أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود القبطان - انتفاضة تشرين 2019















المزيد.....

انتفاضة تشرين 2019


محمود القبطان

الحوار المتمدن-العدد: 6382 - 2019 / 10 / 17 - 03:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مقدمة..
لم تخرج ألآف من الشباب المتعطش للحرية ولرؤية مستقبله عفوياً وانما عبر تراكمات امتدت منذ 2003 وليومنا هذا.جيل جديد لم يعي بالمعني الحرفي ماكان سائداً من قبل وانما نشأ وترعرع ما بعد 2003.فلا المدارس ولا المستشفيات ولا الشوارع ولا الكهرباء ولا الماء الصالح للشرب ولا حتى نظافة مدن لم يراها,اضافة الى عدم وجود آفاق لمستقبل قريب,وبقاء نخب حزبية مسيطرة على المال والعباد من خلال قوانين انتخابية انتقائية ومواد دستور غير قابلة للتغيير من اجل البقاء في السلطة بالرغم من فشل تلك الاحزاب في ادارة الدولة لعدم كفاءة منتسبيها واهتمامهم بامور ابعد من ان تكون من اجل الوطن والشعب .
لقد استبدت الاحزاب المسيطرة على السلطة خلال 16 عام عبر قوانين المحاصصة الطائفية والقومية المقيتة وعدم الالتفات الى شعب اتعبته الحروب العبثية المتكررة وآخرها الحرب ضد الفكر المتطرف الداعشي ومجاميع الاخير احتلت ثلث اراضي العراق لاسباب كثيرة منها خذلان الجيش وانسحابه من المدن لتستلمها مجاميع داعش المجرمة مما كلّف العراق وشعبه آلاف القتلة والجرحى ولم تستطع الحكومات المتعاقبة من معاقبة المقصرين والمتخاذلين ولم يستطيع البرلمان محاسبة من اعطى الاوامر بالانسحاب وترك الاسلحة لداعش والتي كلفت الدولة مليارات الدولارات واسدل الستار على تقرير اللجنة الامنية البرلمانية والتي حددت فيه المسبب لهذه الكارثة.
انتشار الفساد في كل مؤسسات الدولة بشكل لم يكون له مثالاّ في اي دولة في العالم مع وجود موازنات انفجارية تعادل اكثر من اربع دول عربية بينهما مصر دون ان تقدم الحكومات المتعاقبة اية خدمات في كافة المجالات,انتشار البطالة والامية والفقر والذي طال كثير من الطبقات والتي حسب المعلومات من الامم المتحدة ووزارة التخطيط ان من يعيش تحت خط الفقر حوالي 30% من الشعب مما حدى بالناس بارسال اولادهم الى الشوارع بدل المدارس لكسب عيشتهم ولسد رمق عوائلهم.قال البطل جيفارا (لن ألقي بسلاحي حتى يستطيع كل اطفال العالم من شرب كأس حليب على الاقل يوميا),بينما في العراق النساء والاطفال يفتشون عن قطعة خبز في تلال النفايات وفي وقت تعيش الطبقة الطفيلية الفاسدة في بذخ مريب وسرقة اموال اجيال عديدة دون ان يرف طرف جفن لهم ويودعون اموالهم في بنوك الدول المجاورة بعد ان كانوا اقرب الى الشحاذين في الخارج.كل الاحصائيات الرصينة تقول ان 45% من الموازنة تذهب لصرفيات الرئاسات الثلاثة, فمن اين تاتي الخدمات وتوفير فرص العمل للعاطلين من كافة فئات الشعب؟
ان قانون الانتخابات المكرّس لخدمة هذه الطبقة الطفيلية الفاسدة أثّر بشكل كبير على نتائج الانتخابات اضافة الى التزوير والذي اعترف فيه الساسة الفاسدون بانفسهم ولذلك اصروا مرة تلو الاخرى على ابقاء قانون انتخابات مجحف لصالحهم وآخر ما توصلت اليه حفنة الفاسدين ان يضعوا قانون سانت ليغو الجديد لمجاس المحافظات بنسبة 1.9 لكي يبعدوا الاخرين النزيهين والكفوئين عن الوصول الى مجالس المحافظات او البرلمان بقوة لفرض ارادة الشعب في الاصلاح والتغيير والاكثر غرابة ان يصوّت لقانون انتخابات مجالس المحافظات من كان يُطالب بالتغيير لمعرفته انه يمتلك ارضية قوية دون استشارة حلفاءه مما جعل بعض التحالفات تهتز وربما تصل الى القطيعة المرجوّة.
كل هذا واكثر الهب الشارع منذ 2011 حيث تصدر التيار المدني الديمقراطي الاحتجاجات ضد الفساد ومن اجل المطالبة بالخدمات وفي ذلك الوقت ضُربت تلك التظاهرات بقسوة واعتقل العديد واستشهد اكثر من متظاهر وفي مقدمتهم اغتيل وبالكاتم الشهيد هادي المهدي.لم تتوقف التظاهرات هنا وهناك وكانت البصرة الفيحاء سبّاقة فيها كما في انتفاضة 1991 آذار فسقط الابطال وجرح العديد منهم,وعند زيارة رئيس الوزراء السابق للبصرة وعدهم ب 10000 وظيفة فوراً وبقت الوعود حبرا على ورق وكانت وعود لامتصاص نقمة الناس على السلطة. وتكررت تظاهرات البصرة العام الماضي وسقط الكثيرون من الشباب نتيجة استخدام القوة المفرطة على المتظاهرين , واتهم المتظاهرون بحرق المحافظة في حين كانوا بعيدين جدا عن بناية المحافظة وتفصلهم جدران كونكريتية لكن الفاسدون استعجلوا بحرق البناية بدأً من طابق العقود ,كما يحدث دوما في حرائق المؤسسات,قبل ان يدخلوها المتظاهرين.
اما الان فالانتفاضة اعم واشمل واشترك فيها مئات الالاف من الشباب الاعزل من اية آلة جارحة حتى,وقسما منهم خرجوا بصدورهم العارية حيث اكتفوا من وعود كاذبة لاتقدم لهم مأكلاً ولا مسكناً ولا عملاً,فسقط اكثر 200 شهيد واكثر من 6000 جريح وبعظهم توفى بسبب الاصابات او الاختناق من الغازات التي اطلقتها القوات الامنية.لم يكن شك على الاطلاق من ان القوات الامنية والقوات الغير معروفة الملثمة هي من استخدمت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه الساخنة مما تسبب بحروق في اليوم الاول.وكانت مدينة الثورة لها النصيب الاكبر من الشهداء والجرحى حيث سقط 78 شهيد من هذه المدينة الفقيرة تحديداً.وبعد الاحتجاجت العالمية اغلقت بعض القنوات الفضائية بعد تدمير اجهزتها وتهديد منتسبيها في خرق مفضوح للدستور الذي يحفظ حرية التعبير وعدم انتهاك الحريات.لايام والحكومة لا تستطيع توضيح ماجرى ويجرى والان وبعد تدخل المرجعية واشرت باصابع الاتهام على الحكومة ومؤسساتها الامنية بمسؤليتها عن القتل واستعمال الرصاص الحي وعدد الجرحى وكأن هناك حربا بين دولتين اضطرت الحكومة مكرهة من تشكيل لجنة تحقيق والنتائج الاولية والتي ستظهر يوم الخميس 17 تشرين اول تقول انها القوات الامنية هي من اطلقت النيران ضد المتظاهرين في عملية مفضوحة ايضاً لابعاد الشبهات عن قوى خارجية تدخلت بضرب الشباب بالسلاح الحي, ووعود الحكومة بتعيين الالاف وتوفير الخدمات,كل هذه بجرة قلم, واذا صدقت الحكومة بوعودها فلماذا لم تعلن الوظائف والخدمات والمشاريع قبل حدوث انتفاضة الصدمة للدولة وسقوط الضحايا؟ لكن لو صدقت الحكومة في افعالها وندمها على استخدام القوة المفرطة تجاه الشباب السلمي لماذا الملاحقات والاغتيالات والاعتقالاات والخطف للناشطين المدنيين السلميين والتي تعدت فئة الشباب لتصل الى الاكاديميين من محامين وكتاب واطباء ؟
25 من تشرين الاول موعد الجماهير لتظاهرة كبرى سوف تشترك فيها فعاليات كثيرة وفي مقدمتهم الشباب الواعي السلمي, والحذر من استفزاز القوى الامنية ليكون عذرا لها لاستخدام العنف مرة اخرى لكن حتى اذا حدثت بعض(الخروقات) فان القوى الامنية هي المسؤولة لانها سوف تضع مجساتها داخل التظاهرة حتما, فهي المدانة مقدماً واي تصعيد سوف يؤدي الى ارتفاع مناسيب مطالب الانتفاضة الى اعلى مستوى وهو الدعوة لعصيان مدني وهذه بعينه سوف يسقط النظام باكمله حتى لو قدمت من الخارج قوات اكثر مما هي موجودة على الساحة العراقية ولا يتصور احد بان القول (المشكلة) في العراق حُلِّت لا بل بالعكس سوف تتعقد اكثر مما يتصوره المتنفذون والتابعون.
خاتمة...
سوف تخرج الجماهير بعد ايام قلائل وغير ملثمة لا تحمل معها غير العلم العراقي وشعارات المرحلة من قانون انتخابات حقيقي دون نسب رقمية لصالح الفاسدين, وتغيير بعض مواد الدستور وتقديم المجرمين الذين اطلقوا النيران على المتظاهرين وعدم تهريبيهم ,كما حدث للمعمم البديري وحمايته وما ان اعلن عن القبض عليه حتى تبخبر من ارض العراق ,تقديمهم للمحاكم العسكرية , المهم تقديم الجناة للعدالة لينالوا جزائهم لان الامر لم يعد امرا عراقيا داخليا لانه اصبح امرا عالميا ومن خلال دعوة عبدالمهدي للدبلوماسيين الاجانب والعرب لم يبقى اماهه الا الصراحة مع الشعب وتقديم وعودحقيقة بالتغيير وليس تبديل الفاسدين بوجوه فاسدة اخرى والا عليه الرحيل.
ام والاهم اليوم ولتجاوز محنة الوطن والشعب هو الدعوة لمؤتمر وطني يشمل كل الاحزاب والقوى السياسية العراقية دون وصاية من اية جهة خارجية لتبت بتبديل قانون الانتخابات وكثير من مواد الدستور واقرار كثير من القوانين التي رُحِّلت منذ دورتين وتفعيل قرارات اللجان الامنية السابقة حول سقوط محافظات عديدة بايادي مجرمي داعش على ان تشمل المساءلات كل من سبب في دخول داعش واحتلالها ثلث العراق مهما كان منصبه او من يقف خلفه.
عاش الشعب العراقي
عاشت انتفاضة الشباب في تشرين 2019
المجد والخلود لشهداء الانتفاضة والشفاء العاجل للجرحى
والخري والعار لمن امر باطلاق النار على صدور المنتفضين الابطال.



#محمود_القبطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات القبطان 35
- حركة الانصار الشيوعية
- يوميات القبطان 34
- هنيأً لنا عيدك ال85.......
- يوميات القبطان 33
- يوميات القبطان 32
- نعم نحن المدافعون عن الديمقراطية
- يوميات القبطان 30
- الكابينة الوزارية ومخاضها
- المجهول المعروف
- ماذا بعد السويد؟
- يوميات القبطان 27
- الانتخابات العراقية 2/2
- الانتخابات العراقية
- حمى الانتخابات وصلت الى التحالفات
- خصخصة الكهرباء
- يوميات القبطان 22
- أزمات حادة تحوم حول العالم
- يوميات القبطان21
- العراق بين مطرقة الحرب على داعش وسندان نتائج الاستفتاء


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود القبطان - انتفاضة تشرين 2019