أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - نيرمين ماجد البورنو - أرحل بأناقة ...!














المزيد.....

أرحل بأناقة ...!


نيرمين ماجد البورنو

الحوار المتمدن-العدد: 6381 - 2019 / 10 / 16 - 14:59
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


د. نيرمين ماجد البورنو
كثيرة هي الصعاب والمشاكل والظروف والضغوط التي نواجها في حياتنا والتي قد تضطرنا للرحيل بصمت دون عودة, فقد نتألم وننجرح ولكننا قد نوقن حق اليقين بأن ما نقوم به هو الصواب, وأوقات نحن بحاجة الى الخلاف لنعرف من يصمد بجوارنا ومن يرحل, فلتكن النهايات أخلاق فأختر أنت أخلاقك, وأعمل بالمثل "إذا كنت رايح لا تكثر الفضايح", فاذا أردت الرحيل أرحل من حياة الناس بأناقة وأدب ولا تنزع حبك من قلوبهم ببشاعة لأن المواقف تعيش بالذاكرة أكثر من الأسماء, وحاول أن تترك أثرا طيبا كوردة فواح عبيرها وعطرها بدلا من الجرح والقسوة, وأكرم قلبا كان يوما موطنك فهمها كرهت وظلمت من كنت تحب فانك لا تستطيع أن تراه يتأذى فليكن أذن فراقك جميلا كقربك ! فلقد صدق أبو نواس حينما قال : "إنما يفتضح العاشق في وقت الرحيل".
عندما تقرر الرحيل لا تضيع وقتك في البحث في أحشاء اللغة لانتقاء كلمات الاعتذار والوداع والحب, فكل الكلمات والقواميس حينها مجرد محاولات فاشلة لتبرير وتفسير هروبك, نرحل بصمت أحيانا ليس لضعف وسذاجة فينا بل لان كل شيء انتهي ولن يعود كما كان فما فائدة الحديث فيما مضي وكان ! فاذا احسست بان وجودك كعدمه وان كلامك لم يجد صدي أو أثر ودموعك اذرفت ولم تجد من يمسحها ويلملمها, وان المكان ليس مكانك والاحساس ليس احساسك وان الأشياء حولك لم تعد تشبهك وان مدن احلامك لم تعد تتسع لك عندها لا تتردد فمن الافضل لك ان ترحل بصمت, فالرحيل هو أجمل هدية لنفسك لأنك بها تختصر مسافات الألم والفشل والاكتئاب, وإياك أن تستغني عن شخصيتك الفريدة لتعجب أحد.
أصعب رحيل نحياه هو رحيل من نحب من دنيانا خاصة لو كان أبا أو أما أو زوجا أو حتى جدة أو جد وحتى صديق فينتابنا الألم والحزن والهم لأن مصيبتنا هنا كبيرة بمثابة الصدمة, ربما لأنها مرتبطة بأيام جميله وذكريات أيام الصبا فنتذكر عطفهم وحبهم وأحضانهم الدافئة, ما زلت اؤمن أن الانسان لا يموت دفعة واحدة, وانما يموت بطريقة الأجزاء فكلما رحل صديق اعتبرته روح متأصلة فيك مات جزء, وكلما غادرنا حبيب مات جزء وكلما قتل حلم من أحلامنا التي كنا نسعي لتحقيقها مات جزء فيأتي الموت الأكبر ليجد كل الأجزاء ميته فيحملها ويرحل, ما أصعب الرحيل فلوعته مرة ينتشل السعادة معه فيغيب المرح والابتسامة والروح لحظتها نشعر بأن الحياة أبت واستكثرت أن تمنحنا لحظة فرح نحس بها, هكذا هيا الحياة لا تصفو لأحد حزن وفرح ولقاء ووداع , عسر ويسر, لا تدوم على حال فيها من التقلبات الكثير ونحن معها نتقلب بأحاسيسنا ومشاعرنا نفرح باللقاء ونحزن عند الوداع, فوداع الأحبة غصةً تظل عالقة بالقلب طول العمر, احبب ما شئت فانك مفارقة ربما تعد تلك العبارة التي تنسب لسيدنا على بن ابي طالب من أصدق العبارات التي تعبر عن الفراق فهو المصير الحتمي الذي ينتظر الناس كلها و لا بد من المرور به وملاقاته يوما ما , فالفراق سواء كان بأمر القدر و الموت او بأمر ظروف الحياة التي تتقلب و تباعد بين مسافات الاهل و المحبين و الاصدقاء و أكثر ما يؤلم في الفراق هو الاشتياق و الحنين الجارف الذى يملأ القلب.
أناس تأتي وأناس تعود وأناس تنسي المكان وتذهب, والغريب بالأمر أن هناك أشخاص نفرح عند رحيلهم وأشخاص على النقيض نحزن لرحيلهم ,وهناك أناس نتمنى لقاءهم وناس نتمنى الابتعاد عنهم وأناس نتذكرهم كل يوم بل كل لحظة, سؤال يرادوني هل عندما نفترق ويرحلون ستبقي ذكرياتنا؟ أم ستمحي من عقولنا وفكرنا ويبقي أسمائهم مجرد حروف اندثرت ؟ في بداية العلاقة تظهر المشاعر وفي نهايتها تظهر الأخلاق! قيل إن أحد النبلاء تزوج امرأةً فلم يتفقا، فقيل له ما السبب؟ فقال: لا أتكلم عن عرضي! فلم يلبث قليلاً حتى طلقها، فقيل له ما السبب؟ قال: لا أتكلم عن امرأةٍ خرجتْ من ذمتي! والشيء بالشيءِ يُذكر, فلا تحكم على أخلاق الناس وهم في وئام، لان أخلاقنا الحقيقية تظهر عندما نتخاصم ونفترق، فلا تحكم على أخلاقي إذا أحضرتُ هدية لزوجتي والأمور بيننا على ما يرام، احكم على أخلاقي إذا وقع بيننا خلاف، تصرفاتي وقتها هي أنا حقيقة! وهكذا أنا لا أحكم على برك لوالديك وهما ثريان صحيحان ترجو منهما مالاً وعطاءً، وإنما يظهر برك إذا كانا فقيرين مريضين، هما في حاجتك وأنت في غنى عنهما، فقد يحدث ان تقع قطيعة بين صديقين وحبيبين وزوجين وهجران ونكران بين شريكين وخصام بين عائلتين هذه الاشياء كلها تقع دوما فهذه هي الحياة وهذه هي الاشياء التي قد تحدث فيها لكن وقوع هذه الامور شيء والفجور في الخصومة شيء آخر ! ان مشاهر البدايات تكمل الى ان تصبح في طورها الأخير اخلاق النهايات فنهايات بأخلاق وتسريح بإحسان لا ردحا وفضحا بافتنان ,إن النبل هو نُبل الاختلاف لا نبل الاتفاق!



#نيرمين_ماجد_البورنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ثوب السكون تختبئ الاحلام...!
- كن وسطاً... !
- شهادات ودكاكين!
- الفطام الإلكتروني ...!
- وباء التيك توك !
- شاليه الُفقراء...!
- بنَاتُنا لسن أَحْجَارًا على رُقْعَةِ الشطرنج...!
- الاكتناز القهري ...!
- جراثيم التعليم -فنلندية-.. !
- يوتيوباتنا العربية وعطش الشهرة !!!
- عَقْلاَطِفيّة .... !!!
- تَفَاصيلُ الأَلمْ ... !!!
- طُفَيليَّاتُ الواتس اب .... !!!
- صمتُ الوَهْج !!!
- أينما زرعك الله ... أزهر !!!
- الرّمَقُ الأَخيْر !!!
- السلام الذهني !!!
- كن محسناً وإن لم تلقى إحساناً !!!
- السند الوحيد !!!
- أشباهك الأربعون


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - نيرمين ماجد البورنو - أرحل بأناقة ...!