من خرافات صاحب كتاب (حياة الحيوان الكبرى)(3)

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6384 - 2019 / 10 / 19 - 17:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الرجل الميت والافعى سوداء
قال الدميري: ((روى البيهقي في الشعب عن عبد الحميد بن محمود، قال: كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما، فأتاه رجل فقال: أقبلنا حجاجا حتى إذا كنا في الصفاح توفي صاحب لنا، فحفرنا له فإذا أسود سالخ قد أخذ اللحد كله قال: فحفرنا له قبرًا آخر فإذا أسود سالخ قد أخذ اللحد كله قال: فحفرنا له ثالثاً فإذا أسود سالخ قد أخذ اللحد كله، قال: فتركناه وأتيناك نسألك ماذا تأمرنا به؟ قال: ذاك عمله الذي كان يعمله، اذهبوا فادفنوه في بعضها فوالله لو حفرتم له الأرض كلها لوجدتم ذلك قال: فألقيناه في قبر منها. فلما قضينا سفرنا أتينا امرأته فسألناها عنه، فقالت: كان يبيع الطعام، فيأخذ قوت أهله كل يوم، ثم يخلط فيه مثله من قصب الشعير، ثم يبيعه فعذب بذلك)). (راجع الكتاب المذكور من منشورات مؤسسة الاعلمي بيروت - لبنان ط الاولى 2003 ميلادي، الجزء الاول ص 35).
التعليق:
هذه الخرافة أراد واضعها من ذلك أن يقول: إنّ الذي يغش في البضاعة التي يبيعها للناس، سوف تخرج له افعى – بعد الموت – فتنام معه في القبر، جزاء لما فعله من غش.
ونقول: إن هناك ملايين البشر الذين يغشون في البيع، بل في كل شيء، وبالخصوص في زماننا هذا فلم نرَ احدهم مات فخرجت من قبره افعى سوداء اللون ولا حتى بنية اللون؛ لماذا في ذلك الزمان تخرج الافاعي من قبور الموتى من الذين يغشون الناس في البيع، واليوم انقطعت الافاعي عن الظهور، هل ذاك الزمان يختلف عن هذا الزمان، لا سيما الذي يغشون في هذا الزمان لا يحصى له عدد اذا اردنا أن نحصيهم؟.
لكن، كما يبدو، إن هؤلاء اقصاص مولعين بل مدمنين بوضع الخرافات والاساطير والحكايات المضحكة، ليعززوا بها مواقفهم غير المعقولة المنافية للعقل والمنطق.
وانما نحن حينما نطلع على مثل هذه السفاسف هو من باب التسلية أولا، والنقد والتمحيص ثانيا، واقول هذا للذي يريد أن يقول: ولماذا تضيع وقتك الثمين بقراءة من هذه الترهات؟.

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات