أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالرزاق الصافي - الفتنة الطائفية في‮ ‬العراق















المزيد.....

الفتنة الطائفية في‮ ‬العراق


عبدالرزاق الصافي

الحوار المتمدن-العدد: 1556 - 2006 / 5 / 20 - 10:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد كان مرعبا ما اعلنه الرئيس جلال طالباني‮ ‬الاسبوع الماضي‮ ‬من ان ضحايا العنف الطائفي،‮ ‬والقتل على الهوية بلغ‮ ‬عددهم في‮ ‬الشهر الماضي،‮ ‬وفي‮ ‬بغداد وحدها ما‮ ‬يزيد على الالف ضحية‮!‬
ولم‮ ‬يقتصر انتماء الضحايا على طائفة واحدة،‮ ‬سواء كانوا من الشيعة او السنة،‮ ‬ولم‮ ‬يخلُ‮ ‬هذا العدد من ضحايا قتلوا،‮ ‬او اجبروا على ترك منازلهم في‮ ‬عمليات‮ »‬تطهير‮« ‬لمناطق واحياء على اساس سياسي،‮ ‬اذ أجبرت عوائل سنية على ترك مساكنها في‮ ‬مناطق اراد متطرفون سنة،‮ ‬من معادي‮ ‬العملية السياسية،‮ ‬جعلها مغلقة لهم‮.‬
وهذه ممارسة سبق للبعثيين ان قاموا بها في‮ ‬اوائل ستينات القرن الماضي‮ ‬تمهيداً‮ ‬لانقلابهم المشؤوم في‮ ٨ ‬فبراير ‮٣٦٩١ ‬ضد حكم الشهيد الزعيم عبدالكريم قاسم،‮ ‬في‮ ‬الموصل،‮ ‬وفي‮ ‬الاعظمية واماكن اخرى،‮ ‬وكانت‮ ‬يومذاك،‮ ‬اي‮ ‬ممارسة‮ »‬التطهير‮«‬،‮ ‬تتم على اساس سياسي‮ ‬صرف‮.‬
ان عوامل الاحتقان الطائفي‮ ‬حاليا في‮ ‬العراق ليست بنت اليوم فقط،‮ ‬اذ تمتد جذورها الى التمييز الطائفي‮ ‬الذي‮ ‬جرت ممارسته ضد الشيعة منذ قيام الدولة العراقية الحديثة في‮ ‬عشرينات القرن الماضي‮. ‬هذا التمييز الذي‮ ‬بلغ‮ ‬حدا كبيرا من البشاعة والشناعة في‮ ‬عهد نظام صدام الدكتاتوري‮ ‬المنهار‮. ‬اذ جرى تهجير مايزيد على النصف مليون شيعي‮ ‬من العرب والكرد الفيليين بذريعة التبعية الايرانية،‮ ‬وجرى الطعن بعروبة العرب منهم في‮ ‬اعقاب انتفاضة مارس عام ‮١٩٩١‬،‮ ‬وبلغت الوقاحة بجريدة بابل التي‮ ‬كان‮ ‬يديرها عدي‮ ‬صدام حسين ان اتهمتهم بانهم‮ »‬اولاد زنا‮«.‬
وكان من الممكن ان تطوى صفحة التمييز الطائفي،‮ ‬وان‮ ‬يتم تغليب الانتماء الوطني‮ ‬العام لولا ما دأبت عليه الادارة الامريكية،‮ ‬قبل اسقاط نظام صدام حسين وبعده،‮ ‬على تصنيف العراقيين على اساس انهم سنة وشيعة واكراد‮!‬
هذا التصنيف الذي‮ ‬لم تتصد له‮ ‬غالبية القوى التي‮ ‬انخرطت في‮ ‬العملية السياسية السلمية لبناء العراق الجديد،‮ ‬مع الاسف الشديد،‮ ‬شيعة وسنة واكراد‮.‬
وعلى اساس هذا التصنيف،‮ ‬وانطلاقا منه،‮ ‬جرى تشكيل مجلس الحكم الانتقالي‮ ‬المنحل،‮ ‬والحكومتين اللتين تشكلتا بعده،‮ ‬والانتخابات التي‮ ‬جرت في‮ ٠٣/١/٥٠٠٢ ‬و‮٥١/٢١/٥٠٠٢.‬
وقد استثار بروز الاحزاب الشيعية على ساحة العمل السياسي‮ ‬وفي‮ ‬الحكومة،‮ ‬بقوة،‮ ‬ردود فعل لاتتسم بالحكمة وبعد النظر من قبل بعض الاوساط العربية السنية النافذة،‮ ‬حكومية وشعبية،‮ ‬في‮ ‬الداخل والخارج،‮ ‬متناسين ان هذا البروز هو نتيجة طبيعية لزوال كابوس النظام الدكتاتوري،‮ ‬مما عانته القوى الديمقراطية العلمانية،‮ ‬التي‮ ‬ترفض التصنيف الطائفي،‮ ‬في‮ ‬ظل ذلك الكابوس‮.‬
مما زاد الطين بله ان الارهابيين والتكفيريين وانصار النظام المنهار،‮ ‬الذين‮ ‬يعادون العملية السياسية السلمية،‮ ‬ولا‮ ‬يريدون للشعب العراقي‮ ‬ان‮ ‬يتمتع بحقوقه الديمقراطية،‮ ‬ويقيم النظام الديمقراطي‮ ‬الاتحادي‮ ‬في‮ ‬العراق،‮ ‬كل من منطلقه الخاص،‮ ‬عمدوا الى تسعير الصراعات الطائفية‮. ‬فالارهابي‮ ‬ابومصعب الزرقاوي‮ ‬اعلن‮ »‬الحرب على الشيعة‮«‬،‮ ‬وعمد هو والتكفيريون الى القتل على اساس الهوية‮.‬
وسعى انصار النظام السابق للاستفادة من ذلك،‮ ‬ومدوا لهم‮ ‬يد المساعدة بأمل تحقيق حلمهم العصفوري‮ ‬بالعودة الى الحكم‮.‬
ولما لم تفلح اعمالهم التخريبية والارهابية في‮ ‬اثارة الفتنة الطائفية في‮ ‬العراق،‮ ‬عمدوا الى ارتكاب جريمتهم الكبرى في‮ ‬تفجير مرقد الامامين العسكريين‮ »‬عليهما السلام‮« ‬في‮ ‬سامراء‮. ‬هذه الجريمة التي‮ ‬استنكرتها كل الاوساط العراقية سنية وشيعية وغيرها‮. ‬وتخلف عن ابداء الاستنكار لها من‮ ‬يزعمون انهم‮ »‬مقاومون للاحتلال‮«!‬
ولم تخل ردود بعض الاوساط الشيعية،‮ ‬ذات الوعي‮ ‬المتدني،‮ ‬من ممارسات منكرة ضد بعض المساجد والجوامع السنية هذه الممارسات التي‮ ‬زادت الاحتقان الطائفي‮.‬
وجرى استغلال حالة الفلتان الامني،‮ ‬والفراغ‮ ‬السياسي‮ ‬الناجم عن تعثر عملية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية،‮ ‬التي‮ ‬ينشدها‮ »‬الشعب‮« ‬من قبل الارهابيين والتكفيريين وانصار النظام السابق،‮ ‬والمتطرفين الجهلة في‮ ‬الطائفتين لمواصلة اعمال الارهاب والتخريب والقتل على الهوية،‮ ‬فكانت هذه النتيجة المكربة،‮ ‬وهي‮ ‬سقوط ما‮ ‬يزيد على الالف ضحية في‮ ‬شهر واحد،‮ ‬وفي‮ ‬بغداد وحدها‮!‬
ان هذا الواقع المؤلم‮ ‬يلقي‮ ‬على النخب السياسية،‮ ‬وخصوصاً‮ ‬تلك التي‮ ‬فازت بغالبية المقاعد في‮ ‬المجلس النيابي،‮ ‬مسؤولية الارتفاع الى مستوى الحدث،‮ ‬والاسراع في‮ ‬تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وتعبئة كل الجهود من اجل استعادة الامن والاستقرار،‮ ‬بوضع حد لاعمال الارهاب والتخريب والتطهير الطائفي‮ ‬والقتل على الهوية وتجنيب الوطن والشعب الكارثة المحرقة‮.‬
وينبغي‮ ‬ان تسهم في‮ ‬التصدي‮ ‬لهذه الممارسات،‮ ‬بحزم اكبر،‮ ‬المراجع الدينية،‮ ‬شيعية وسنية،‮ ‬والمثقفون والصحف الوطنية،‮ ‬وكل من‮ ‬يعز عليه أمن الوطن والمواطن،‮ ‬ومستقبل العراق‮.



#عبدالرزاق_الصافي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية إسلامية أم ديمقراطية؟
- مصالحة وطنية.. نعم.. ولكن مع مَنْ وكيف؟


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالرزاق الصافي - الفتنة الطائفية في‮ ‬العراق