باسم محمد حسين
الحوار المتمدن-العدد: 6378 - 2019 / 10 / 13 - 23:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السيد رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي منذ اليوم الثالث للتظاهرات وبعد إن عَلا بعض الشهداء الى جنان الخلد، دعا الى التهدئة ومعالجة الأمور بدون اطلاق النار على الشباب المنتفض الثائر لوطنه وكرامته ورغيف خبزه ، ولكن الأمر ازداد سوءاً حيث انتقلت التظاهرات في بغداد من ساحة التحرير الى أماكن أخرى (حيث غالت قوى الدولة في فرط استخدام القوة والعنف مع الشباب هناك وأغلقت جميع الشوارع المؤدية للمنطقة من مسافات بعيدة) و انتقلت الاحتجاجات الى أماكن سكن المنتفضين في مدينة الثورة (الصدر) وشارع فلسطين وغيرها حيث القناصة المحترفين وهم في أعالي البنايات بدأوا يقطفون الزهور اليانعة من حياة الشرفاء الثائرين بطلقاتهم الموجهة الى الرؤوس مباشرة، وهنا عبدالمهدي أيضاً يدعوا للتهدئة وعدم اطلاق الرصاص الحي ، وفي أماكن أخرى استخدمت المليشيات وبعض قوى الأمن الحكومية الرمان اليدوي للتعامل مع المتظاهرين لتكون أشد فتكاً وقتل أكثر عدداً .
المؤلم في الأمر لم ينبس أحداً من المعممين الذي اقاموا الدنيا ولم يقعدوها عندما عزفت فتاة على آلة الكمان النشيد الوطني العراقي وهي غير مرتدية الحجاب (الشرعي) حيث المئات وربما الآلاف كفّروا هذه الشابة وكفّروا اتحادَيْ الكرة المحلي والمركزي واللجنة الأولمبية وجهات رياضية ورسمية أخرى وطالبوا بمحاسبة (المقصرين) وإنزال أقسى العقوبات بهم . ولكنهم لم يتفوهوا بكلمة واحدة عندما تم ويتم قتل الانسان الذي هو بناء الرحمن ، ولم يطالبوا حتى بالتحقيق في الأمر . أتعلمون لماذا ؟ لأن هذه التظاهرات وطنية وهم لا شأن بهم للوطن بل همهم التربح برؤوس ابناء هذا الوطن .
وأما السياسيين ومنهم السيد ابراهيم الجعفري وزير الخارجية السابق ورئيس مجلس الوزراء الأسبق الذي انتفض بشدة بعد احداث البحرين عام 2011 وتدخُل قوات درع الجزيرة في الأمر ، وألقى الخطابات الرنانة في تلك الفترة حيث قال في احداها "كيف لحكومة أن تضرب شعبها بالسلاح؟ ، هذه جريمة ، وهي جريمة مركبة لأن السلاح أتى من خارج البحرين" ، لم يقتل في البحرين بقدر ما قتل في بغداد وحدها ولم يجرح هناك عدد مثل اعداد جرحانا ولم تحرق بنايات مثل بنايات العراق عدداً ونوعاً . أين أنت أيها السياسي من هذه الأحداث في بلدك (كما تدعي) العراق الذي أغناك أموالاً وقصوراً ؟
وللحديث بقية
البصرة 13/10/2019
#باسم_محمد_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟