أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الخطيب - ربيع المعتقلات السوري














المزيد.....

ربيع المعتقلات السوري


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1555 - 2006 / 5 / 19 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصمت أو السجن, ممنوع حتى التفكير بدون إذن!
في هذا الوطن, كل شيء ممنوع إلاّ المسموح فيه من قبل السجّان!
في هذا الوطن, كل شيء يحتاج إلى موافقة السلطان!

النوم والقيام, والأكل والصيام, مسموحةـ ممنوعة بأوامر الزعران!

ربيع وطني يمر بلا زهور, بدون تغريد الطيور!
بدون عشق الصبايا, بدون حب الشباب,

في وطني هذا توقف الزمن, في وطني هذا يعشش العفن!
في وطني هذا لا أملك حتى نفسي, لا أملك حتى رئتي, لا أملك حتى صوتي!

هذا الطاعون العصري, هذا الجستابو السوري, هذا الملك الديكتاتوري,
هذا الخارج من دائرة الزمن, يغتصب الشعب ويسرق كل كنوز الوطن!

ربيع المعتقلات السورية يزهر في زنازين المناضلين, وعصافيره تغني أناشيد الحرية, وفجره يبشّر بوطن يولد من رحم الوطن المغتصب!

يظهر للمراقب والمتابع للأحداث في سورية, أن النظام ماض في سياسة القمع وأنه قطع أية علاقة أو إمكانية للإصلاح السياسي, ويخلع النظام عن نفسه آخر ورقات التوت ويظهر أكثر عرياً,

تزايد الاعتقالات ما هو إلاّ وصية للمعارضة الوطنية وإشارة للأصوات التي تنادي بالإصلاح داخل حزب البعث المحكوم, الاعتقالات وصية للشعب الصامت كي لا يجرب صوته إلاّ للمبايعة والولاء!

أصبح ممنوعاً أي انتقاد مهما كان خفيفاً, وقد يظن البعض أن بشار الأسد مغلوب على أمره, وأنه ليس سوى واجهة ولعبة بيد أجهزة الأمن وعصابات المافيا الحاكمة, قد يكون أضعف مما يتصوره الكثير لكنه قطع الشعرة الأخيرة التي كان البعض يأمل فيها.

إن كان بشار الأسد لعبة رئيسية أو كان لاعباً رئيسياً في السياسة السورية, لكنه يتحمل كل ما يحدث في الوطن, ولن يستطيع الإفلات مهما طال الزمن,
مصير الأسد قد تحدده بعض العناصر القريبة منه وتتخلص منه وتقضي عليه, وسيكون عندها هو المشجب الذي تعلق عليه العصابات الحاكمة كل الفساد والقمع... وينجو بعدها من يستطيع, أو يتحول من يريد إلى ديمقراطي يؤمن بدولة القانون! أي أن رموز الحكم ستغير جلدها وسياستها وتنخرط في المجتمع.
أو سيكون مصير الأسد الهروب مع زوجته وأسرته الصغيرة تاركاً وراءه كل شيء إلاّ ما غلا ثمنه وخفّ وزنه ويبحث عن ملجأ سياسي في دولة خليجية وليس في إيران!
أو سيطيح الشعب به في أحد قصوره بانتفاضة تزداد عوامل انطلاقتها يوماً بعد يوم!

ويعتقد البعض أن نفوذ عائلة الأسد وأقربائه سيتقلص إلى منطقة الساحل, حيث يظن البعض حدوث اضطرابات داخلية تؤدي إلى تقسيم الوطن,
هذا الاحتمال ضعيفاً جداً, ولا أعتقد بحدوث ما يدعو لتحقيقه, ورغم سلوك النظام العصبي الطائفي وضمن الطائفة العلوية ذاتها, إلاّ أن الشعب السوري بطوائفه الدينية وأقلياته العرقية أكبر من الدخول بهذا المعترك الداخلي, والغالبية الساحقة تؤمن وتؤكد على وحدة الوطن السوري كله!

وقد يكون التحالف الذي ما انقطع بين رفعت الأسد وأقربائه في سوريا بما فيهم الرئيس بشار محاولة جديدة لتمديد عمر حكم الأسرة!

وقد تحمل الأسابيع والشهور القادمة المفاجآت الداخلية, وقد يدفع النظام بغير قصد إلى تحريك الغالبية الصامتة والتي سترتد عليه, وسيدفع هذا الوضع القوى الوطنية لجمع الشمل وتوحيد الجهود ووضع برنامج وخطة عمل موحدة!
وقد تكون حماس وحزب الله ضمن هذه اللعبة التي يحاول النظام لعبها.

نهج القمع مستمر ـ وبغض النظر عن نتائج التحقيق في اغتيال الرئيس الحريري, ومطلوب من القوى الوطنية السورية تحديد موقف جريء وواضح, عقلاني ومنطقي في تعاملها مع القوى الدولية والإقليمية, والخروج من الشعارات التي ما عادت قابلة للاستهلاك والتسويق, وبالضبط الموقف من إسرائيل التي تحتل قسماً من الأراضي السورية!.

التعامل مع القوى الدولية التي تحترم سيادة الوطن وتساعد على التغيير بدون تدخل عسكري خارجي,
وهذه المهمة قد تقوم فيها القوى الوطنية السورية الموجودة في خارج الوطن بشكل أفضل من القيادات الموجودة في الوطن بسبب الظروف التي تعيشها.

القمع والاعتقال قد يسرّع ويوّحد الشعب السوري من أجل انتزاع حقوقه وتقرير مصيره

ليس الإنسان الكبير(العظيم) الذي يقوم بأعمال عظيمة, وإنما نتائج الأعمال العظيمة تجعل من الإنسان عظيماً!
تحية لكل عظماء الكلمة, لكل عشاق الحرية, الشمعة والبسمة والأمل الواعد!
تحية لكم يا أحفاد يوسف العظمة وزير الدفاع السوري بطل ميسلون!
الخزي لأبناء حافظ الأسد وزير الدفاع السوري بطل حماة والجولان!
وسيزهر الربيع من جديد, لا محالة!

بودابست, 18 / 5 / 2006. د. فاضل الخطيب



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة في سورية
- لقاء بودابست, خطوة للأمام أم مراوحة في المكان
- العمال, أمس اليوم غداً
- الانتخابات البرلمانية الهنغارية
- محبة الأسدان وعَرَق الريّان!
- التاريخ يصنع مرة, ويكتب أكثر من مرة
- الأوكسيجين السوري
- الراية والنجوم
- ديالكتيك المذكر والمؤنث بين الثور والثورة!
- نوروز, عيد الكرد, عيد الربيع, نوروز عيد الجميع!
- الشيخ حسن نصر الله: ثورية غيفارا أو ملالي عاشورا!
- تحية إلى حبات البذار أمام القصر العدلي
- وزيرة سورية ضد تحرر النساء
- إله الزمان, اترك النسوان
- فحولة فتاة من بلدي
- يا نساء بلادي اتحدوا
- إله العراقيين يأكل أبناءه
- تسعيرة سورية في بودابست
- مسكين هذا الإله إذا كانت هذي الرعاع رعاياه
- سورية-توحيد كل أصوات التغيير من أجل تقرير المصير


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الخطيب - ربيع المعتقلات السوري