مصطفى بنصالح
الحوار المتمدن-العدد: 6387 - 2019 / 10 / 22 - 23:01
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
هي انتفاضة اشتعلت نيرانها بجامعة فاس ولن يخمد لهيبها على ما يبدو في ظل الأوضاع المزرية التي يعيشها الطلبة بمواقع سايس وظهر المهراز وسائر الجامعات عموما. فالمعركة باتت مفتوحة على كل الاحتمالات خصوصا بعد القرارات الجائرة التي بدء في تنفيذها النظام القائم منتشيا بربحه المؤقت لبعض أطوارها وحلقاتها.
فتراكم المشاكل المادية والمعنوية التي يعاني منها الطلبة لم يعد مقبولا تجاهها الانتظار أو التردد. إذ لا بد أن تعيد للحركة الطلابية زخمها وتوهجها، وتشحنها بالقوة والعزيمة اللازمة لتوحيد صفوفها أمام هذا العدو المنفلت من عقاله.
فتوحيد الصفوف مهمة لا بد منها، والانخراط في هذه المعركة الجماهيرية يجب أن يصبح تلقائيا، وحدويا وتضامنيا ليس فيه مكانة للغلبة أو التفوق أو الاستفراد بالقيادة والتوجيه والتحكم.. إذ لا مجال خلال هذه المعارك المطلبية والجماهيرية للمزايدة. فالمعركة تتطلب الإشراك الجماهيري الواسع، والتركيز بشكل كبير على المعيقات التي تمنع الطالب من استكمال دراسته بشروط أدنى لا يمكن التنازل عنها.. فلا معنى لجامعة بمدرجات مكتظة يغيب وسطها النقاش والحوار، لتتحول لقاعات للنسخ أو متابعة ما هو منسوخ من الدروس والبرامج.. ولا معنى لمؤسسات جامعية بدون مختبرات ومكتبات ومراجع بحث في المستوى المطلوب.. ولا معنى لجامعة بدون مطاعم وأحياء جامعية ومصحات وفضاءات للرياضة والترفيه.. ولا معنى كذلك لجامعة بدون حرمة وبدون حريات وبدون ممثلين للطلبة.. فقد حان الوقت إذن لتشكيل مجالس مناضلة للطلبة، يتداولون فيها حول مشاكلهم، ويقررون داخلها ما هو الرد المطلوب تجاه هذه الأوضاع المزرية، ويختارون من ضمنها من يمثلهم من الطلبة ومن يقود معاركهم وحواراتهم..الخ
بهذه المنهجية وعلى أساسها سنعيد للاتحاد حضوره الرمزي والملموس، وسنحافظ على تراثه النضالي كممثل للطلبة وكمدافع أمين عن مصالحهم المادية والمعنوية.. فالفرصة سانحة الآن أمام هذا الاندفاع الجماهيري الرهيب، حيث لا مجال للتمادي في نهج الإقصاء والانعزال، على حساب الإشراك واستقطاب أوسع قاعدة جماهيرية لمصلحة الحراك ومطالب الحراك.. إذ لا بد أن تظل الأيادي ممدودة وجسور التنسيق والحوار قائمة بين جميع مكونات الصف الديمقراطي والتقدمي وبين كافة النشطاء الطلبة عموما، حتى تبقى جدوة النضال والمقاومة مشتعلة دائما وأبدا، رغم ما يكون هناك من خلافات وتمايزات في تصورات الفصائل الطلابية حول قضايا فكرية وسياسية ذات أبعاد إستراتيجية مرتبطة بتغيير النظام.. إلا أن الأوضاع الجامعية المتدهورة تتطلب تحركات عاجلة مسنودة بقاعدة جماهيرية واسعة تضع في أولوياتها المطالب المادية والمعنوية للطلبة، دون أن تحصرها في مستواها الخبزي، ودون أن تمنع النقاش الفكري والسياسي الذي لا بد أ يستمر داخل حلقات النقاش الطلابية الواسعة واخل الندوات والأسابيع الثقافية والنضالية بكل نضج ومسؤولية تحترم فيه جميع الأفكار والمواقف المتصارعة.
مصطفى بنصالح
22 اكتوبر 2019
#مصطفى_بنصالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟