أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - الأنكفاء الأمريكي














المزيد.....

الأنكفاء الأمريكي


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 6381 - 2019 / 10 / 16 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اتضح للعالم ان وجود امريكا في سوريا كان سببا في تقسيم اوصالها ، فأكرادها رفعوا علما ً خاصا بهم ،ومايعرف بالجيش الحر الذي تدعمه تركيا يرفع علمه أيضا ً ،كما ان التنظيمات الأرهابية التي انتشرت في الأرض السورية كالفايروسات ،لكل منها علما ً خاصا ً، ولايخفى ان أغلب هذه التنظيمات وجدت رعاية وتعهدا ً أمريكيا ً ،سواء كان هذا بصورة مباشرة وواضحة للعيان أو من وراء الستار ،وقامت امريكا وحلفائها من الدول الغربية بتهيئة سبل أنتقال أفراد الجماعات الأرهابية منها الى كل من العراق وسوريا ،فنجدهم يسافرون بحرية ويشتركون في القتل والتخريب ثم يعودون بكامل الحرية الى هذه الدول بدون اي مسائلة وخلال ذلك تحاول الدول الغربية ايهام مواطنيها والعالم انها تشكل تحالف يخوض قتال ضد هذه الجماعات المسلحة ،شئ لايشبه شئ !
غير ان الأمريكان بدأوا يرون نهاية الطريق مظلمة وخاصة بعد دخول الروس القوي الى سوريا ودعمهم وحدة الأراضي السورية ، وبروز مشاكل كبيرة تواجه الأقتصاد الأمريكي.
أمريكا لم تقابل خصما يكافئها :
طيلة تسيدها العالم بأنزال العلم الأحمر من الكرملين عام 1991 ولحد اليوم لم تواجه أمريكا خصما ً من عدادها ،فدول مثل افغانستان والعراق وليبيا وسوريا وغيرها من الدول التي تدخلت فيها امريكا ،هي دول متواضعة عسكريا ً قياسا ً الى امريكا ،كما ان تسليحها قديم تجاوزه الزمن بكثير ،وبالتالي كانت امريكا تضرب بقوة وبمرافقة أعلام مهول، لتظهر انها دولة قوية وقادرة على قهر خصومها لتخيف الأخرين ،ومع كل ذلك انهكتها هذه التدخلات ،وبأعتراف ترامب فأن غزوها للعراق كان أكبر خطأ في تاريخها .
عندما حانت المواجهة الحقيقية هربت امريكا !
المواجهة الحقيقية الوحيدة التي كان يمكن ان تحصل هي على الأرض السورية ،حيث دخل الروس بقوة وأعادوا قاعدتهم العسكرية هناك رغم وجود الأمريكان وحلفهم الأطلسي،ودعموا الدولة السورية بخلاف تطلعات الأمريكان ،وكانت النتيجة النهائية هي هروب الأمريكان وسحب قواتهم ، وستتبعهم كل من فرنسا وبريطانيا وغيرهما،واما تركيا فأنها تنشد مصالحها وتحقيق أحلام رئيسها ،ولكن كما يبدو ان بوتين قد استلها من الحلف الأطلسي وأنه قادر على التأثير عليها وتوجيهها بما يحقق طموحاته .
بعد الأنسحاب الأمريكي :
مباشرة بعد انسحاب الجيش الأمريكي من المناطق التي كانت تسيطر عليها قوات أكراد سوريا ،انهار الكرد أمام الأقتحام الواسع الذي نفذه الجيش التركي ،واتجهوا مرغمين الى طلب عون الحكومة السورية وبالتنسيق مع الروس الذين استغلوا الفرصة السانحة ،وهكذا بدأ الجيش السوري يسابق الزمن ليعيد اراضي وبلدات كان يحتلها الأكراد بمساندة امريكا ، وهكذا فبمجرد خروج أمريكا عادت تلك الأراضي الى حضن الوطن الأم،وغابت مسميات أمريكا التي كانت تستخدمها لتقسيم سوريا والسيطرة على أهلها وارضها !
خطر الدواعش يلوح من جديد :
مما لاشك فيه ان الدواعش ما كانوا يستطيعون ان يبلغوا مابلغوه من ابتلاع دولتين عربيتين يحسبان على دول المواجهة ،لولا الدعم الهائل والتعهد والرعاية من دول كبيرة وغنية كانت لهما مصالح في ان تبرز داعش بالشكل الذي برزت عليه ، ولم تبقى الحقيقة مخفية لعشرات السنين بل ان الكثيرين من اركان وعناصر السلطة في هذه الدول كشف حقيقة ولادة داعش ،وكيف تلقفوها لتصبح اخطبوط أخافت حتى متعديها ،فعادوا ليشاركوا في القضاء عليها .
واليوم يعود موضوع داعش يُطرَق وبقوة من جديد ، فالأكراد الذين هوجموا من تركيا هددوا بأطلاق سراح كل المحتجزين لديهم من الدواعش ،وهناك انباء عن هروب فعلي لعدد منهم ، كما ان هناك سجون قصفت من الأتراك هرب نزلائها مستغلين فوضى الحرب ، وهكذا من المتوقع ان يتمكن بعضهم من أعادة تنظيم صفوفهم خصوصا ً وان بدايتهم الأولى كانت أيضا ً من السجون الأمريكية في العراق .
النزوح الكردي من سوريا مشاكل جديدة للعراق :
وفق أحد التقديرات للأسبوع الأول من الأجتياح التركي للاراضي السورية الواقعة تحت سيطرة الأكراد ،فأن مايقرب من 300 ألف نازح خرج من البلدات الكردية ،وقد يتجه بعض هذه الأفواج الى العراق ليخلق مشاكل جديدة تضاف لما يعاني منه العراق حتى الوقت الحالي من آثار الغزو الداعشي ، كما ان هناك مخاوف من تغيير للتركيبة السكانية لمناطق لاتزال ضمن مناطق النزاع الغير محسوم منذ عام 2003 ولحد اليوم .
بوتين يجتاز حواجز الشرق الأوسط :
تظهر الأحداث المتسارعة ان روسيا التي كانت تعمل بدأب وحنكة ،قد تكون وصلت الى موسم الحصاد ،حيث بدأت تدخل دول الشرق الأوسط بقوة ،حتى تلك التي كانت امريكا تفرض عليها خطوط حمر ،ففي وقت تنسحب فيه أمريكا من المواجهة كما حصل في سوريا ،وفي وقت تفشل أسلحتها الحديثة في رصد الصواريخ المجنحة والمسيرات التي ضربت منشآت أرامكو في السعودية ، فأن بوتين يصرح بصوت عال أن الحماية تكمن لديه وليس لدى غيره ،وان على الخليجيين ان يلجئوا الى روسيا ويشتروا منظومة الدفاع s400 الروسية ، ثم وبعد فترة زمنية قصيرة يحل ُ ضيفا ً مرحبا ً به في أكبر الدول الخليجية وهما السعودية والأمارات ،حيث وقّع َ عشرات الأتفاقيات الأقتصادية وسط احتفاء غير مسبوق .
هل تعيش الأمبراطورية ايامها الأخيرة كما حصل للأتحاد السوفيتي من قبل ، وهل سيكون ترامب هو غورباتشوف أمريكا ؟
تلك تسائلات تجبرنا بوادر وعلامات كثيرة بدأت تبرز على الساحة الدولية ،تظهر مدى الأرهاق الذي يرافق اداء الأمبراطورية ،التي تصارع قوى جبارة برزت للساحة الدولية كالصين وروسيا وقوى قد تكون أقل قوة ولكنها نالت من الأمبراطورية كأيران وكوريا الشمالية وفنزويلا وغيرها ،تظهرالأمبراطورية وكأنها تعيش ايام الشيخوخة ، ايامها الأخيرة ، غير ان الأيام القادمة هي التي ستجيب بصورة قاطعة على كل التسائلات .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الشباب في العراق
- بعد تدمير دول العرب البارزة .. هل جاء دور السعودية ؟
- من يضرب ايران السعودية ام امريكا ؟
- هل بقيت مصداقية لأمريكا ؟
- من ينتصر أمريكا ام ايران ؟
- امريكا سبب في انتشار التسلح في العالم
- قمم العرب .. بطولات على الورق !
- الفريسة الجديدة ليست عربية ولااسلامية !
- الأمام المهدي المنتظِرأم المنتظَر؟
- هل تكرر أمريكا أخطاء عاصفة الصحراء؟
- قتل خاشقجي .. مسلسل شد انتباه العالم !
- بحرب أو بدونها ستزاح الأمبراطورية الأمريكية :
- هل في العالم العربي ديمقراطية ؟
- حرب كسر العظم .. من يفوز
- الملائكة والبهائم والأنسان
- الشباب أغلى الثروات المبددة
- هنيئا ً مريئا ً ياشعب العراق !
- خلق الأزمات مهنة أمريكية مربحة :
- هل نجح العرب أخيرا ً ؟
- القوة هي ما ينقص العرب


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - الأنكفاء الأمريكي