كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 6379 - 2019 / 10 / 14 - 06:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تخلّي الولايات المتحدة الأمريكية عن الأكراد ليس مستغربا، بل كان متوقّعا؛ فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لا يريد خوض حروب لا نهاية ولا معنى لها، خاصة تلك التي لا تفيد الولايات المتحدة وقال" حان الوقت للخروج من هذه الحروب السخيفة التي لا نهاية لها، والتي كثير منها قبلية، وإعادة جنودنا الى الوطن." وأضاف " سنحارب فقط من أجل مصالحنا.
صدق السياسي البريطاني ونستون تشرتشل بقوله " في السياسة ليس هناك عدو دائم ولا صديق دائم، وانما مصالح دائمة." هذه المقولة تنطبق على تاريخ سياسة الولايات المتحدة الخارجية الحافل بعدم الوفاء والغدر والتخلي عن أصدقائها، وتعتبر أن الحاكم كعود الكبريت يستخدم مرة واحدة ثم ينتهي دوره خاصة اذا كان هذا الحاكم دكتاتوريا متسلطا لا يستمد قوته من شعبه كما هو حال معظم الحكام العرب المتحالفين معها.
قائمة غدر الولايات المتحدة الأمريكية بحلفائها العرب والمسلمين طويلة وتشمل شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي، والرئيس السوداني جعفر النميري، والرئيس المصري حسني مبارك، والرئيس التونسي زين العابدين بن على، والرئيس الباكستاني برويز مشرف، لكن الكثير من حكام العرب والمسلمين لا يتّعظون ولا يتعلّمون؛ ولهذا فعندما تقوم أمريكا بغدر أحدهم يتقدّم آخر بتقديم خدماته وولائه لها متجاهلا ما فعلته بمن سبقوه من عملائها.
لقد كان تخلّي الولايات المتحدة عن الأكراد والمنظمات المتحالفة معهم والسماح لتركيا
بمهاجمة الشمال السوري، وإقامة منطقة عازلة يزيد طولها عن 120 كم ويصل عرضها إلى 30 كم ضربة موجعة للدول العربية التي راهنت على أمريكا، ودعمت تدخلها في سوريا وأنفقت مليارات الدولارات لتدميرها وقتل وتشريد شعبها.
لكن الحكام العرب الموالين لها لم يتعلّموا الدرس من سلسلة خياناتها لهم ولشعبنا العربي، وما زالوا يعتبرونها " صديقة " ويطلبون تدخلها علنا لحمايتهم؛ فقد أعلنت الولايات المتحدة يوم الجمعة 11 / 10 / 2019، أنها سترسل 3000 جندي، وسربين من الطائرات المقاتلة الى السعودية، وقال الرئيس دونالد ترامب بكل وقاحة ان المملكة " وافقت على أن تدفع لنا مقابل أي شيء نفعله" وتابع لقد " تكفّلت بدفع جميع تكاليف الدعم الأمريكي، ونحن نقدّر ذلك."
السعودية أنشأت جيشا جرّرا، ودفعت 110 مليارات من الدولارات ثمن أسلحة أمريكية، فإذا كانت قواتها المسلحة وهذه الأسلحة غير قادرة على حمايتها، فهل ستحميها قوة أمريكية مكوّنة من 3000 جندي وسربين من الطائرات المقاتلة؟ أمريكا لن تحمي السعودية وحكامها، ولا يهمها إلا مصالحها ومئات بلايين الدولارات التي تجنيها منها ومن الدول العربية الأخرى ثمن أسلحة " وخدمات حماية." كل هذا اللامعقول يحدث في الوطن العربي! فنحن أمة ابتليت بحكام تضحك من جهلهم وغبائهم الأمم!
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟