أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - يصارعون تركيا على أمنها القومي














المزيد.....

يصارعون تركيا على أمنها القومي


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6377 - 2019 / 10 / 12 - 09:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدوائر الرسمية والصحف اليمينية والليبرالية الأمريكية والأوروبية على حدا سواء، إتخذت عنوانين " تركيا تهاجم الحليف الكردي للولايات المتحدة" وأوروبا، إن تلك الهجمات الإعلامية إنعكاس لسياسات الخارجية الأمريكية والأوروبية، حيث بلغ الأمر تقارب أمريكي روسي في مجلس الأمن وعلى مسافة من الموقف الأوروبي، فالمواقف بينهم متارجحة ما بين تفهم لدور التركي في سوريا ثارة، والسخط عليه عند منعطف ما، فماذا هناك يا ترى؟

ما استجد أن عملية نبع السلام التركية العسكرية قد جاءت بعد أن نفضت الولايات المتحدة يديها من المسرح العسكري السوري، والإعلان الضمني عن فشلها في تحقيق السيطرة التي أرادت أن تحققها عند قدومها العسكري إلى سوريا لكي تحقق توازن سياسي مع روسيا وإيران وحزب الله، وخلال ذلك واجهت تحديات كثيرة من قبل حلفاء نظام بشار الأسد، وتلمست عدم جدوى منافسة تلك القوى والتي تمثلك أوراق لا يمثلكها الأمريكيون في سوريا.

لقد أرادوا أن يقطعوا الطريق على كل من روسيا،إيران،تركيا،حزب الله وداعش في سوريا، وقد أتحد الجميع على ضرب داعش وتحقق لهم ذلك، وفي ظل غياب الأخير من المشهد رأى الأمريكيين أن وجودهم في سوريا مكلف اقتصاديا ناهيك عن أنه غير عملي، كما أدركوا أنهم لا يمثلكون مؤيدين سوريين بعد إستثناء سوريا الديمقراطية المناطقي.

لقد تناسى الأمريكيين أن تركيا حليف تاريخي لأمريكا!
بينما لا تجمعهم خلفية أيديولوجية مع سوريا الديمقراطية ذو الخلفية اليسارية، ويشمل ذلك حلفاء الولايات المتحدة ممثلين في بريطانيا،ألمانيا،فرنسا وإسرائيل، كل هؤلاء الأعضاء في حلف شمال الأطلسي وفرنسا وإسرائيل التي تربطها علاقات سياسية مع تركيا، ازعجهم دور انقرا في سوريا.

الغرب عموما يصفي حساباته مع تركيا على خلفية مواجهتها لقوات سورية الديمقراطية، والتي تلعب دور الممثل المناطقي لهم في سوريا، ويرون في تدحرج هذا الحليف الاستثنائي تقدم لسياسة الخارجية التركية،الروسية والإيرانية، فالغرب يدرك أنه ليس لديه مصداقية بين الشعب السوري الذي راهن على أن ينقدوه من هجمات نظام بشار الأسد وحلفائه.

تركيا لديها حدود مع سوريا، بينما أمريكا،فرنسا،روسيا وغيرهم حضروا إلى سوريا، في حين يستنكرون ذلك على جار سوريا الشمالي!
فكل هؤلاء تدخلوا في سورية انطلاقا من كونهم دول كبيرة، وتسعى للحفاظ على مصالحها في المنطقة، وفي المقابل لم يحققوا مصلحة لشعب السوري الذي تصارعوا على شتى مجالاته.

الجميع بعد أن تورط وفشل يرغب إسقاط تركيا في المستنقع السوري، أنهم لا يرغبون في تفهم أن سوريا وتركيا قد تجوزتا مرحلة صراع سياسي على الأراضي المتنازع عليها، حيث بلغوا واقع جديد مع حلول عام ١٩٩٨ حينما تم توقيع إتفاقية اضنة في تركيا بين دمشق وانقرا، وهو ما فتح وأسس لآفاق جديدة بين الدولتين والتقارب بينهما على شتى المستويات.

سورية الديمقراطية من صلب استراتيجيتها الإنفصال عن الجمهورية العربية السورية، وتأسيس دولة مستقلة، ورغم ذلك فإن علاقات هذا المكون السياسي المناطقي على سياق تحالف سياسي مع نظام بشار الأسد، رغم تباين المصالح السياسية.

إلا أن التقارب بينهما يأتي على خلفية المكايدة مع تركيا، إنها مصلحة سياسية عابرة في طبيعتها الإستراتيجية، إذ ليست هناك قواسم مشتركة ومبدئية على غرار العلاقة التركية مع دول حلف شمال الأطلسي، وطبيعة العلاقة بين المكون الكردي والحلف الغربي ليست إستثنائية، فهي رهن لملامح العلاقة بين انقرا والدول الغربية.

الصراع في سوريا أثر على دول الجوار وأوروبا، وتركيا من الدول المتضررة منه، كما أنها تمثل كأحد الاعبين السياسيين في الساحة السورية، وذلك بحكم الجوار الجغرافي ودعمها للمعارضة السورية والتي وجدت تفهم ما من قبل الدول الغربية وبعض دول الخليج العربي، إلا أن كل هؤلاء لم يستطيعوا أن يقفوا بصورة شفافة وراء دعم تلك المعارضة التي تخلوا عنها ضمنيا وصراحتا.

الأمريكيين والأتراك عملوا معا ميدانيا لتنسيق العسكري في سوريا، ولم يوفقوا في ذلك التحالف السياسي والعسكري، وعدم رغبة واشنطن في كبح جماح المكون الكردي، حال دون تفاهم سياسي بينهما، فالحكومة الأمريكية تسعى أن تصطف تركيا خلفها في صراعها على الأراضي السورية، في حين ترى الأخيرة أن ذلك تلاعب بأمنها القومي ومساومة عليه.

كما أن نظام بشار الأسد غير قادر على تفعيل إتفاقية اضنة ومراعاتها والتي يفترض أنها كانت ستحمي سيادة سوريا وتركيا معا، حيث جعل من هذه الدول ساحة حرب وصراع سياسي ما بين روسيا وحلفائها من جهة مع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين وعرب الخليج، وبالمحصلة فقد أثر ذلك على تركيا كثيرا، ورغم أن منطق السياسة كان يستدعي أن تقف كل تلك الدول التي تعلن الخصومة تجاه النظام في دمشق وراء تركيا، فإن منطقهم معكوس ويقضي بأن تقف انقرا خلفهم!



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياج البيت لا يسع المرأة
- الصومال والضغوط الخارجية بشأن نزاعه مع كينيا
- على العيسى القبول بقواعد اللعبة
- فاسدة الصومال عبئ على حقوق الانسان
- التغيير في السودان معادلة إثيوبية
- الصومال وإعادة إنتاج قوى الحرب الأهلية
- الكونفيدرالية في الصومال مشروع انفصال
- إعلامية صومالية تكشف الفساد في الإذاعة البريطانية
- التغيير في مصر يقوده مقاول فاسد!
- أسهم في أرامكو مقابل أراضي الصومال!
- الصومال والأطماع الإثيوبية والإماراتية
- ماهية العام الميلادي الحبشي
- أبورغال قربان العرب والمسلمين
- إبداع الحركة الرياضية الصومالية إستثنائي
- الرئيس جيلي وحكايات من تاريخ جيبوتي
- جيبوتي وما أدراك القادم!
- شبوة اليمنية ستبعثر المجلس الانتقالي الانفصالي
- دارفور وكردفان في المعادلة السودانية المعاصرة
- العرب ما بين استبداد السلف والخلف
- الصومال فريسة الأرز الحرام..


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - يصارعون تركيا على أمنها القومي