أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن خليل غريب - (الدعشوية) و(الحشدوية) ظاهرتان لاقتلاع الأهداف الوطنية والقومية















المزيد.....

(الدعشوية) و(الحشدوية) ظاهرتان لاقتلاع الأهداف الوطنية والقومية


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 6376 - 2019 / 10 / 11 - 12:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(الدعشوية) و(الحشدوية) ظاهرتان لاقتلاع الأهداف الوطنية والقومية
في القاموس السياسي الجديد، تعرضت للتشويه مفاهيم الصراع على المستوى القومي، بين الخطاب الوطني ومفاهيمه الفكرية، والخطاب المعادي للفكر القومي العربي.
تعاون على تعميم التشويه كل من المشروعين الامبريالي – الصهيوني من جهة، ومشاريع حركات الإسلام السياسي من جهة أخرى.
وفي هذه الأثناء ظهر الصراع وكأنه تسابق بين قوى دينية سلفية على حيازة قيادة التغيير على المستوى القومي العربي بين تلك القوى نفسها، ولكن على قاعدة العودة إلى مفاهيم أكل الدهر عليها وشرب منذ مئات السنين بل آلافها.
إن قواعد التغيير الثقافي والسياسي، التي شقت طريقها منذ الربع الثاني من القرن العشرين في الأوساط الفكرية والسياسية العربية، كانت تصطدم بعائقين أساسيين، وهما: مشاريع الإمبريالية – الصهيونية من جهة، ومشاريع حركات الإسلام السياسي من جهة أخرى. لأن فيها ما يحول دون هيمنة أمبريالية – صهيونية وُضعت أسسها في أوائل القرن العشرين؛ وفيها أيضاً ما يُسخِّف من أوهام حركات الإسلام السياسي، ويعيق مسارات تنفيذ تلك الأوهام في إعادة الأمة العربية، كون الأكثرية من العرب يدينون بالإسلام، إلى الوراء مئات من السنين. أي إعادة الثقافة العربية إلى عصور الظلام التي شكلت المادة الخام المعرفية عند أكثرية ساحقة من المجتمع العربي.
على مسرح الأحداث اليوم، بعد احتلال العراق كآخر حصون حماية الفكر القومي العربي، احتضن الإعلام الامبريالي، وكذلك إعلام حركات الإسلام السياسي المدعوم أمبريالياً وصهيونياً، ظاهرة الصراع بين داعش والحشد الشعبي. وأصبحت الصورة وكأن تلك الظاهرة، في مناهجها المعرفية وأهدافها السياسية، توحي بأن البيئة الثقافية والمجتمعية عند العرب ليست أكثر من صراع محصور بين (الدعشوية) والحشدوية)، بما يمثلانه من صراعات بين المذاهب الإسلامية. وبذلك ارتكبت تلك الأوساط أكبر جرائم العصر بحق العرب عندما شوَّهت أهدافهم في التحرر والانعتاق من الآفات الطائفية ومخاطرها على تطور الأمة العربية ودخولها عصر التقدم الحضاري الحديث والمعاصر.
في تشويه صورة أهداف الأمة، أصبح العرب في منظور الرأي العام العالمي وكأنهم قوم متخلفون يعيشون بعقلية مئات السنين إلى الوراء. وبذلك تناسى العالم أن للعرب أهدافاً في التقدم والتغيير، ومقاصد جدية في التحرر من الاستعمار، وفي محاكاة التطور العلمي والمعرفي، وفي مجاراة البشرية بعصر التكنولوجيا ومفاهيم الدولة الحديثة. فالعربي أصبح في وسائل الإعلام المعادي واحداً من إثنين: إما (دعشوي)، وإما (حشدوي)، بما يرمز إليه مفهوميهما الطائفي السائد والمتعارف عليه بأنهما ظاهرتان من مظاهر التخلف والاقتتال الداخلي بين أبناء الوطن الواحد. وبمثل هذا الواقع المزيِّف أصلاً، ولأغراض مخطط لها، يتم التعتيم على حقيقة الصراع والانحدار به من سقف أهدافه الوطنية التحررية والتقدمية، إلى قعر أهداف الصراع الطائفي والمذهبي، بما يعنيه من جهل ومن تخلف. فكيف تأسست كل من الدعوتين؟

الدعشوية والحشدوية صناعة أمبريالية وصهيونية وأسلاموية:
آخذين بعين الاعتبار أن الثقافة الشعبية السائدة في أقطار الوطن العربي ثقافة دينية سطحية، تنفعل بالانتماء المذهبي والطائفي، الأمر الذي دفع بالقوى المعادية للأمة العربية باستغلال هذه الظاهرة للتخطيط لمشاريع تفتيت المجتمع العربي إلى كيانات ينخرها الصراع الطائفي. وذلك لمنع أية وحدة سياسية تهدد مصالح تلك القوى. فكانت ظاهرتا (الدعشوية) و(الحشدوية) والصراع بينهما صناعة أجنبية، وتنفيذ محلي بامتياز. فكيف تأسست الظاهرتان؟ وكيف هو واقعهما الحالي؟ وما هي آثارهما على وضع معظم أقطار الوطن العربي؟
-مفهوم الدعشوية وظروف تأسيسها: يرتبط تأسيس (داعش) مع البدء في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد. وظهرت لأول مرة في سورية في العام 2014، وامتدت إلى العراق في حزيران من العام نفسه. وعلى الرغم من أنها ظهرت بأسماء عدة، في العراق المحتل وما قبله، فهي تعتبر امتداد للفكر السلفي التكفيري. وهدفها المركزي إحياء دولة الخلافة الإسلامية حسب الأسس التي أرساها الخلفاء الراشدون. وأما على صعيد الاستفادة منها، فقد استغلها النظام التركي لتشكل الأداة الضاربة لتحقيق أهدافه باقتطاع جزء من الوطن العربي لتحقيق مصالحه.
-مفهوم الحشدوية وظروف تأسيسها: يعود تأسيس الحشد الشعبي في العراق إلى النصف الأول من العام 2014، بفتوى من علي السيستاني، المرجع الشيعي الأعلى. وأطلق عليها (فتوى الجهاد الكفائي). وكانت مبرراتها مواجهة تنظيم داعش. وبهذا يتَّضح بأنها امتداد للفكر السلفي الشيعي، وذلك لارتباط ظروف تأسيسها، ومعرفة دوافع السياسيين الذين مهدوا لتأسيسها، حتى قبل صدور الفتوى. فهي بوضوح كامل أداة استخدمها نظام ولاية الفقيه في إيران من أجل تحقيق أهدافه في بناء دولة (الإمام المهدي المنتظر).
وهنا، لا يعني ارتباط كل من الظاهرتين بقوة إقليمية، أنهما صناعة إقليمية فقط وتستمران بدعم منها؛ وإنما حقيقة الأمر أنهما تلقيان الدعم الكبير من قوى الاستعمار والصهيونية أيضاً لأنهما عاملان من عوامل تفتيت الوطن العربي للحؤول دون وحدة العرب السياسية، فمنع قيام وحدة عربية هو هدف استراتيجي لكل من الحليفين الدوليين.
فاستنتاجاً من العرض المكثَّف، نرى ما يلي:
أ-ما وُجدت ظاهرتا (الدعشوية) و(الحشدوية) إلاَّ لتجهيل أهداف الأمة العربية، والوقوف في وجه وحدتها وتطورها.
ب-إذا لم تجد الظاهرتان ما تأكله فإنها تأكل (أبناءها). وهذا ما يحصل للحشدوية في العراق في هذه المرحلة. وهذا ما تفعله الدعشوية أينما حلَّت لعنتها.
ج-يتشارك في احتضان الظاهرتين، تصنيعاً وتمويلاً وتشجعياً ومداً بأسباب البقاء، كل من النظامين الطائفيين في تركيا وإيران، وفي دول الاستعمار والصهيونية العالمية.
وأما العلاج الشافي منها، فيتمثَّل بالتالي:
أ-رفض الأيديولوجيا التي تعلنها كل منهما رفضاً قاطعاً. والعمل بإخلاص في سبيل دعم الدولة الوطنية المدنية التي توفِّر وحدة العقيدة، وتعمم فرص المساواة بين شتى أطياف المجتمع الوطني.
ب-تذويب النزعات الطائفية وصهرها في قالب وطني جامع، لأنها الوسيلة الوحيدة في المحافظة وحدة المجتمع. وكذلك تذويب النزعة القطرية وصهرها في قالب قومي عربي وحدوي، لأنها الوسيلة الأقوى في مواجهة أعداء الأمة العربية.
ج-اعتبار الانتماء الديني حرية فردية، ورفض الدعوات الطائفية التي ترفعها (الدعشوية) و(الحشدوية) تحت شعارات (نصرة الدين) أو (نصرة المذهب).
وأخيراً نختتم مقالنا هذا، بحادثة رمزية تقول: (سئل طفل عن دينه ومذهبه: هل أنت شيعي أم سني؟ أو كاثوليكي أم أرثو ذكسي؟ فقال: (أنا جائع أريد وطناً).



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاختلاف حول الهوية القومية أزمة تعيق حركة التحرر العربي
- بين تحديث التكنولوجيا وتحجيم القيم الإنسانية
- هل تتعلم دول الخليج العربي من أخطائها؟
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام الحلقة الأخيرة
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام الحلقة الثالثة
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام الحلقة الثانية
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام (الحلقة الأولى)
- بعد ألف وأربعمائة سنة من التكفير والتكفير المضاد
- الظاهرة الدينية بين العمق الروحي والسطحية البدائية
- الحراك الشعبي وحركة التحرر العربي جناحان تتكامل بهما عملية ا ...
- ملف حول قيام الدولة الفلسطينية والقضية القومية الكردية وحقوق ...
- دراسة تاريخية ومعرفية في عناصر تكوين القومية العربية
- الفصل الرابع من كتاب الماركسية بين الأمة والأممية
- الفصل الثالث من كتاب (الماركسية بين الأمة والأممية).
- الفصل الثاني من كتاب - الماركسية بين الأمة والأممية
- كتاب الماركسيـة بين الأمـة والأمميـة - الفصل الأول: مقدمات م ...
- الناسخ والمنسوخ
- الإشكالية بين الفكرين القومي والديني


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن خليل غريب - (الدعشوية) و(الحشدوية) ظاهرتان لاقتلاع الأهداف الوطنية والقومية