مهند طلال الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 6386 - 2019 / 10 / 21 - 09:57
المحور:
سيرة ذاتية
(١)
في حياة الشعوب وتجاربها هناك ممارسات كارثية ومغامرات غامضة تقع فيها القيادة؛ بحيث تشكل بعض قراراتها في حينه نكوص عن الحلم وتراجع عن المشروع الوطني، وقد تسب وتشتم وتقذف بأبشع انواع التهم، لكن ما يتضح مع مرور الايام سيثبت ان ما حصل قد يكون مصيبة، لكن عدم حصوله في وقتها قد يكون المصيبة الاكبر.
في حياتنا المزدحمة والتي يتربص بها الكثيرون هناك نهارات كثيرة تغادرك وقد فاتك القطار، وقد ينتابك الحزن والالم والغم الشديد، قد تُفصل من العمل مع ساعات الصباح الاولى لتأخرك ذالك اليوم لعدة دقائق وعدم لحاقك بالقطار المنطلق رغما عن ارادتك، فتجزع وتغضب، وقد تدمع وتبكي لانقطاعك عن العمل وغياب مصدر رزقك الوحيد، لكن مع مرور ساعات ذالك النهار ومجيئها محملة بالاخبار التي تفيد بأن القطار الذي غادر بميعاده لم يصل لمبتغاه، لا بل اكثر من ذلك، حين تعلم بأن القطار انحرف عن مساره واصطدم بآخر واندلعت النيران فيه وتسببت باحتراق كل من فيه ...
ليس هذا وحسب بل تواردت الانباء التي تفيد بتأخر طواقم الاسعاف والاطفاء عن تلبية نداء الاستغاثة لاسباب عديدة كان اهمها عدم وجود الوقود في خزاناتها...
وعند تجهز طواقم الاطفاء وانطلاقهم للاسعاف واطفاء الحريق جائهم نداء استغاثة عاجل استدعى تحويل وجهتهم نحو امر جلل، اذ كانت النيران والانفجارات بدأت بالوصول الى مكان العمل حيث كنت تنوي الذهاب وحيث كنت منذ قليل تندب حظك العاثر الذي تسبب في تأخرك عن اللحاق بالقطار...
هذا الحظ العاثر الذي رايته في ساعات الصباح ما لبث ان اصبح حظك السعيد رغم هول ما حصل ورغم فصلك من العمل وانقطاع مصدر رزقك وامور اخرى كثيرة ترتبت على ذلك ليس آخرها انك اصبحت تبيت الان في الشارع لكن الاهم من كل ذلك انك لم تمت....
يتبع...
#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟