أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 23














المزيد.....

القرآن محاولة لقراءة مغايرة 23


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6378 - 2019 / 10 / 13 - 13:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



وَإِذا لَقُوا الَّذينَ آمَنوا قالوا آمَنّا وَإِذا خَلَوا إِلى شَياطينِهِم قالوا إِنّا مَعَكُم إِنَّما نَحن مُستَهزِئونَ (14)
المتخفي أو المجامل سواء كان تخفيه نفاقا أو تقية، خوفا أو حرجا، أو كان ناتجا عن ضعف في الشخصية وعدم امتلاك الشجاعة الأدبية والاجتماعية لمواجهة المخالفين له برأيه بصراحة، فيما لا يوافقهم فيه، أو كان ناتجا عن صعوبة التشكيك بعقائد المسلمين، وهم في ذروة الحماس والقناعة التي لا تقبل الرأي الآخر، أو كان بسبب أن غير المقتنع ليس له القدرة على المجادلة وطرح الدليل المضاد مقابل أدلة الطرف الآخر. أقول بقطع النظر عما إذا كان التخفي، أي إخفاء الإنسان لحقيقة عقيدته إما سكوتا وإما تأييدا من غير قناعة حقيقية، وبقطع النظر عما إذا كان التخفي معذورا ومقبولا، أو مدانا ومستنكرا، بحسب اختلاف الدوافع والظروف، بقطع النظر عما إذا كان هذا التخفي والموافقة الظاهرية أمرا ممدوحا أو مذموما، فإن المتخفي يحتاج إلى مُتنفَّس لإظهار حقيقة قناعاته، وغالبا ما يفصح المتخفي اضطرارا أو اختيارا، تقية أو نفاقا، عن حقيقة ما هو عليه في الوسط المنسجم مع قناعاته الحقيقية. ومن هنا فمن الطبيعي أن الذين كانوا يخفون عدم إيمانهم بالإسلام أمام المسلمين، كانوا عندما يلتقون أو كما يعبر هنا يختلون بأقرانهم من مشركين أو من عموم غير المقتنعين بالإسلام، فإنهم يتكلمون عن حقيقة قناعاتهم، وعندما يُعاتَبون أو يُنتقَدون من قبل البعض، بسبب تظاهرهم بالإيمان بدين الإسلام أمام نبي الإسلام وتابعيه، ومجاراتهم للمسلمين، فإنهم يبررون موقفهم هذا بشتى التبريرات، ومنها إنهم كانوا يقولون، إنما نحن نسخر من هؤلاء ونستهزئ بهم، وإلا فنحن معكم تماما في عدم تصديقنا بنبوة محمد، وبكون ما يتلوه مما يسميه قرآنا وحيا أوحي إليه حقا من الله. طبعا إذا كان التخفي نفاقا وليس تقية واختيارا وليس اضطرارا، فإنما ينم هذا عن نوع من التفاهة وعدم الجدية، أو عن تزعزع الشخصية وخوارها، ومن غير شك إن الاستهزاء والسخرية ليس بالأسلوب المطلوب في مواجهة هكذا قضية بهذه الدرجة من الجدية والخطورة، إلا إذا كان هناك فعلا على الأقل حسبما يراه مما لا يستحق إلا السخرية والاستهزاء. فأحيانا لا يملك الإنسان إلا أن يتعامل بهذه الطريقة، عندما يواجه عقولا مغلقة وقناعات نهائية لا مرونة فيها وتعصبا ومغالاة، فلا يجدي السؤال أو الحوار، فيماشي هؤلاء في تعصبهم، ويتظاهر بموافقته لهم، وهو في قرارة نفسه مستهزئ بتلك العقول، أو عاطف على بؤس ما هم عليه. ثم غير المقتنعين هؤلاء بالإسلام، ليسوا كلهم سواء، فمستوى الوعي، ومستوى الثقافة، ومستوى القدرة على المحاججة، ومستوى الشجاعة، ومستوى توازن أو عدم توازن الشخصية، يختلف من الواحد إلى الآخر منهم، كما إن المسلمين ليسوا سواء. ومن موارد تعصب الإسلام إنه لا يتعامل مع مخالفيه، إلا بكيل الشتائم لهم، أقلها إنهم كفار، أو منافقون، أو أعداء، أو فسقة، أو فجار، أو شياطين كما هنا، أو أشرار، أو سفهاء، أو قردة وخنازير، أو أنعام، أو حمير، أو كلاب. فأي أدب يؤدب الله به مؤمنيه في تعاملهم مع المغايرين، وهذا ما يصعب أن تجبره المعاني الجميلة المنفتحة والمرنة، مثل «ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحكمَةِ والـمَوعِظَة الحسَنَة»، أو «لا تُجادِلهُم إِلّا بِالَّتي هِيَ أَحسَن»، أو «تَعالَوا إِلى كَلِمَةٍ سَواء»، أو «قُل إِنّا أَو إِيّاكُم لَعَلى هُدًى أَو في ضَلالٍ مُبين»، أو «لَكُم دينُكُم وَلِيَ دينِ[ـي]»، وغيرها. طبعا هذا دون أن نستطيع تبرئة المعنيين بهذه الآيات، بأن بعضهم، سواء أقلهم، أو أكثرهم، وبالتأكيد ليس كلهم، كانوا أسوأ تعصبا وتطرفا من المسلمين، ومنهم بلا شك قد يكونون سيئي السريرة، أو سطحيين متبعين لما وجدوا عليه آباءهم ومحيطهم اتباعا أعمى، وإنما هم رفضوا الإسلام، ربما لأنهم كانوا سيرفضون أي جديد، حتى لو مثل الحق والحقيقة.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يشغلنا هم العراق عن خطورة الغزو التركي
- المصلون متوضئين بدماء شعبهم
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 22
- من يدير عمليات قمع ثورة شباب العراق
- مع الثورة التشرينية الشبابية في العراق
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 21
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 20
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 19
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 18
- مع زغلول في استخفافه بالعقول
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 17
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 16
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 15
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 14
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 13
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 12
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 11
- إلى الرئاسات الثلاث والمالية ودعاوى الملكية
- وماذا أكتب عن العراق؟
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 10


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 23