أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مهند طلال الاخرس - علمٌ حاضر وصورةٌ غائبة (٤/٥)














المزيد.....

علمٌ حاضر وصورةٌ غائبة (٤/٥)


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 6390 - 2019 / 10 / 25 - 20:20
المحور: سيرة ذاتية
    


كانت تلك المظاهرة الوحيدة في المخيم التي سارت بالعلم لوحده دون تلك الصورة...
تلك الصورة قرينة العلم كانت لياسر عرفات وقد كتب عليها "في بيروت كنت الصمود".
ذلك العلم في ذلك اليوم سار وحيدا، تحمله عصا مدرس وايدي غاضبة ومندفعة بحبها حد الموت، جموع تخاف ان تموت تحت علم غريب، وانا ايضا مثلها واكثر.

في تلك الفترة شهدت شوارع المخيم وحواريه مناقشات حادة وغاضبة وصبت جل غضبها على صاحب الصورة "صاحب اسطورة الصمود في بيروت والكرامة"، كنت كغيري من ابناء فتح نصب جل غضبنا على امريكا راس الحية واذنابها وادواتها من الانظمة العربية المتخاذلة والمتواطئة والعميلة. واخذت النقاشات مأخذها من حدة وشقاق وفراق في المخيم؛ وكذلك الحال داخل حركة فتح؛ وحدي كنت من القلائل الذين ادركوا معنى ان يمر يوم توقيع اتفاق اوسلو في المخيم دون معارضة.

تتلاصق الاكتاف، تتزاحم الاقدام، تفيض المظاهرة عن مقدرة شوارع المخيم على الاستيعاب وكذلك حجم الغضب، تندفع المظاهرة الى الشارع الرئيسي (العام) الذي يربط المخيم بغيره من المدن والقرى والذي بدوره يربط الجميع بالعالم.

تتكاثر الجموع، تغلق الشوارع، تتوهج النيران من اطارات الكاوشوك المحترقة وتكثر السواتر، يظهر الامن بلباسه المقنع، وفجاة وبدون سابق انذار تنطلق المواجهات وتتصاعد، تفقد السيطرة على الجموع ويحتكم الجميع الى لغة الشارع، وتصبح الدولة واجهزتها عصابة تستأسد على شعب ساهمت اكثر من غيرها بتشريده وضياع وطنه.

(٥)

يهبط الليل بغير ميعاد، فقد فقدت الجماهير احساسها بالوقت نتيجة المناوشات وسُحب الحرائق التي تلف المكان، كان هذا كله مشهد عبثي مقدور الاحتمال؛ لكن اصعب تلك المواقف واكثرها وجعا كان ذلك الغاز المسيل للدموع المنهمر تجاه بيوت الناس المجاورين للشارع العام بغية اجبارهم على الخروج من منازلهم وقيامهم بطرد من يرابط فيها ومنعه من التظاهر والقاء الحجارة على الامن!

ذلك الامن لسوء فهم مرؤسيه ولسوء حظ جنوده، لم يكن يعلم أن هؤلاء المرابطون هم اصحاب تلك البيوت، ذلك الامن لم يكن يعرف ان تلك البيوت وهؤلاء المتظاهرين يدافعون عن آخر ما تبقى لهم من أحلامهم حلم العودة...

ذلك الامن لم تسعفه عقليته المتصحرة ولا خطواته الخاطئة بتقدير الموقف وانه يقف امام احلام تتهاوى وآمال تضيع...
ذالك الامن الذي يرتدي بصطارا لا يختلف كثيرا عن ذالك العقل الذي يحمله، يجري مسرعا ومزمجرا ومتوعدا حارثا الارض غلا وحقدا لا يعي ولا يفتهم أنه امام شعب قد ينحني لكنه حتما لا ينكسر.
ذلك الامن القادم من الصحراء يستسهل اطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع على اخوة له لكن ذنبهم الوحيد انهم يشبهون لون الارض التي أُقتلعوا منها ...

هؤلاء المتظاهرين المرابطين دفاعا عن آخر ما تبقى من احلامهم، ترقب عيونهم حجم الاسى المنطلق من فوهات البنادق، هؤلاء المتظاهرين حالهم كحال المخيم؛ كلما تقدمت تلك البندقية نحو المخيم مات جزء منهم، ويستمر ذلك المشهد الدامي الى ان يأتي الموت الكبير فيأخذنا جميعا ويرحل...

هؤلاء المتظاهرين إنكسرت احلامهم وتراجعت اقدامهم لتحتمي بجدران المخيم، هؤلاء المتظاهرين يواجهون كل ذلك الحقد وكل تلك البنادق بصدورهم العارية، هؤلاء المتظاهرين يلوذون بالبصل كسلاح مضاد مع مناديل مبلولة تغطي انوفهم ونصف وجوههم لتقيهم جور الموقف ومأساته...

يتبع...



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم حاضر وصورة غائبة (٣)
- علمٌ حاضر وصورةٌ غائبة (٢)
- علم حاضر وصورة غائبة (١)
- في قبضتي
- الغناء الثوري؛ المهمة والدور (٢٢)
- الغناء الثوري؛ المهمة والدور
- صبرا وشاتيلا، هوية عصرنا للأبد
- تبغ وزيتون، حكايات وصور من زمن مقاوم
- العاشقين
- دليل حركة المقاومة الفلسطينية
- أما بعد ؛ كفاح طافش
- موت أرتيميو كروز رواية لكارلوس فوانتس
- خواطر فلسطينية، عبدالفتاح القلقيلي ابو نائل
- القطا لا ينام ، غريب عسقلاني
- قصائد منقوشة على مسلّة الاشرفية
- رائحة التمرحنّة
- حياة معلّقة
- سرد فلسطيني ، المتوكل طه
- تعليم المقهورين
- الصَبّار


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مهند طلال الاخرس - علمٌ حاضر وصورةٌ غائبة (٤/٥)