أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - هكذا تمضى الحياة !














المزيد.....

هكذا تمضى الحياة !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6388 - 2019 / 10 / 23 - 09:43
المحور: سيرة ذاتية
    


لم تكن تلك المرة الاولى ان يتقاعد طبيبى .كانت طبيتى السابقةبريطانية و كانت قبل دراستها للطب تود دراسة الادب الانكليزى .و لعلها وجدت ضالتها فى الاحاديث معى .و و فعلا كلما اذهب الي باتريشيا نتحدث قليلا حول الادب و خاصة حول شكسبير و مسرحياته .و كان الوقت الذى تخصصه لى اطول من الاخرين بسبب ذلك .و عندما تقاعدت ارسلو لى رسالى بلائحة الاطباء فى المركز لاختار واحد منهم .لم اختر احدا و قد كنت قد انتقلت للسكن فى منطقة اخرى . و لذا اخترت اخترت طبيبا اثيوبيا فى منطقتى سكنى الجديدة. .

و قد اخبرتنى مرة ان والدها الذى كان يعمل فى بنك باركلز زار فلسطين ايام الانتداب و كان سعيدا انه زار الارض المقدسة .
و لما كانت قد اخبرتنى انه اخر اسبوع لها فى العمل .حملت باقة ورد و كتبت لها شكرا باتريشيا !

كما انى بقيت اذهب لمكان سكنى السابق لانى اعتدت على طبية الاسنان التى كنت اذهب اليها كلما دعت الحاجة .كانت بنتا و هذا اسمها امراة فى غاية الرقة .و لما كانت تعرف مدى كرهى الذهاب لطبيب الاسنان كانت تعطينى وقت فى المساء اى ان اخر مراجع قبيل ذهابها الى البيت كى لا اخذ وقتا من قبل المراجعين الاخرين .

لم اعرف بموتها المفاجىء الا عندما اتصلت بالعيادة و ذهبت بكل اريحية على اعتبار ان بنتا هناك .
خرجت طبيبة اسنان و هى شابه جميلة و من الواضح انها خريجة جديدة سالتها اين بنتا .قالت بهدوء انها توفيت !

يا الهى كم كان الامر صدمة .فقد عرفت بتنا حوالى 25 عاما بل اننا التقينا مرة خارج اطار العمل .
لم اعرف ماذا اقول .جلست على الكرسى لكى التقط انفاسى و اخبرتها انى سالغى المراجعة الى وقت اخر .
سرت فى الطريق هائما على وجهى و انا افكر بهذه الحياة اللعينة و قواننها الجائرة .
عدت بعد حوالى اسبوع مع باقة ورد الى العيادة كتبت عليها عزيزتى بنتا فلترقد روحك بسلام !

الاسبوع الماضى عرفت ان طبيبى الاثيوبى قد تقاعد .و كان فى وقت سابق قد اخبرى لكنى لم اكن اعرف متى .
درس صديقنا فى بولندة ايام الشيوعية و هو نفسه كان شيوعيا فى بدايات حياته.
كنا اقرب لللاصدقاء و كنا نتحدث فى مسائل عديدة و كان مهتما بما يجرى فى فلسطين هو ينتمى الى قبيلة الاورمو فى اثيوبيا و هى قبيلة مضطهدة و مهمشة تاريخيا مع انها من اكبر قبائل البلاد .

كان الرجل يجمع تبرعات من هنا و هناك و كان يذهب الى بلده حيث كان يبنى مكتبات صغيرة للاطفال لكى يقروا.و كان يقول لى انه امله فى تطور اثيوبيا هو من خلال الجيل الصغير الذى ينبغى التركيز عليه .
سالته ما هى خططه بعد ان يتقاعد اجاب انه سيقضى وقتا اكثر فى اثيوبيا التى لم يعيش فيها عدا الزيارة اكثر من ثلاثين عاما !تمنياتى له بالتوفيق فى مشروعة لبناء مكتبات لللاطفال .كل الاحترام و التقدير



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ان كانوا يستطيعون التلاعب بالتاريخ فاالجغرافيا لا تقبل المزا ...
- اشكالية ضعف الوطنية فى المشرق العربى
- على خطى اجدادنا الاقدمين !
- حان الوقت للدول ان تتصرف كدول مسوؤلة و ان تنتهى ظاهرة الجيوش ...
- لا هنا و لا هناك !
- الشاعر ماتياس رفيدي
- قصة موت معلن!
- مجرد قبلة ! مسرحية قصيرة جدا
- الاسوا لم يات بعد!
- حول المجتمع المفتوح
- مخاطر وجودية تهدد البشرية
- امسيه شعرية !
- المطلوب ملاذ امن للحمير! او بعض من طرائف هذا الكون !
- وردة اريحا!
- حول ظاهرة انتحار الشباب فى الوطن العربى
- ام كلثوم و كلاشنكوف فى السعودية و اختلط الحابل بالنابل !
- اجل انها ليست اقل من حرب ثقافات !
- تشرين .اكتوبر
- على مودى ان يوقف هذا الجنون!
- حول مسالة تاثير المكونات الثقافية القبلية على الافكار الجديد ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - هكذا تمضى الحياة !