|
لماذا هذه الحرب وهذا السعار من النظام السوري على الشعب؟
فلورنس غزلان
الحوار المتمدن-العدد: 1556 - 2006 / 5 / 20 - 10:32
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
حملات من المداهمة والخطف ، محاكمات استثنائية ومحاكم صورية، أحكام جاهزة بكليشيهات مسطرة ومحفوظة خصيصاً لمن يهمه الوطن والشأن العام، محاولات لنشر الذعر والهلع في أوساط المثقفين والكتاب والصحفيين، العودة بالبلاد لعهود الظلام والتهميش والإقصاء... لكن السؤال المطروح ...لماذا والآن بالذات؟. هل تسربت للنظام السوري أنباء ما، عن تقرير براميرتز المرتقب ( أواسط الشهر القادم )، تدين بعض مسؤوليه؟، ويريد بهذا الانتقام من معارضيه والإعلان على الملأ لكل المواطنين ، أنه مازال سيد البلاد الآمر الناهي، ويتحكم بالعباد يفعل ما يحلو له ويشاء، حر التصرف بأملاكه واقطاعاته، وما أنتم بالتالي إلا تابعين منفذين عليكم الرضوخ والانحناء، كما يمكنه أن يستخدم في حالات الإدانة والضعف هؤلاء المثقفين والمعروفين بأوساط السياسة وعالم الكتابة والمعرفة كورقة للمساومة وعقد صفقة ما مع الغرب، فيكونون بهذا أسرى في أيدي النظام ، يستخدم حياتهم ( للخروج من المولد بقليل من الحمص)، خاصة وأن براميرتز في رحلته الدمشقية الأخيرة ، حصل على أرشيفات الرئاسة!، مما أصاب النظام باختناق ووضعه في موضع المتهم الأهم... أو أن النظام تمكن من عقد صفقة ما على حساب النتائج، وحصل على نوع من الارتياح ففكر بإحكام قبضته مجددا على النظام ، والإثبات لمن تسول له نفسه البحث في الحرية والديمقراطية ، أن يقفل الخط نحوها للأبد، ويوقن أن الاستبداد سيبقى من نصيب سورية ، ويقيم فيها ما أقام النظام وبكل الطرق المشروعة والتي يشرعها لنفسه، ولو كلفه هذا حرق الوطن بما فيه، مع أن هذه النقطة بالذات هي الأكثر استبعادا... وهناك احتمال تخوفه الثاني، والمتعلق بصديقته الوحيدة في المنطقة متمثلة بإيران، ومدى الأفق المسدود أمامها، بإيجاد مخرج لعلاقتها مع المجتمع الدولي ، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية ، في قضية التسليح النووي وتخصيب اليورانيوم، واحتمال تعرضها لضربة تسبب اشتعال المنطقة بأكملها وتجر الويلات على إيران ومناصريها، مما يسبب للنظام السوري حالة من الهلع وانعدام التوازن، وما محاولاته الأخيرة في إشعال الفتنة بين الموالين له من جماعة أبي موسى ( فتح الانتفاضة )، والجيش اللبناني على الحدود السورية اللبنانية، وما يجري تهريبه من أسلحة لكل الموالين من المليشيات اللبنانية ، التي مازال يحس أنه بإمكانه استغلالها وتجييرها لخدمة مصالحه في حربه المناطقية ، وحرب افتقاره لموقع يناسب طموحاته ، خاصة بعد انحسار دوره وضياع هيبته ومركزه اللبناني خاصة، وجاء هذا نتيجة للقرار 1559، والطامة الكبرى وقعت على رأس النظام بعد القرار الجديد ( 1680 )، الذي لم يترك مجالا للمناورة بعد ، فكان حاسما وخاذلا لتوقعاته بعد التصويت عليه في مجلس الأمن وحصوله على أغلبية ( 13 ) صوتاً!!، مما عزز مخاوفه وجعله يتخبط أكثر ، ويستخدم إمكانياته الداخلية الوحيدة، بضرب كل من يعارض، وحتى الأكثر توازنا في اللعبة السياسية الداخلية، فلم يعد ير أمامه إلا صورته التي تنهار على كل الأصعدة يوما بعد يوم... وجاء إعلان دمشق ــــ بيروت، ليصب النار على الزيت، في قضية ، طالما اعتبرها من اختصاصه وحده !، ( الشأن اللبناني )، ولا يحق للمثقفين السوريين أن يتدخلوا ويملوا أفكارهم وحلولهم، حتى لو جاءت واقعية ومنطقية وخالية من المبالغات وتصب في مصلحة البلدين الشقيقين، وكرؤيا مستقبلية للعلاقة الثنائية.. لكن النظام لم يسمح بهذا سابقاً، وبالتالي لن يسمح به لاحقاً، فكيف يمكنه الانصياع لمجموعة من خيرة كتابه ومفكريه، من خارج إطار سلطته أن تملي عليه طرقا للحل ، فما يراه من خير للبنان وسورية، هو وحده القادر على قراءته حسب مصالحه ، ورغم أنه فشل ويفشل في استعادتها، لكنه بنوعيته النادرة في طريقة الحكم والتصور ، لا يمكنه أن يرى سواه وحده... لهذا اعتبر هذا الإعلان بمثابة الخروج المعلن عن الطاعة ، وانفلاتا لما تبقى له من خيوط داخلية، وهو يعرف تمام المعرفة ، أن أوراقه التضليليه صارت باهتة صفراء ولم تعد تنطلي على أحد...لكنه يثبت لنا اليوم من خلال حملته الشرسة، أن يعلنها على الملأ....إما أنا أو الخراب....إما أنا أو لكم أن تعرفوا تماما، أني أملك قوة الحسم على الأقل داخليا!! هل أخطأ، أو أصاب؟؟ هذا يتعلق تماماً، بموقف المعارضة ومدى وحدة أطرافها وتياراتها ، وقدرتها على الحراك داخليا، وعالمياـــ لأنها فاقدة المفعول عربياً، فالجميع متشابه ، وكل يبحث عن خلاصه في سلته المناطقية ـــ لهذا على المعارضة أن توقن أنها أمام حرب معلنة، تتطلب منها رص صفوفها أكثر من أي وقت مضى، وأن تعلن المواجهة، وتصعد الصوت الإعلامي والعلائقي مع كافة مؤسسات وهيئات المجتمع المدني ، ومع كل الهيئات الحقوقية الإنسانية والبرلمانات في دول العالم المتحضر، لتعرية ممارسات النظام السوري ، وفضح انتهاكاته لكل العرف والمواثيق الدولية، وأن تتواصل مع المواطن، وعلى لجنة إعلان دمشق أن تأخذ موقعها ودورها التاريخي اليوم لا غداً ولا سابقاً، وتعقد مؤتمرها تحت أي ظرف ، حتى لو عقدته خارج الوطن، لتكون البديل الوحيد ، الذي يمثل معظم تيارات المجتمع السوري السياسية وشرائحه الوطنية، وتقطع بهذا الطريق على شرذمة المعارضة وتفرق صوتها، وتثبت للجميع أنها عند حسن الظن والأمل بها. فلورنس غزلان ــ باريس
#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ذاكرة الخوف....ذاكرة الرعب، والألم
-
هل هي مؤشرات انتحار النظام؟ أم مؤشرات الخراب على مبدأ نيرون
...
-
عائدات بترول العرب للعرب....شعار أيام زمان!!
-
للنظام السوري خطوطه الحمراء، وللمعارضة أيضاً!
-
هل ستمطر سماء طهران جحيماً أسوداً، كما أمطرت سماء بغداد؟
-
لماذا تعشش الطائفية في بلادنا؟؟؟؟؟؟؟؟
-
تناقضات النظام السوري، وبعض معارضيه
-
رؤيا
-
لجنة للتنسيق، أم لجنة للتفريق؟
-
صرختي الأخيرة للمعارضة السورية
-
هنيئاً للمرأة المغربية فرحتها..بحلم يتحقق، إلى متى تظل المرأ
...
-
أين تخطيء المعارضة السورية، وكيف يمكن تلافي الخطأ؟
-
!!من الآن فصاعداً، سيكون يوم القمة العربية يوم عاشوراء
-
شتان بين طلابنا وطلابهم، من يتحمل خطأ الفرق؟
-
نداء تضامني مع المرأة السورية، في نضالها لتغيير قانون الأحوا
...
-
نص الكلمة التي ألقيتها في لقاء المعارضة السورية برعاية معهد
...
-
أمراض الوطن في جسدي
-
تحت سقف المعارضة، ألوان لمعارضات!
-
الطفولة العربية، واقع مجحف ومستقبل مجهول!
-
ملك الموت يعلن استقالته
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|