أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - اللواء باقي زكي يوسف… كاسر أنف صهيون














المزيد.....

اللواء باقي زكي يوسف… كاسر أنف صهيون


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6378 - 2019 / 10 / 13 - 02:18
المحور: المجتمع المدني
    



في مثل هذه الأيام من كل عام، نتذكّر اليوم الخالد الذي رفعت فيه مصرُ رأسَها أمام العالم، مُعلنةً انتصارَها على عدوٍّ رسمَ لنفسه صورة أسطورية، وصدَّر للعالم فكرة أنه لا يُهزَم. ونتذكّر رجالاً ذوي بأس وقدرات عسكرية وقتالية فائقة، صنعوا لنا ولأولادنا سنوات الأمن التي عشناها منذ حربنا الأخيرة مع العدو الصهيوني في أكتوبر 1973.
نتذكّر بكل احترام: الفريق طيار/ محمد حسني مبارك، قائد القوات الجوية، الذي قادر نسورنا المصرية في الحرب وكان صاحب الضربة الجوية الأولى التي زلزلت عديد النقاط الحيوية لدى قوات العدو الإسرائيلي في سيناء، ما سمح لقواتنا البريّة بالتقدّم للعبور والسيطرة على الضفّة الشرقية للقناة في أولى أيام الحرب الشريفة، تحت غطاء وحماية نسور مصر في القوات الجوية. نتذكّر بكل احترام الفريق/ سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان القوات المسلحة في الحرب، وواضع خطة العبور والرأس المدبِّر لاجتياح جيشنا المصري خطّ الدفاع الأسرائيلي في خط بارليف. نتذكَّر بكل احترام المشير/ محمد عبد العني الجمسي، المُصنّف في الموسوعات العالمية ضمن أبرع 50 قائدًا عسكريًّا في التاريخ، وآخر مَن حمل لقب "وزير الحربية" في مصر، قبل أن يتغيّر اللقبُ إلى "وزير الدفاع"، لأن مصرَ دولة سِلمٍ لا تبادر بحرب، بل تحارب دفاعًا عن أرضِها وشرفِها وكرامة شعبها. وبعد النصر ترأس الوفد العسكري المصري في المفاوضات مع إسرائيل وكان من أشرس القادة الذين جلسوا على مائدة المفاوضات مع العدو الصهيوني. نتذكّر بكل احترام المشير/ أحمد إسماعيل الذي قاد الجيش في مرحلة من أدقّ مراحل ملحمة التحرير الشريفة. وفي دفتر العظماء نتذكّر بكل احترام أول شهيدين في حرب أكتوبر: العميد/ شفيق متري سدراك، والرقيب/ محمد حسين محمود. وشاءت حكمة الله أن ترتوي أرضُ مصرَ، في أولى ساعات الحرب، بدماء رجلين نبيلين تنوّعا في العقيدة، واختلفا في الرتب العسكرية، واتفقا في حب مصر. شهيدان كريمان، ينظران إلى الله الواحد الأحد من زوايا مختلفة، وينظران إلى الوطن العزيز من زاوية مشتركة.
والقائمة تطول لعظماء مصر الذين نَدينُ لهم بأرواحنا وأرواح آبائنا وأبنائنا، ولا تنتهي عند رجل عظيم رحل العام الماضي، وتشرّفتُ بحضور مراسم جنازته وتقديم واجب العزاء لأسرته الكريمة. اللواء "باقي زكي يوسف". المهندس الشابّ الذي ابتكر فكرةَ هدم الساتر الترابي لخط برليف في حربنا الماجدة. ومازلتُ أطلبُ بإدراج اسمه في مناهج التعليم ليتعرف النشءُ الصغير على رموز مضيئة من رجالات مصر العظماء. وهنا أشكر الرئيس السيسي على إطلاق اسم ذلك العظيم على نفق جميل يربط بين شارعي: التسعين الشمالي، والتسعين الجنوبي في التجمع الخامس. وتحت اسمه نبذة عن الرجل تُخلّد ابتكاره الهندسي الذي يسّر على قواتنا المسلحة الباسلة تحطيم خط برليف، الذي زعمت إسرائيل أنه خط لا يُهدم. فكان عبورُ القناة، وكان النصرُ الكريم على العدو. ذلك هو الرجل الذي منح مصرَ مفتاحَ كسر شوكة العدو، فحُفِرَ اسمُه في سجّل نبلاء مصر.
وأتشرّف بشكل شخصي بأن ذلك المهندس العبقري هو ابن الكلية الجميلة، التي أتشرّف بالتخرج فيها: هندسة عين شمس. عاش في هدوء وخدم وطنه في هدوء وركن إلى مرحلة تقاعده في هدوء، بعيدًا عن الأضواء، ثم رحل في هدوء تاركًا مصرَ وقد حطّمت أسطورةً نسجها صهيونُ أمام العالم عن حصن منيع لا يسقط، فأسقطته فكرةٌ نيّرة أشرقت في عقل ذلك المهندس اللامع. تصدَّع الساترُ الترابيّ أمام شلالات المياه الهادرة من المضخّات، كما تتصدّع ورقةُ شجر يابسة تحت أقدام الفرسان، وعبر جيشُنا الباسل إلى حيث ثكنات العدو، ودحرناه، ليرتفع علمُ مصر زاهيًا، وتصدح أغنياتُ العبور من مذاييع البيوت في كل أرجاء الوطن.
لابد أن يتعلّم أبناؤنا صحيحَ تاريخ بلادهم، ليعرفوا مَن جاءهم بالنصر ومَن منح وطنَهم مفتاحَ العزّة والكرامة. فذلك من شأنه، ليس وحسب إضاءة مناطقَ مشرقةٍ من تاريخنا المصري المشرّف أمام عيون النشء المصري الصغير، بل أيضًا تعليمهم درسًا مهمًّا في "المواطَنة" بمفهومها الصحيح. كونها علاقةً بين مواطن شريف، ووطن يحتضن الجميع، من دون أن يسألهم الوطنُ عن عقائدهم. ذاك أن العقيدةَ شأنٌ فرديٌّ بين الإنسان وبين السماء، بينما الهُويةُ المجتمعية والمواطَنهُ شأنٌ جمعيّ يتوّجُ الجميعََ بهالة من نور تقول بصوتٍ عال وفخور: "هذا المواطنُ، مصريٌّ."
تحيةَ احترام لرموز بلادي الشرفاء الأحياء منهم والخالدين العابرين الزمانَ ممن لا ينساهم التاريخ. وتحيةَ احترام لمن يذكرون تلك الرموزَ ثم يُذكّرون الناس بها. ودائمًا "الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن”.

***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الخائنُ … أيها النبيل!
- يوم من أيام مصر الجميلة... تحيا مصر يسقط كل عدو لمصر!
- مهرجان الجونة … الرقصُ داخل الأغلال
- أن نكون شوكةً في ظهر مصر!
- خالد جلال … يستعيدُ ذاكرةَ (نادية)
- صَهٍ … إن مصرَ تتكلّم!
- اعترافات أجدادي العِظام … السَّلفُ الصالح
- ماعت التي ما ماعت ... في صالوني
- جهادُ المصريين ضد الجهل والطائفية والإخوان
- كانوا وسيمين … كنّ جميلات!
- عنصريةُ اليد اليسرى!
- ابحث عن نسختك الأجمل
- الراهبُ … البون بون … الأخلاق
- فولتير على القومي… يحاربُ العنفَ بالبهجة والتفاؤلتي
- فولتير على القومي… يحاربُ العنفَ بالبهجة والتفاؤل
- بناءُ الإنسان في مصر
- المهرجان القومي لأبي العظماء السبعة
- مصرُ يليقُ بكِ الفرح … الوزيراتُ يليقُ بكنّ الأبيض
- الجرذان
- زمن جابر عصفور


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - اللواء باقي زكي يوسف… كاسر أنف صهيون