كاوار خضر
الحوار المتمدن-العدد: 6378 - 2019 / 10 / 13 - 22:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هنالك مثل يقول: "الجاهل عدو نفسه، كيف يكون صديق غيره".
في كثير من الأحيان ينطبق هذا المثل علينا نحن الكرد. حين نطلق العنان لردة أفعالنا لحظة الملمات، وباء علينا، وتعطي مفعولها العكسي.
عندما أرادت أميركا، بوش الأب، تحرير الكويت من غزو صدام، خرجت قيادة جبهتنا الكردستانية في شمال العراق لتعلن على الملأ وبتباه تام: "نحن عراقيون قبل أن نكون كردا"! وبمزيد من الشرح، والتفسير، والتحليل أبدت الجبهة رؤيتها العراقية الخالصة، وصدق أمانتها لوطنها العراق قائلة: "لن نقبل الهيمنة الإمبريالية على المنطقة"!
والعجيب أن عدوة الإمبريالية وصاحبة هذا المصطلح كانت قد تخلت عن محاربتها منذ عهد غلاسنوست (العلانية)؟ وهدمت أركان قلعة عدوة الإمبريالية وحصنها المتين في مرحلة بريسترويكا (إعادة البناء)؟ وليس هذا فحسب، بل ساعدت زعيمة البريسترويكا محرري الكويت زعيمة الإمبريالية على العراق، بسكوتها...
هكذا حرمتنا الجبهة الكردستانية آنذاك من مكاسب كانت حقا طبيعيا لنا، لو شاركت العالم في تحرير الكويت وقتها.
وقتها على ماذا اعتمدت جبهتنا الكردستانية في مقارعة العالم؟ ولحساب من؟ وعلى أية قوة كانت تستند؟
ربما يظن البعض منا أن القيادة، آنذاك، كانت جاهلة بالألاعيب الدولية؟ فارتأت إلى ذلك القرار!
لا نظن أن قيادة الجبهة الكردستانية كانت جاهلة إلى تلك الدرجة، وهي ترى بأم عينيها أن موسكو تحتضر. وأن مضيفتها سوريا تشارك مع تلك الإمبريالية في تحرير الكويت!
واليوم تصمت الدول، عمليا، على ما تنوي تركيا من تغيير ديموغرافي للمناطق الكردية بحجة المنطقة الآمنة! من حيث الظاهر ادعاؤها، واقعي، ولكن على حساب من؟ ولصالح من؟ فالحقيقة واضحة لنا ككرد، ولكن ليست كاملة! نحن ندرك جزءا منها، والجزء الآخر لا ندركه! ولا يعلم العديد منا سبب جهلنا إياه؟ هنا يكمن بيت القصيد. الغالبية منا تعلم أنصاف الحقائق لا أكثر منها! والعالم بالنصف الآخر خائف وجبان.
يتبع
تجمع الملاحظين عنهم:
كاوار خضر
#كاوار_خضر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟