرب أو عموم الشيعة والسنة, علماً بأن ميليشيات جيش المهدي تمارس ما يناقض ذلك في الواقع المعاش. كم أتمنى أن يتنكر لما يقوم به أتباعه وغرهم من إشعال النيران في محلات حلاقة شعر النساء أو محلات بيع الخمور أو تعاطيها, كم أتمنى أن يمتنع عن إعطاء التصريحات التي تمس حياة المجتمع اليومية ويتركها لمن هم أكثر منه علماً وخبرة حياتية وتعاملاً مع الناس. كم أتمنى أن يسكت هذا الرجل, فالسكوت من ذهب إن كان الكلام من نحاس...
منتصف مايس/أيار 2006



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة استطلاعية في ضيافة قناة عشتار الفضائية في عنكاوة
- الأخ الفاضل السيد نيجرفان بارزاني, رئيس وزراء إقليم كردستان ...
- الإرهاب الطائفي السياسي في العراق إلى أين!
- أربيل ولقاء أسبوع المدى الثقافي العراق!
- التجمع العربي لنصرة القضية الكردية ومهماته الفعلية؟
- النقد البناء سبيلنا لتطوير العملية السلمية والديمقراطية في ا ...
- واجب الجميع التوقف عن تصعيد الصراع الطائفي في العراق!
- لا ولن يكون الاحتلال في العراق نهاية التاريخ!
- في الذكرى السنوية لسقوط النظام الاستبدادي سقط النظام وسيسقط ...
- شخصيتان عراقيتان ستحملان للعراقيات والعراقيين المزيد من الأح ...
- هل من مشكلات فعلي للجاليات العربية والإسلامية في دول الاتحاد ...
- كلمة حق يراد بها باطل! (أو) صدام حسين ودموع التماسيح على أحد ...
- بيان عن التجمع العربي لنصرة القضية الكردية وهيئة الدفاع عن أ ...
- الدكتاتور صدام حسين ومجازر حلبچة والأنفال!
- هل من مغزى واقعي وإيجابي للعراق من اجتماعات جامعة الدول العر ...
- حوار مع الزميل الأستاذ مصطفى صالح كريم حول مقاله الموسوم - ع ...
- هل من جديد في جعبة اليمين الأوروبي لإيقاف التجنس والهجرة إلى ...
- هل من رؤية قاصرة لدى قوى اليسار الأوروبي إزاء التنظيمات الإر ...
- الطائفية المقيتة تهيمن على لغة المليشيات المسلحة في العراق!
- الرفاق والأصدقاء الأعزاء في المكتب السياسي واللجنة المركزية ...


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - الفرق بين الصدرين كالبعد بين السماء والأرض!