اليوم الثامن عشر، الأحد، 06 نيسان، 2003.
لست أدري على أي شيء بنى المنصور بالله حساباته هذه المرة، تحدى قوة عظمى يعرف الجميع، مدى بطشها، قوتها، استهتارها بكل المبادئ، حتى المبادئ التي وضعتها هي نفسها، بما فيها المبادئ "الأربعة عشر مبدأً" المعروفة بمبادئ توماس ويلسن، التي تركز على السلام العالمي، ومبادئ حقوق الإنسان.
ومن تكرار القول الممل ذكر قائمة بانتهاكات أمريكا وتجاوزاتها وخرقها حقوق الآخرين، إذن فلماذا اختار المنصور بالله قرار الحرب؟ لماذا اختار الموت له وللشعب الذي ابتلي به؟
هل تبنى المنصور بالله قراره لأنه يمتلك قوة سرية! لا نعلمها نحن؟ أن كان كذلك فها قد حان وقت كشفها! ماذا ينتظر؟
أم تبناه استناداً إلى أن الشعب العراقي يحبه، وسيقف بجانبه كما وقف شعب فيتنام إلى جانب قيادته حتى النصر؟ إن كان كذلك فعليه أن يسأل نفسه أ فعل شيئاً حسناً لهذا الشعب طيلة أربعة وثلاثين سنة! لكي يشعر الشعب بالإمتنان له؟
وقف الكويتيون مع حكومتهم أيام غزو المنصور بالله لبلدهم لأن النظام الكويتي، وفر لهم العيش المرفه، وأغدق عليهم من النعيم إلى حد باتوا يشعرون فيه بأنهم جزء من النظام، وكذلك فعلت بقية الدول النفطية!
مقابل ذلك عاش العراقيون تلك الفترة الطويلة، محرومين، جائعين، أذلاء، لا يحصلون على أي شيء إلا بشق الأنفس!
أم بنى حساباته على الموقف العربي؟ أ لا يعرف الجميع، وهو من ضمنهم، أن كل الزعماء العرب ولدوا، وعلى جباههم ختم كتب عليه : صنع في أمريكا!
هناك من يدعي زوراً أن المنصور بالله ذكي إلى حد لا يمكن أن يعتمد فيه على الحكام، بل ينصب اعتماده على الشعوب، لأن الشعوب بشكل عام، عربية أو غير عربية تكره الحروب، لكن هناك شيء فاته، الشعوب العربية مغلوبة على أمرها مثل شعبه، لا تستطيع أن تتحرك، وإن تحركت فلا يمكن أن تقف معه! فمن يساند ظالماً، فاتكاً، مستبداً، عدواً للإنسانية!
إذاً ما سر موقف المنصور بالله العجيب الغريب؟
أ أراد تدمير الشعب العراقي، وإبادته؟ وعندما استعصى عليه ذلك طيلة أربعة وثلاثين سنة لجأ إلى هذا الأسلوب المهين، الفاتك لأنه أقرب الطرق لتحقيق الدمار؟
ترى أ ندم على قرار الحرب وهو يرى جيوش الغزاة على مشارف بغداد! وأن ساعة العد التنازلي بدأت تدق معلنة اقتراب نقطة النهاية! نهاية حكمه المقيت، المذل، الهمجي، العشائري، العائلي، المشي! أ ندم أم لا زال راكباً على بغلته الحرون حتى الموت!
هذه النقطة تؤرقني، فهل هناك من يهديني سواء السبيل؟