احمد حسن عمر
(Dr.ahmed Hassan Omar)
الحوار المتمدن-العدد: 6387 - 2019 / 10 / 22 - 19:34
المحور:
الادارة و الاقتصاد
التحول الرقمي نقلة نوعية للتحرر من البيروقراطية والفساد الإداري (الجزء الثالث)
اعداد
الدكتور/أحمد حسن عمر
التحول الرقمي ضرورة في تحسين كفاءة المؤسسات
أصبح التحول الرقمي من الضروريات بالنسبة لكافة المؤسسات والهيئات التي تسعى إلى التطوير وتحسين خدماتها وتسهيل وصولها للمستفيدين، والتحول الرقمي لا يعني فقط تطبيق التكنولوجيا داخل المؤسسة بل هو برنامج شامل كامل يمس المؤسسة ويمس طريقة وأسلوب عملها داخلياً من خلال تقديم الخدمات للجمهور المستهدف لتسهيل وتسريع، كما يسهم التحول الرقمي في ربط القطاعات الحكومية أو الخاصة ببعضها بحيث يمكن أنجاز الأعمال المشتركة بمرونة، وقد أصبحت الضرورة اكثر الحاحا لتحول المؤسسة رقمياً، ويرجع ذلك إلى التطور المتسارع في استخدام وسائل وأدوات تكنولوجيا المعلومات في كافة مناحي الحياة سواء كانت متعلقة بالمعاملات مع القطاع الحكومي أو القطاع الخاص أو كانت تخص الأفراد. لذلك فهناك ضغوط من كافة شرائح المجتمع على المؤسسات والهيئات والشركات لتحسين خدماتها واتاحتها على كافة القنوات الرقمية.
التحول الرقمى والاستثمار
ارتفاع حجم الاستثمارات فى قطاع الاتصالات بنسبة 22,9%، ليصل إلى 35,4 مليار جنيه خلال عام 2018/2019، مقارنة بـ 28,8 مليار جنيه خلال عام 2017/2018، وكذلك ارتفع عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر بنسبة 7,9%، ليصل إلى 40,9 مليون مستخدم عام 2018/2019، مقارنة بـ 37.9 مليون مستخدم خلال عام 2017/ 2018، فضلاً عن زيادة عدد مشتركى الإنترنت عن طريق الهاتف المحمول بنسبة 15,7%، لتصل 36.2 مليون مشترك في مايو 2019، مقارنة بـ 31.3 مليون مشترك في مايو 2018، فى حين بلغت قيمة صادرات الخدمات الرقمية 3,6 مليار دولار خلال عام 2018/2019، ومن المتوقع أن تنمو صادرات القطاع بمعدل سنوى مركب نسبته 13,4% ليصل إلى 4,7 مليار دولار بحلول عام 2020 وفقاً لمؤسسة IDC البحثية العالمية.
جهود الدولة فى التحول الرقمى
تسعى مصر إلى اللحاق بركب الميكنة والرقمنة من خلال تقليل الاعتماد على الورقيات وإحلال التكنولوجيا بدلا منها، الأمر الذي سيؤدي إلى تقليل استخدام النقود، وتحويل كل تعاملات المواطن المصري إلى كود رقمي لربط بكافة تعاملاته النقدية كالفواتير الحكومية، ورقم السيارة والمسكن .....الخ.
ونشرت وزارة المالية 15 ألف ماكينة في جميع المواقع الحكومية، وربطها بمركز الدفع والتحصيل الإلكتروني بوزارة المالية، وانتهت بناء قواعد البيانات المالية لبعض الجهات الحكومية المختلفة، والتي تمكن المواطنين من الدفع مباشرة من خلال حساباتهم المصرفية للخدمات العامة.
ووفقا لتقرير وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري بلغ إجمالي عدد المراكز التكنولوجية لخدمات المواطنين بالأحياء والمدن بلغ ٣١٢ مركز تم تطوير ٢٢٥ منهم لتوفير ١٢٠ خدمة بمنافذهم إلي جانب تطوير ٢٨ مكتب شهر عقاري علي الإصدار الأول و١٤ مكتب علي الإصدار الثاني و٨٩ مكتب شرطة من إجمالي ٣٦٧ وتطوير كامل وحدات المرور والبالغ عددها ١٩٦ وحدة.
كما تم تطوير كامل لنيابات المرور البالغ عددها ٢٣٩ نيابة ومكاتب السجل التجاري البالغة ٩٣ مكتب إلي جانب تطوير كل مكاتب الصحة والبالغة ٤٦٦٦ مكتب فضلاً عن تطوير ٩٩ محكمة و ٢٤ قسم طب شرعى.
كما تم تحول رقمى شامل بمحافظة بورسعيد والتى سجلت تطوير شامل وكامل لكل الجهات بها، حيث تم تطوير 21 مكتب صحة وكل نيابات المرور إلى جانب تطوير مكاتب السجل التجارى والمحاكم والطب الشرعى، فضلًا عن تسجيل الأحكام فى النيابة وتطوير أقسام الشرطة ومكاتب الشهر العقارى مع تطوير 6 مراكز تكنولوجية لخدمة المواطنين بالمحافظة.
وبدأت وزارة المالية تطبيق منظومة الدفع غير النقدي، وذلك القرار يتيح للمواطنين سداد المستحقات المالية الحكومية بما فيها الضرائب والرسوم الجمركية بما يزيد على 500 جنيه بإحدى الوسائل الإلكترونية (كروت المرتبات أو كروت الحسابات البنكية أو الكروت مسبقة الدفع أو كروت الائتمان أو عن طريق الإنترنت أونلاين)، مع إتاحة سداد ما دون هذا المبلغ بوسائل الدفع الأخرى، وفيما يزيد على 10 آلاف جنيه سيتم سداده من خلال فروع البنوك العاملة بالسوق المصرفية المصري.
كما يعمل قطاع الاتصالات على إعداد منظومة تكنولوجية متكاملة تتوافق مع خطة الدولة، وتمثل هذه المنظومة طفرة في إعادة هيكلة القطاع التجاري في مصر بالكامل، بحيث يجري على أساسها تحرير كافة المعلومات التجارية وربط المنتج بالتاجر بالمستهلك، تشجيعًا للمجتمع المصرى على التحول من سياسة التعامل النقدي إلى التعامل غير النقدى عبر الدفع الإلكترونى.
وأطلقت وزارة الكهرباء، مشروع التحصيل الإلكترونى للفواتير، على مستوى جميع شركات توزيع الكهرباء، حيث يتم تيسير الخدمة بالنسبة للمشتركين بزيادة منافذ الدفع الإلكترونى وانتشارها وقربها من المشترك فى جميع أنحاء الجمهورية، كما أنها تعمل على مدار الساعة دون التقيد بأوقات العمل الرسمية.
ومن علامات التقدم التى أحرزتها مصر فى مجال التحول الرقمى، أبرزها إعلان شركة "جوجل" عن بدء تعيين فريق عمل لها يعمل فى مكاتبها بالقاهرة، فضلاً عن تطلع الشركة للعمل بشكل أكثر قرباً مع مستخدميها وإطلاق المزيد من المبادرات في مصر، كما أعلنت شركة "أى بى أم" لتكنولوجيا المعلومات عن توسع نطاق أعمالها فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بافتتاح مركز العملاء للابتكار والصناعة ومركز خدمات التسويق للشرق الأوسط وأفريقيا فى مصر.
كما أن التنفيذ الإلكترونى للموازنة العامة للدولة خلال عام 2018/2019 قد ساهم فى ضبط وحوكمة وتعزيز الشفافية للأداء المالى للدولة، فضلاً عن إحكام الرقابة على النفقات الحكومية ورفع كفاءة الإنفاق العام، بجانب تراجع عجز الموازنة مقارنة بالمستهدف تحقيقه (المستهدف 8.4%, الفعلى 8.2%)، وأخيراً تحقيق فائض أولى بالموازنة بنسبة 2%..
حوكمة التحول الرقمى
أدى التطور السريع وازدياد حجم المعلومات الى تعقيد عملية التحكم والإفادة من التطبيقات التي انتشرت في شتى مجالات العمل وعلى جميع المستويات لتحقيق التقدم وأداء الأعمال بفعالية وكفاءة ولا يخفى ما رافق هذا التقدم من المجازفات سواء أكانت مخاطر أم فرص. وبالتزامن مع الإنتشار الواسع للتقنية ظهرت أهمية الترابط بين التقنية والحوكمة والأعمال وتم تعريف العديد من المفاهيم والمصطلحات التي تهدف إلى تطوير بيئة الأعمال وتحسينها وتكاملها. ومن أهم هذه المفاهيم الحوكمة والتحول الرقمي وإدارة المخاطر وهيكلة العمليات والإجراءات والتصميم التقني، كما ظهرت مفاهيم مجمعة مثل الحوكمة التقنية وحوكمة التحول الرقمي. وبرزت هذه المصطلحات بصورة هامة وحيوية مترافقة مع إستراتيجيات المؤسسات للتطوير والحد من المخاطر و التلاعب.
ويشمل إطار الحوكمة مجموعة العلاقات التنظيمية في المؤسسة وقوانين التدقيق والمحاسبة بالاضافة إلى توفير منظومة متكاملة من معايير قياس الاداء، وتسعى المؤسسات من خلال حوكمة عملياتها الداخلية والخارجية إلى التجانس بين مختلف وحداتها الادارية بحيث نكمل أعمال الوحدات بعضها، وتُساعد الحوكمة في ضبط منظومة المحيط التفاعلي المرتبطة مع التحول الرقمي حيث تتشابك مجموعة مركبة من المكونات الرئيسية والفرعية مثل الشركات المساندة وأنظمة الأعمال والوسائط التفاعلية بشكل مباشر أو غير مباشر لاستكمال العمليات والإجراءات، وحوكمة التحول الرقمي تضبط تأثير التغيرات المختلفة في العناصر والمكونات، كما تقدم تحليلاً كلياً للمتغيرات الناجمة عن الخصائص القابلة للتغيير والتعديل والتطور، وبهذا تشكل حوكمة التحول الرقمي طريقاً لتسهيل الأعمال بشكل يواكب التطور ويضمن توازناً بين أصحاب المصالح مع تحقيق الإستراتيجيات والأهداف بشكل متواصل مع خلق فرص واعدة.
التحول الرقمى فى التعليم ومجو الأمية
ان القرائية حق من حقوق الإنسان وقد أقر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منذ أكثر من 50 عاماً أن التربية الأساسية، التي يشكل فيها التعليم وسيلة من وسائل المعرفة المهمة، هي حق من حقوق الإنسان. ولم تثبت الجهود المبذولة حتى الآن لمحو الأمية فعاليتها على المستوى المحلى أو على المستوى الدولي. لذا يشكل هذا العقد فرصة لبذل جهد جماعي سيتخطى إطار الحملات والبرامج. أما ما يعتبر مصدر قلق أساسي فهو أن ثلثي الذين ليس لديهم نفاذ الى مهارات القرائية هم من النساء، ومحو الأمية هو مفتاح التنمية خاصة أنه يضع الناس في مسار التنمية، بالاضافة الى أن محو الأمية هو مفتاح التعلم، خاصة في عالمنا سريع التحول عالم التكنولوجيا المتغيرة والمعرفة المتزايدة.
قامت مصر بنشر استراتيجية رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، والتي يتم فيها توسيع الركيزة الثالثة الخاصة بالمعرفة والابتكار والبحث العلمي لتشمل إنتاج ونقل المعرفة بجميع أشكالها في مختلف مستويات التعليم، وآليات رعاية الشباب، ورعاية المواهب، وكذلك تشجيع الابتكار والبحث العلمي والمساهمة المعرفية الأكاديمية.
في إطار سعي وزارة التعليم العالى لتذليل العقبات أمام التحول الرقمي في مصر نفذت الوزارة شهادة تسمى “شهادة أساسيات التحول الرقمي” لحل مشكلة محو الأمية الرقمية، وهو برنامج تعليمي مدى الحياة يتألف من 12 وحدة، وحدتان منهم تغطي مهارات التواصل والعرض والتفاوض، وتغطي الوحدات الـ10 الأخرى مهارات التحول الرقمي، وتستلزم الشهادة تلقي 150 ساعة تدريبية تستمر أكثر من ستة أسابيع، تستهدف الشهادة الطلاب المسجلين في الجامعات المصرية والعاملين في القطاعات الحكومية المختلفة. كما تم إجراء تعاون مع اليابان وألمانيا لتطوير الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي لدعم بناء قدرة الذكاء الاصطناعي المصري.
وعلى صعيد التعاون بين مصر والعالم في مجال تكنولوجيا المعلومات، والذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، والإنترنت فأن مصر لديها تعاون دولي وإقليمي مع العديد من البلدان بما في ذلك المشاريع البحثية الممولة، وإرسال الباحثين للحصول على شهادات الدراسات العليا في التخصصات ذات الصلة، حيث تشجع مصر الباحثين على المشاركة في مختلف المؤتمرات الدولية المتخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات ذات الصلة.
ونظرا لأن التحول الرقمي من متطلبات بناء الدولة الحديثة , ولم تعد قضية محو الأمية قاصرة على محو أمية القراءة والكتابة , إنما تتطلب إلى جانب محو أمية القراءة والكتابة , محو الأمية الرقمية , وهذا يتطلب السباق مع الزمن في مجالات التأهيل والتدريب والتثقيف الرقمي.
ولم يعد الأمر قصرًا على جهة دون جهة , أو مجال دون مجال ، أو فن دون فن , فقد أصبح العالم كله قرية رقمية كبيرة ولا مجال للتعامل الجاد مع هذه القرية دون الدخول من باب التحول الرقمي , وكلما كانت الخطى أسرع والتقنيات أحدث كان ذلك في صالح الأفراد والمؤسسات والشعوب.
ويحسب لمصر توجهها الكبير والسريع نحو التحول الرقمي في جميع المجالات , فالتحول الرقمي يقضي على كثير من سلبيات العمل الإداري من الواسطة ، والمحسوبية ، والتعويق الممنهج ، والبيروقراطية أحيانًا أخرى, ويضع آليات وتوقيتات محددة لإنجاز الأعمال , ويسد الطريق ويغلق المنافذ أمام ضعاف النفوس الذين كانوا يتاجرون بقضاء حوائج الناس التي هي جزء لا يتجزأ من صميم عملهم .
كما إن مفهوم الثقافة قد تغير تبعا لمتغيرات ومستجدات العصر ومن هذا التغير ضرورة التعامل بجدية مع العصر الرقمي والتواصل الإلكتروني والتسويق الرقمي سواء للأفكار أم للمنتجات , وقياس أثر هذا التسويق والوقوف على أحدث التطورات في هذا العالم الذي لا غنى عن اقتحامه والتعامل معه.
على أن التحول الرقمي الذي نسعى إليه هو التحول الجاد نحو العمل والإنتاج وتقديم الخدمات بسهولة ويسر , وتسويق المنتجات فكرية أم مادية على نطاق واسع من خلال الوسائل الأكثر دقة وحداثة وإنتاج التكنولوجيا الرقمية , لا أن نكون مجرد مستهلكين لها.
محو الأمية باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
ان التكنولوجيا الرقمية تُؤثر على كل أنشطة القطاع الحكومي وبالتالي صار محو الأمية الرقمية مطلوباً من كل موظف، وأدركت هذا التحدي دول عدة متقدمة، مثل بريطانيا وأستراليا وبادرت بوضع برامج للتعامل معه. كما أعلن وزير الحكومة الرقمية الكندي عن إطلاق أكاديمية رقمية للحكومة الفيدرالية.، ودخلت الخدمة الرقمية الكندية في شراكة مع جامعة دالهوزي لإجراء تحليل احتياجات عن التدريبات الرقمية لصالح الحكومة الاتحادية
يستخدم برنامج محو الأمية تكنولوجيا معلومات متقدمة لتحويل محتوى التعلم من دروس محو الأمية إلى برامج تعليمية بسيطة وتفاعلية تعتمد على استخدام الكمبيوتر، ويتم عرض مهارات القراءة والكتابة الأساسية من خلال أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المبتكرة المُصممة للاستخدام في الفصول الدراسية وللدراسة الذاتية. يستهدف البرنامج المرأة على وجه الخصوص، والتي تمثل أكثر من 70% من الأميين في مصر، وخاصة في المناطق الريفية النائية حيث تقف ثقافة مجتمعهم حائلاً دون مغادرة المنزل لحضور الفصول الدراسية. أنشطة التعلم في الدورة هي جزء لا يتجزأ من السياقات المألوفة في الحياة اليومية وعن طريق استخدام الصوت والموسيقى مع توظيف مناهج "الهيئة العامة لتعليم الكبار ومحو الأمية" لتشمل الموضوعات الرئيسية التي يعالجها البرنامج وهي الصحة والتعليم والحقوق السياسية والرعاية الأسرية والبيئة.
وبالتعاون مع منظمة اليونسكو ومايكروسوفت مصر وشركة نهضة مصر والجمعيات الأهلية ذات الصلة تم تحديث أسطوانات تعليمية للمناهج التقليدية التي وضعتها الهيئة العامة لتعليم الكبار للقضاء على الأمية، بما يواكب أحدث التقنيات وبما يراعي توصيات العلوم السلوكية لتتماشي مع أهداف رؤية مصر 2030. كما يتم بناء قدرات المدربين والميسرين للاستفادة من أحدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطبيقاتها في فصول محو الأمية.
كما يستخدم التابليوتر وهي مائدة مستديرة خشبية تقليدية مع مقعد أرضي تقليدي ومعروفة في مصر باسم "الطبلية" يتم تزويدها بجهاز الكمبيوتر، والكمبيوتر هو وحدة معالجة مركزية واحدة تدير أربع شاشات وتخدم أربعة مستخدمين مستقلين ومختلفين، ويتم تزويد كل مستخدم بلوحة مفاتيح، وماوس وكارت الصوت، وتوفر الطبلية للمجتمعات المحلية، ولا سيما الإناث، فرصة فريدة للوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجتمع ذات تقاليد معينة، وذلك لعبور الفجوة الرقمية ومحو الأمية.
تعليم الكبار والتحول الرقمى
تخضع المجتمعات المتقدمة إلى عملية رقمنة مستمرة، في حين يواجه كبار السن صعوبات جمة في مواكبة هذا التطور، لكونهم لا يفقهون آليات الانترنت، وتسعى بعض المعاهد لتقديم دورات تأهيل متخصصة لمحو "الأمية الرقمية" لدى هذه الفئة.
عقبات أمام كبار السن
أول تلك العقبات تتجلى ليس فقط في استخدام أجهزة جديدة مثل الفأرة ولوحة التحكم وغيرها، ولكن أيضا في تعلم مصطلحات جديدة، بل ولغة جديدة أضحت تعرف مجازا بلغة الانترنت، والتي أصبحت متداولة بشكل واسع. كما أن اللغة الإنجليزية تشكل عائقا مهما أمام كبار السن، إذ هناك مصطلحات ومفردات كثيرة لم يتعلمها هؤلاء
ومن التحديات الأخرى التي تحول دون استخدام كبار السن للانترنت، الاعتقاد السائدة على المستوى الشعبي بأن الانترنت وسيلة اتصال مخصصة للشباب وفي هذا الإطار فأن هناك إيمان راسخ لدى المسنين، بأنهم غير مؤهلين لولوج العالم الرقمي.
وفي حقيقة الأمر أصبحت الحياة اليوم مرقمنة، ومن لا يستطيع اللحاق بركبها، فإنه يُهمش. وفي هذا الإطار بات الحديث داخل الأوساط العلمية عن ما يمسى "الانقسام الرقمي" أو "الفجوة رقمية" داخل المجتمع. بمعنى أن فئة المتقدين سنا لا يستطيعون اللحاق بعملية التطور الرقمية المتسارعة في وقتنا الحاضر. ومن ثم يجب العمل على تقليص الفجوة بين مختلف أطياف المجتمع من خلال تشجيع المسنين وهدم الأفكار المسبقة وكذا خلق فرص متساوية للجميع.
الخلاصة
ومن ثم فأن التحول الرقمي في المدفوعات يمثل نهاية "لعصر الكاش" في مصر، بكل ما يحمله من فساد وتعطيل لمصالح المواطنين، حيث تم تفعيل قانون "تنظيم وسائل الدفع غير النقدي" الذي يعد مؤشرا بدخول الدولة الإلكترونية ومقوماتها الدفع الإلكتروني.
كما بات التحول الرقمي من الضروريات لكافة المؤسسات والهيئات التي تسعى إلى التطوير وتحسين خدماتها وتسهيل وصولها للمستفيدين، و الرقمي لا يعني التحول تطبيق التكنولوجيا داخل المؤسسة فقط بل هو برنامج شمولي يشمل كامل المؤسسة ويلامس طريقة وأسلوب عملها داخليا وأيضا كيفية تقديم الخدمات للجمهور المستهدف لجعل الخدمات تتم بشكل أسهل وأسرع.
ويمكن القول إن منظومة التحول الرقمي التي هي من صُنع الانسانِ للإنسان، دليل على التقدم والتطور الإنساني، و لا تنقص مصر القدرة أو الإمكانات على التحول الرقمى الكامل، ورغم أنَّها قد قطعت شوطاً فى تنفيذ استراتيجية التحول الرقمى إلا أنها لا زلت تخطو ببطء شديد فى هذا المجال ، كما ان التحول الرقمي يوفر فرصاً ضخمة للمؤسسات الحكومية والشركات الخاصة على مختلف الجوانب، من أهمها تحقيق أهداف المؤسسات والوصول بها لرؤيتها الإستراتيجية بإمكانيات أقل من المهدرة ما قبل التحول الرقمي، وسيساعد المؤسسات على تحسين مسارها الصناعي واسخدام موادها بكفاءة أعلى وأمثل، وسيتيح فرصا أكبر بعد فتح الحوار بين القطاعين العام والخاص والشراكة بينهما بالتعاون مع كل الوزارات، كما ان الوعي بحتمية هذه النقلة والعمل بصفة جماعية يساهم بشكل رئيسي في نمو هذه القطاعات وازدهارها والتي ستنعكس إيجابا على تقدم مصر لتكون أكثر إدراكاً ومرونة في العمل وقدرة على التنبؤ والتخطيط للمستقبل,
و"التحول الرقمي الناجح مفهوم شامل يعتمد منهجية عمل تساعد منظمات الأعمال على الاستجابة للتطورات بسرعة وكفاءة، وتعتمد أسلوب عمل يسرع من قدرات تطوير الأفكار لتحويلها إلى حلول مبتكرة باعتيار أن التقنية وسيلة وتطوير الأداء غاية، كما ان "التحول الرقمي يُعتبر جيداً في أي منظمة، إذا طُبّق على أساس تقني كما يقضي التحول الرقمي على كثير من سلبيات العمل الإداري من الواسطة ، والمحسوبية ، وتعكيل العمل الممنهج والبيروقراطية، وعنليات غسيل الأموال والأرهاب ...الخ, ويضع آليات وتوقيتات محددة لإنجاز الأعمال , ويسد الطريق ويغلق المنافذ أمام ضعاف النفوس الذين يتاجرون بقضاء حوائج الناس التي هي جزء لا يتجزأ من صميم عملهم، ولكن قد يقع البعض فى اخطاء التجول الرقمى مثل التركيز على اكتساب التكنولوجيا بدلاً من استخدامها، ومطالبة كل قسم بالتحول الرقمي كل على حدة دون العمل على التحول الرقمي في إطار متكامل ومتناسق، وأخيراً التركيز على استحداث الميزات دون النظر إلى مدى رغبة العملاء أو مدى تناسبها مع خبراتهم وقدراتهم.
ويرتبط مفهوم التحول الرقمى لدى المجتمع باستخدام التكنولوجيا، والأصل فى الأمور هو القيام بضبط الإجراءات المتعلقة بأداء الخدمات الحكومية كخطوة ضرورية لنجاح عملية التحول الرقمي، فالتكنولوجيا ليست هدفًا فى حد ذاتها، ولكنها وسيلة يجب استخدامها بكفاءة لتحقيق أهداف محددة، كما أن التحول الرقمى مفهوم أشمل وأعم من مجرد القيام بعمليات الميكنة.
#احمد_حسن_عمر (هاشتاغ)
Dr.ahmed_Hassan_Omar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
