أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبراهيم جركس - فلسفة العَبَث [الحلقة الأولى]















المزيد.....

فلسفة العَبَث [الحلقة الأولى]


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 6385 - 2019 / 10 / 20 - 03:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فلسفة العَبَث [الحلقة الأولى]

[1] منذ اللحظة التي يتمّ فيها إدراك اللاجدوى [العَبَث]، تصبح انفعالاً، أشَدّ الانفعالات إزعاجاً، ولكن سواء كان المرء يستطيع أن يعيش مع انفعالاته أم لا، سواء كان يستطيع أن يتقبّل قانونها أم لا، ذلك القانون الذي يحرق القلب، الذي تسمو به تلك الانفعالات، الجواب على ذلك هو الجواب على السؤال كله)) [أسطورة سيزيف، ألبير كامو، ترجمة زكي أنيس حسن، صـ31]
----------------------------------------
[2] يقول ألبير كامو في معرض تقديمه لكتابه أسطورة سيزيف: الجميع يعلم أنّ الآلهة قد ابتلت فرنسا بنزاعات لاتنتهي: ثورات، حركات عصيان مسلح، مقاومة، صراع من أجل الحرية وانتزاعها من أيدي طغاة تسلّطوا عليها متعاقبين، والتي سقطت لاحقاً في أيدي طغاة لاحقين بفعل ثقلها الخاص. لذلك ارتأت الآلهة _وهي محقّة في ذلك_ أن أسوأ عقاب يمكنها إنزاله على البشر يتمثّل في توريطهم في صراعات ونزاعات عبثية غير مجدية. وفي الوقت الذي اجتاحت فيه القوات النازية فرنسا، كان الفرنسيون قد خاضوا عدّة ثورات ضدّ قادة وزعماء كانوا قد وعدوا الشعب بتحقيق الاستقرار وتحسين نوعية الحياة التي طالما حلم بها الشعب. إلا أنّ الثورة الفرنسية قد خلعت ملوكهم عن عروشها وقطعت رؤوسهم بالمقصلة. كما أنّها انخرطت في نشاطات كولونيالية استعمارية في القرن التاسع عشر، واستمرت على هذا المنوال حتى القرن العشرين. ومن ضواحي إحدى مستعمراتها البعيدة، الجزائر، خرج إلينا الفيلسون والأديب الرائع ألبير كامو. ربما كانت الطبقة التي تنتمي إليها عائلته هي التي منحته منظور الطبقات المسحوقة، فعندما عبرت القوات الألمانية النازية الأراضي الفرنسية، لم يذهل كامو بالقيود التي فُرِضَت على الحقوق، والدمار الذي لَحِقَ بالتراث والحريات، وفقدان الهوية، ورهاب الروتين اليومي القسري، والخوف الذي انتاب الإنسان عند معرفته بأنّه مراقب دون أن يدري مدى شدّة وقوّة هذه الرقابة، غريب كيف احتفظ كامو بسلامة عقله. إنّ فلسفته _العبثية/المحال/اللاجدوى_ تنصّ بأنّ فقدان الاستقرار، والتركيز، وانعدام الوضوح الفهم والألفة، ليست أعذاراً تخوّل المرء أن يخون نفسه أو يستسلم للعدمية والانتحار. مرةً أخرى، انقلبت حيوات الفرنسيين رأساً على عقب، تاركةً إياهم بدون أي شعور بالمعنى أو الهدف أو الغاية، أي بدون أمل بالغد، بدون أي سبب للوجود. لقد نظروا إلى وطنهم بنفس الطريقة التي توقع بها فريدريك نيتشه أنّ الناس سيحزنون على موت الله. أظهر كامو لأمّته أنه لا يوجد عذر يبرّر الانتحار، بالمعنى المجازي أو أي معنى آخر، وأنّهم وحدهم مسؤولون عن أفعالهم وأقدارهم. فمثل هذه الأمور لايمكن أن يعلّقوها طغاتهم أو مضطهديهم.
كانت فلسفة كامو العبثية ابنة لحظتها وزمانها. ومع تكرار الحلقة، هُزِمَ النازيون واستعاد الفرنسيون حياتهم. لكنّ كامو لم يتخلّ عن فلسفته _الإنسان دائماً يعثر لنفسه على عبء ليلقي به على كاهله، لكنّ الزمن كان قد تغيّر. وتابع كامو قائلاً "أنني أرى أننا في هذا اليوم غير المعقول وعصر مابعد الحداثة العبثية حيث تتمركز قيمنا وتتمحور حول النزعة الاستهلاكية بدلاً من النضال من أجل التقاليد او ضدّها"، فنحن مرّةً أخرى، نشعر بانعدام الاستقرار في مساعينا الفكرية، ولايوجد سبب للمضي قُدُماً ضمن مجرّدات ومفاهيم الحياة الإنسانية، فإنّ كلمات كامو تضرب وتراً حساساً مرةً اخرى. إنّ إدراكنا للعبث ليس خطأً، إدراكنا للعبثية الفلسفية/أو المحال الفلسفي ليس شيئاً مضلّلاً، إنما أسيء التعامل معه.
-----------------------------------------
[3] يمكن تعريف الفلسفة الغربية بأكملها على أنّها بحث عن مصدر للمعنى وفقاً للعلاقات المتعالية.
أول جانب ميتافيزيقي واسع النطاق للفلسفة الغربية كان يتمثّل في أسطورة الكهف الرمزية لأفلاطون، حيث هناك الشيء وظلّه يمثّلات هذه العلاقة الميتافيزيقية المتعالية. في الظلال، يتعرّف أفلاطون على العالم الظاهري، عالم النواقص والأشياء غير المثالية. وفي الشيء، يرى أفلاطون مايعرض العالم الظاهري الذي يمثّل الأشكال المثالية الكاملة لذلك العالم. على سبيل المثال، قد نقول أنّ النعجة دولّي "نعجة"، ولكن لأنّ النعاج ليست كلها كدولّي، فشكل دولّي ليس كاملاً أو مثالياً. طبعاً، لم يسبق أن رأى أياً منّا النموذج المثالي للنعجة، لكنّ أفلاطون يجادل بأنّنا قادرون على استخدام كلمة مثل "نعجة" وفهمها بسبب هذه العلاقة. إنّ الأشياء الناقصة الموجودة في هذا العالم ماهي إلا "تصوّرات" للنموذج المثالي، جميع النعاج في العالم، مثلاً، أشكال ناقصة ونسخ معيوبة عن نموذج النعجة المثالي. هذه العلاقة بين الشيء الذي يسعى إلى التعالي وما يسعى للتعالي عنه يسمّى بالعلاقة المتعالية.
لا عجب _وليس هذا من قبيل المصادفة_ أنّ الفلاسفة قد حوّلوا اهتمامهم شطر اللغة لإيجاد تفسيرات للطريقة التي نفكّر بها، وكيف نحصّل معرفتنا، وكيف نتفاعل مع بعضنا البعض. هل هي مصادفة أننا طوال تاريخ الفلسفة قد وصفنا الأشياء، وكيفية معرفتنا بها وفهمنا إياها عن طريق علاقات التعالي أيضاً؟ الطريقة التي نتعلّم بها لغة ما تتشابه كثيراً _إن لم تماثلها تماماً_ مع كيفية تعلّمنا أي شيء آخر. فالكلمة ومعناها يشكّلان علاقة متعالية. المعنى (المدلول) يمكّل الكلمة (الدال/الإشارة/الرمز). فمثلاً، كلمة "كلب" تستمدّ معناها من كلب حقيقي، موجود فعلياً، قد يكون جالساً قبالتنا، أو قد تكون لدينا فكرة عن كلب "قد" يكون جالساً أمامنا. هذه العلاقة ليست بالعلاقة الماورائية بمعنى أنّ الإله يعرض خيره على العالم، إلا أنه مثال رئيسي عن علاقة متعالية من نوع آخر. علاوة على ذلك، إنّ العلاقة المتعالية هي علاقة ميتافيزيقية، بنية إدراكية-معرفية، أو وجهة نظر. فالكلب والكلمة الدالة عليه يبدو أكثر طبيعية ضمن سياقهما المتعالي، لكنّ العلاقة بين كلمة وشيء ما أو فكرة ما هي علاقة متعالية مع ذلك.
----------------------------------------------
[4] نحن نريد تصديق أسطورة الواقع. لا أحد منا يريد إدراك حقيقة أنّ كل ماهو هناك مجرّد تصوّرات ومفاهيم، وجهات نظر. لا أحد منا يدري ما الذي سيفعله بهذه الحقيقة عند إدراكها. لا أحد منّا يريد مواجهة حقيقة أنّ الواقع لا يتطابق أو يتناسب مع توقّعاتنا وتصوّراتنا. لاأحد منّا يريد التصالح مع المدى الذي يحدّ فيه الإدراك من آمالنا بالواقع.
---------------------------------------
[5] يجادل فريدريك نيتشه في كتابه "غسق الأوثان" أن أنظمة الفكر التي نخلقها تنبثق عن رغباتنا وأمانينا، إمّا عن طريق الاعتناق أو الكبت، وإنّ رغباتنا وأمانينا مصاغة من خلال حواسّنا ونزعاتنا الغريزية. إنّ أصل الرغبات ومنشأها غير عقلاني إطلاقاً، كما أنّ الطبيعة غير عقلانية أيضاً. ليس أنّها غير مرغوبة أو مُهمَلَة أو أنّ شيئاً ما خاطئ فينا، بل ببساطة لأنّ عقلنا يقوم على اللاعقل، منظومتنا الفكرية التي تتمحور حول المعنى والغاية والعدالة والمنطق والحقيقة، جميعها تنبثق عن هذه اللاعقلانية. لايمكننا إدخال الرغبات الغريزية والحواس ضمن منظومة عقلانية ما لأنّها لتخضع للعقل ببساطة. إنّ حالتنا المتنوّرة ومكانتنا الرفيعة كوننا نمتلك القدرة على التفكير والتأمّل الذاتي ليست هي مايدفعنا لأداء الأفعال واسلوكيات التي تصوغ حياتنا. لكنّ مكانتنا وشعورنا بالعظمة والأهمية هي التي تدفعنا إلى التفكير بأنّ حياتنا تنطوي على معنى أو غاية، كما أنّنا نحاول طمس بربريتنا ونوازعنا الوحشية البدائية وتزيينها تحت غطاء مختلف أشكال الأنظمة والمبادئ الأخلاقية والمنطقية والعقلانية، وغيرها من المفاهيم الاصطلاحية الطنّانة.
إنّ أمَلَنا اليائس بأنّ حياتنا ستعني شيئاً في النهاية يدفعنا إلى الجروح المفتوحة التي تسمح لنا بالتدفق بحيوية ومرح من منبع تفاهتنا وانحطاطنا بأقل قدر من المقاومة. فمثلاً، شخص مسيحي عتق وقديم يعتنق مذهبه منذ فترة طويلة يواجه لحظات من العبثية والتفاهية وعدم الأهمية، قد يمعن النظر فيها ويرى جميع المسيحيين الآخرين، الذين لم يواجهوا أية مشاكل مع مشاعر التفاهة وعدم الأهمية إطلاقاً. وينظر المسيحي العتيق من جديد إلى حياة هؤلاء الآخرين ويدرك كم كانت الأمور سهلة ويقول ((لابد أنّ هذا هو الحق)). ولكن إذا كان لِزاماً على المسيحي أن يأخذ نظرة أعمق وأكثر اتساعاً وينظر عبر هذا الجرح الذي اقترفه مجتمعهم المباشر، فإنّ ثقتهم بمكانتهم وأهميتهم ستتداعى. إذا رأوا التفاهة والعبثية في ماضيهم كما يرونها في حاضرهم، إذا رأوا اللاأهمية واللاجدوى لجماعتهم كلها بالطريقة التي يرونها فيها كأفراد، سيتناقص شعورهم بالأهمية والمعنى ويختفي.
هذا الإدراك، هذا الفهم لعبثية المعنى والغاية الذي نقدّمه لأنفسنا على طبق من فضّة، هو بالضبط ما عناه نيتشه عندما قال: ((الله مات، ونحن قتلناه)). هذا لايعني بالضرورة سقوط الدين حصراً. فما يسعى إليه نيتشه هو تفكيك أي منظومة فكرية أو عقائدية أو أخلاقية تدفع الإنسان للإيمان بأنّ لديه هدف أو معنى، أي مشروع لا يؤدّى لذاته، بل على أمل تحقيق مساعي أعلى وأرفع. لأنّ آمالنا التي نعلّقها على أنفسنا عالية جداً، يخشى نيتشه من العدمية التي ستنشأ نتيجة لذلك. نعم، علينا أن نتخلّى عن كل أمل بصورة قصدية وطوعية بدلاً من فقدانه بالصدفة ورغماً عنّا. ولكي نفعل ذلك، علينا أن نجرّب أفكاراً وبدائل أخرى بقدر ما نستطيع، لا من أجل وعد ما أو أمل ما بالحصول على حواب ما لمشاكلنا ومشاغلنا، بل من أجل التجربة بحدّ ذاتها. على سبيل المثال، خلق عمل فني ما فقط من أجل عملية الخلق الفني بدلاً من مجرّد توليد شعور وهمي بالعظمة بداخلنا. وهذه العملية، بشكل أو بآخر، يطلق عليها نيتشه اسم "العلم المرح".



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجودية[15]: موت الله والدين
- أمام القانون: فرانز كافكا [قصة قصيرة]
- الوجودية[14]: المُثُل في مكانٍ آخر
- الوقت [قصة قصيرة]
- الفلسفة كأسلوب حياة[4]: محبّة الحكمة
- الفلسفة كأسلوب حياة[3]: قوّة المعتقد
- الفلسفة كأسلوب حياة[2]: الأسئلة التي ينبغي طرحها
- الفلسفة كأسلوب حياة[1]: الحياة المفحوصة
- الوجودية[13]: قتل الإله الذي يسمّونه عقلاً
- الوجودية [12]: إذا مات الله، هل تغدو الحياة بلامعنى؟
- الوجودية[11]: الوجود يسبق الماهية
- الثالوث النصيري: {المعنى علي، والاسم محمد، والباب سلمان ج2}
- الثالوث النصيري: {المعنى علي، والاسم محمد، والباب سلمان ج1}
- الشيطان [2]: روبرت غرين إنغرسول
- الشيطان [1] روبرت غرين إنغرسول
- النظام العقائدي النصيري: {ألوهية علي بن أبي طالب ج2}
- النظام العقائدي النصيري: {ألوهية علي بن أبي طالب ج1}
- عَزاء أبيقور [2]: عن الموت ومواجهة فنائنا الخاص
- عَزاء أبيقور[1]: الكائن الخالد وما يشوب الإنسان من مشاعر وعي ...
- النظام العقائدي النصيري: {مفهوم الإله ج2}


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إبراهيم جركس - فلسفة العَبَث [الحلقة الأولى]