أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هاله ابوليل - سالي الأرمينية الجميلة














المزيد.....

سالي الأرمينية الجميلة


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 6377 - 2019 / 10 / 12 - 13:36
المحور: سيرة ذاتية
    


كنا نعيش في مبنى سكني تم تحضيره ليكون مدرسة للأطفال حتى سن العاشرة
وكانت سالي معلمة سابقة تعلم الاحرف وتردد اغنية
I LOVE U
وفي كل صباح كان هذا المشهد يتكرر يوميا
ثمة طفل هزيل ومريض ويعاني من اندلاق في شفته وتشوه جمالي في وجهه يظهره بشكل مقزز للنفس كان هذا الطفل يعانق المعلمة سالي وكأنه يعانق امه
فأتعجب واقول بسري يا لها من امرأة عظيمة
كيف لها ان تحتمل رؤية هذا الطفل -المسكين لمدة ثماني ساعات, بل كيف تقبّل هذا الصّغير !
في الحقيقة, لن و لم اكن مثلها , هي فنانة حقيقية و شفافية واضحة, فقد كانت تعتني بهذا الطفل المسكين وتبذل جهودا عظيمة من أجل العناية به وكأنها أم انجبته
وبينما كانت المعلمة التافهة "منتهى" تتقزز علانية من منظر الطفل وتعلق على ذلك المنظر بسخرية كانت سالي الشقراء الأرمنية - ذات الوجه الصبوح تحضن هذا الطفل كل صباح بدون إدعاء
فقد سكب الله محبة هذا الصغير في قلب هذه المعلمة فتقبلته عن طيب خاطر وعاملته كطفل لها .
في داخلي كانت هذه الإمرأة - التي لم أنسى اسمها ابدا في حين نسيت المئات من الاسماء الاخرى من المعلمات اللواتي لم يحدثن اي فرق في داخلي
ولكنها سالي تلك التي غرزت جذورها بشخصيتها الحنونة وحفرت اسمها في اعمق أعماقي.
كانت شفافة وصادقة وطيبة و رائعة لدرجة لا يمكن الاستهانة بها. صحيح إن لكل شخص عيوب ولسالي عيوبها ايضا لاشك بذلك فربما كانت والدة ذلك الطفل تدعمها ماديا أو تعطيها هدايا وهذا شائع هناك
ليس كرما منهم بقدر ما هو نوع من الإستعراض والغرور وتضخم الذات إلا من رحم ربي طبعا ولكن
أن تظهر عيوبك بفجاجة مثل ما كانت منتهى تفعله ليس كمن يخفيها .
بالنسبة لي كانت سالي معلمة تستحق كل اوسمة الدنيا وأنا اراها تقبل طفلا يعاني من دلق في شفته اليسرى في عيب ظاهري لا يمكن للأم التي ولدته استساغته واطالة النظر اليه.
لم يكن مطلوبا من سالي معاملته بعناية
لم يكن مطلوبا أن تقّبله كل صباح حتى امه واعتقد جازمة إنها كانت تتحاشى هذا الفعل
لكن سالي كانت تفعل ذلك وتعتني به كأم رحومة ولكن بعد أن عرفت فيما بعد أن سالي امرأة عاقر
أو ربما لم تنجب بعد في حين ربما كانت والدة الطفل تتذمر منه وتتمنى موته فربما سالي كانت تتمنى هذا الطفل .
في الحقيقة في ذلك الزمان ,كنت لا أعي مشاعر الأمومة ولا أفكر بها مطلقا ,فقد كان شعاري اننا لسنا بحاجة يوما للاجئين جدد كما قالها محمود درويش ولكن هذه الأرمينية حظيت بداخلي باحترام لا يمكن نسيانه. ولكن ما حدث فيما بعد أن السيدة حمدة ومدير المدرسة المكلف حينذاك السيد فاروق طلبا من سالي بنهاية العام تقديم استقالتها ,لأنها لا تملك شهادة جامعية
وقد صدمت من هذا الفعل الشائن
ايمكن أن تتخلى أي مدرسة في العالم عن معلمة مثل سالي !
وتحتفظ بمعلمة تافهة كريهة مثل منتهى التي كانت تبدي تقززها من الطفل علانية !
ايمكن أن لا أرى سالي بعد ذلك !
منذ ذلك اليوم كرهت ذلك المكان وقررت ان اذهب خلف كل سالي جميلة و شفاقة
فأي مكان لا اشعر بالراحة به
سأتركه من اجل كل سالي
جميلة وشفافة وجنون




#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمعات استهلاكية و العيب فيكم
- ثقافة العيب هل هي ثقافة أم ظاهرة !
- تنسى كمصرع طائر , ذكريات الطفولة والذاكرة المثقوبة
- ما فعلته صحف وقناة فوكس التي يملكها مردخاي اليهودي - الصهيون ...
- اسلحة الخداع الشامل التي شنت حربا على العراق
- مافعلته صحف وقناة فوكس التي يملكها مردخاي اليهودي - الصهيوني ...
- مجرد اكاذيب وليست اكاذيب حقيقية
- -استخدام الخوف - تلخيص لأبرز ماجاء في كتاب أسلحة الخداع الشا ...
- كيف مول السيناتور الامريكي تشارلي مجاهدي الأفغان
- الجلوس فوق مرتفعات وذرينغ -Wuthering Heights
- كيف قام charelle Wilson بتمويل المجاهدين الأفغان لدحر البعبع ...
- رحلة صباحية سيرا على الأقدام
- شيفرة دافنشي ودراسة عن التوافق بين الرواية والفيلم .
- شجرة جوز في الهند والزهايمر وأشياء اخرى
- سبع رسائل لسبع شخصيات وحرب عشواء
- الفيل الذي يجب ان يعرف من يمتطي ظهره.
- -A Hologram for the King - توم هانكس والسعودية والفيلم الممن ...
- غاتسبي العظيم والحب الذي قتله
- سيدفعون وهم صاغرون
- الجامعات ليست للبيع و لا لشراء الولاءات والاصطفافات السياسية


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هاله ابوليل - سالي الأرمينية الجميلة