محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ
(Mohamed Wagdy)
الحوار المتمدن-العدد: 6386 - 2019 / 10 / 21 - 00:30
المحور:
سيرة ذاتية
صابر
كان يعمل في محل جدي .
كان شابا لم يكمل العشرين بأي حال .
كان مجنداً وفي أجازته يعود للعمل
ولا ينسى أن يدللنا أنا وأختي فنركب أمامه في صندوق الدراجة فننتظر لأجل ذلك أجازته بفارغ الصبر .
ذات مرة طال انتظارنا له فلم يعد .
ولما سالنا قالوا لنا : استشهد في التدريبات
*****
عم إبراهيم وشهرته " دورق "
كان بشكارا
وكلما أراد أبي أو أحد أعمامي أن يذبح في بيت العائلة يستدعي عم دورق .
كان ماهرا بارعا رغم عرج رجله الظاهر، وكانت أمي توصيه على " لبن المنفحة " .
فقد كانت تستخدمها بصورة عجيبة مع الدم والدشيش لتسمين طيورها .
كنا مشاكسين ولا يخلو يومه من معاكساتنا له .
واحتفى فجأة هو الآخر
ولما سالت قالوا : مات
لم أكن أفهم.
فقط عرفت وفهمت أن الموت هذا يمنع عني أحبتي ويحرمني من فرحي ومرحي، وتمنيت أن أقابل هذا الموت وأوبخه وأسر له بغيظي وكرهي له .
الآن
وقد فرق الموت بيني وبين أحبتي جميعا
فأنا أدعوه لجمع شملي بمن فارقت
عيون أمي الحالمة
حضن أبي الدافئ
قبلة جدتي المفرحة
الآن أدعوه لينقلني لموضع أحبتي
علي أعود لمرح طفولتي
فأركب الدراجة مع صابر
وأشاكس عم " دورق "
وأتوه في عيني أمي
ثم أتدثر بحضن أبي وشفاه جدتي تغمر وجهي بقبلاتها المغردة .
أدعوه أن يجي لئلا أظل كما أصبحت الآن بعد أن ذهب أحبتي :
( كالسيف فردا )
#محمد_وجدي (هاشتاغ)
Mohamed_Wagdy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟