زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 6377 - 2019 / 10 / 12 - 11:17
المحور:
المجتمع المدني
عبلّين كما الكثير من بلداتنا العربيّة تعجُّ بالأطر والجمعيّات المجتمعيّة ، التي تحمل في ثناياها العطاء والمحبّة وتقريب القلوب، والعمل الدّؤوب في سبيل رفع شأن الأمّة والمجتمع المحليّ بكلّ ألوانه وأطيافه ، فتُخفّف من وطأة العنف المقيت الذي يضرب مجتمعنا في الصميم.
وجمعيّة " عبلّين في القلب " هي احدى هذه الجمعيّات التي تتبارك بها عبلّين.
وهي عبارة عن مجموعة من الشّباب والشابات المثقفين والذين يبادرون ويُبدعون ويبتدعون أساليبَ جميلة في زرع الجديد والمفيد والعابق بشذا المحبّة ، والرّافل بسربال العطاء والفنّ والمعرفة ، والعلم والتجديد والترفيه، من خلال منصّات ادبية ومسرحيّة ، وندوات وبرامج تُلوّن حياة المواطن العبلّينيّ وتطرد الروتين.
ومن بين هذه البرامج والتي أعجبتني – وكلّها تستأهل الإعجاب- فكرة " كتاب وحارة" حيث يقوم الكُتّاب والكاتبات وبعض المربيّات العبلّينيين بسرد قصّة أو أكثر في كلّ حارة من حارات البلدة ، بحيث يجتمع في أحد البيوت أطفال الحيّ ويتحلّقون حول الكاتب او الكاتبة أو السّارد وهو يقصّ ويسرد لهم نتاج قلمه وفكره بسرده الجميل المعبّر.
واليوم السبت 12- 10- 2019 سأمرّ بهذه التجربة الجميلة ثانية بعد أن مررتُ بها في السنة الماضية كما مرّ بها غيري من كُتّاب وكاتبات قصص الاطفال، فانشرح قلبي وسعدت أيّما سعادة وأنا أرى الأطفال يتحلّقون حولي في لهفة لهفى.
كيف لا ؟! والكاتب بعينه يحكي لهم ويسرد قصّةً أو قصّتيْن من
قصصه ..... وما كانوا يحلمون بذلك.
ولعلّ الأجمل والأحلى أن تجد أنّ من بين الحضور – كما وجدتُ في السنة الفائتة - أن تجدَ بعض الجدّات والامهات ينصتن الى القصّة بشغف كبير وهؤلاء كُنَّ بألأمس القريب والبعيد تلميذات لك ، فيعود بهنّ وبك الزمن الى الزمن الجميل ؛ زمن المقعد والطالب والمُعلّم الآمر والنّاهي والذي يصول ويجول بمحبّةٍ ووَقار ؛ هذا الوقار الذي ضاع بريقه اليوم مع وهج الحضارة وفي زخم التقدّم المتسارع !!!
تجربة جميلة وموّال يحلو لي أن أشارك في غنائه على منصة الحارة، خاصّةً وأنّك أنتَ أنتَ واضع كلماته ومؤدّيه ، والمستمعون والمشاهدون يكوّنون سيمفونية جميلة من كلّ الأجيال والأذواق، تنصتُ وترنو بعين الماضي الجميل تارةً وعين الآتي أخرى.
ألف اضمامة منتور ، أزفّها ريّا لجمعيّة " عبلّين في القلب " على جهودها الخيّرة والمباركة .
دمتم منارةً تشعُّ وسفينةً تُبحر مُحمّلةً بالأطايب في بحر مجتمعنا المتلاطم الموج.
بوركتم وبورك عطاؤكم.
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟