أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ليث الحمداني - موسيقى الأغنياء التي تذبح الفقراء














المزيد.....

موسيقى الأغنياء التي تذبح الفقراء


ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)


الحوار المتمدن-العدد: 447 - 2003 / 4 / 6 - 14:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 كندا

حين كان أكثرية أهل العراق.. فقراؤه، عربا وكردا وتركمانا وأشوريين وأرمن، مسلمين ومسيحيين وصابئة ويزيدية، يواجهون دكتاتورية صدام حسين وأجهزة قمعه في جامعاتهم ومواقع عملهم، ويدفعون حياتهم ثمنا لمواقفهم، أو يغيبون في دهاليز مخابرات النظام سنوات طويلة، ليقذفوا بعدها إلى الخارج أنصاف بشر.. كان البروفيسور كنعان مكية يعيش في مدينته الجميلة النظيفة يستمتع بالموسيقى التي يحبها وبـ (full benefits ) من عمله كأستاذ، ولينجز كتابه الذي تحدث فيه عن قسوة الدكتاتورية وجرائمها، ولكنه ورغم آلاف الأميال التي تفصله عن الوطن فضل إصداره باسم مستعار خوفا من أجهزة الدكتاتور، وحرصا على من تبقى في الوطن من (الأقارب) و (الأحباب)، وهو الذي عرف بطش الدكتاتورية من خلال (التوثيق) وليس (المعايشة). في ذلك الوقت كان العشرات من مثقفي العراق وكتابه يدفعون ثمن مواجهتهم للدكتاتورية من دمائهم وحياتهم، منهم من مات تحت التعذيب، ومنهم من مات كمدا، ومنهم من هرب من الجحيم مشيا على الأقدام لأنه لا يملك حتى أجرة واسطة النقل.. أحدهم صحفي من أسرة فقيرة واجه النظام بمقالة باسمهِ الصريح وهو داخل الوطن ليختطف بعدها من مبنى وزارة الإعلام، ويرمى بعد تعذيبه للكلاب المفترسة لتأتي على ما تبقى من جثته.. فالفقراء وحدهم يواجهون.. ووحدهم يموتون دفاعا عن الوطن.
لا أميز بين العراقيين على أساس الانتماء العرقي أو الديني أو الطائفي، ولا أرى في ذلك (التمييز) إلا وساخة أوجدها النظام الدكتاتوري وتلوثت بها بعض أطراف المعارضة.. لكني أنحني إجلالا وتعظيما وإكراما وحبا لأكثرية أهل العراق.. لفقرائه، لأنهم ظلوا على الدوام الأكثر تضحية من بين أبناء شعبنا. سيقوا إلى ساحات الموت مرات ومرات، سيقوا وهم (جنود مكلفون) في حروب الدكتاتورية التي لم تكد تنتهي حتى تبدأ من جديد، بينما كان (المترفون) يغرقون ضباطنا الأشاوس في عالم (البزنس) ثمنا لبقائهم في (الخلفيات) أو (المقرات).
سيقوا لها وهم يواجهون صنائع الدكتاتورية بالرفض والاعتراض والمقاومة.. وسيقوا لها تحت أنقاض أكواخهم وبيوتهم البائسة وبصواريخ الحلفاء في العمليات العسكرية التي أعقبت كارثة احتلال الكويت..
واليوم يساقون لها من جديد وبصواريخ كروز وقاذفات الـ B-52  ، بينما يتغنى (داعية الديمقراطية) البروفيسور مكية قائلا:
(إن أصوات القذائف المتساقطة على بغداد أعذب (1) لديه من أجمل موسيقى سمعتها أذناه، بل هي كقرع أجراس الحرية تؤذن لفجر جديد للعراق)
أي فجر جديد هذا أيها البروفيسور (المترف) وأنت ترى بأم عينك على شاشات العالم فقراء (الشعلة) و (الشعب) يدفنون (بالصواريخ الذكية) تحت أنقاض بيوتهم البائسة؟ أي فجر جديد وأنت ترى (الرصاص الخطأ) يحصد حياة أبرياء في مدينة النجف؟ إذا كان صدام حسين الدكتاتور الفاشي لا يأبه بالمدنيين، فهل تكون ردة الفعل بسحق الجميع؟
تمتع أيها السيد بموسيقى الأغنياء التي تذبح الفقراء يوميا في بغداد ومدن العراق الفقيرة الأخرى.. وتذبحنا في الشتات، ونحن نرى أمام أعيننا فقراء البصرة والنجف وكربلاء وبغداد تذبحهم (الصواريخ الموسيقية)
ولكن تذكر أن الفرق بين الدكتاتورية الرعناء وإرهابها وبين بطش الصواريخ والطائرات (الديمقراطية) وإرهابها قد زال في هذه الحرب اللعينة.


(1) حسام عيتاني – السفير 28/3  (موسيقى كنعان مكية)




#ليث_الحمداني (هاشتاغ)       Laith_AL_Hamdani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون يكرهون الدكتاتورية، ولكنهم يكرهون الاحتلال أكثر


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ليث الحمداني - موسيقى الأغنياء التي تذبح الفقراء