أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد التهامي بنيس - أحزاب لا تبدع حلولا . ذيول تراقص ذيولا














المزيد.....

أحزاب لا تبدع حلولا . ذيول تراقص ذيولا


محمد التهامي بنيس

الحوار المتمدن-العدد: 6375 - 2019 / 10 / 10 - 00:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أحزاب لا تبدع حلولا . ذيول تراقص ذيولا

ليس هو الحنين إلى الماضي النضالي من أجل الماضي , أو التغني والانتشاء بلحظاته الممتعة والحميمية السائدة . والتضامن في السراء والضراء . ولكن من أجل استحضار الإبداع السياسي واستلهام قضايا المجتمع وابتكار أساليب التعريف بها والدفاع عنها وإقناع الآخر بمضامينها وأهدافها , والانخراط الفعلي في كل محطاتها النضالية في إطار النظام السائد واللوائح الداخلية للحزب وبرامج الأنشطة التوعوية وأنشطة التكوين . حيث كان المحاضر يبدع وتبدع العروض وتبدع طرق التشارك في الورشات , وتقترح قصاصات بإبداعات خاصة في الكتابة والتوزيع . والتواصل بالصور والأشرطة وأساليب الخطابة المقنعة والمؤثرة . ويكون لذلك تأثيره في اتساع دائرة الاستقطاب وجاذبية الالتحاق بصفوف الحزب عن رغبة وطواعية واقتناع واستيعاب للمبادئ والقوانين , هذا الإبداع السياسي أو الإبداع في ممارسة السياسة والتفكير السياسي الخلاق , والتشبع بالأخلاق السياسية السامية التي كانت لزمن قريب تحبب السياسة للمواطنين وتجعل الحزب مدرسة في التكوين ومدرسة في الوطنية الصادقة . هذا النوع من الإبداع , غاب نهائيا عن الدواليب كما على الأنشطة – إن كانت هناك أنشطة – حيث تتجول في البلاد شمالا وجنوبا , وغربا وشرقا ولا تجد نشاطا حزبيا يستقطب حضورا . لأنه باختصار لن تجد ما يفيد , ولن تجد ما يساير اهتماماتك وحاجياتك , ولن تلمس إبداعا لحلول ما تعيشه ويعيشه عامة الناس من مشاكل . بل إذا كلفت نفسك وفضولك بحضور لقاء نادر , تخرج منه وقد ازددت ضبابية وغموضا والتباسا . ولو بحث أو تساءلت عن سبب هذا التردي السياسي , ستلمس أن الأحزاب اليوم – بدعوى التأقلم – تمارس أسلوب التقليد المعتمد على حفظ المعلومات وترويج التعليمات والتوجيهات الصادرة عن الجهات المهندسة للعمل السياسي والمحددة لأبعاده ومراميه . أي أن كل الأحزاب – وأقول كل الأحزاب – تفتقر للموهبة وإبداع الحلول . مع بعض التفاوت بين الخطأ والصواب . فلن تجد مثلا كاريزما تتوفر فيها حاسة سادسة متطورة , تقدر الأحداث قبل حدوثها من خلال معطيات مهما كانت شحيحة , تهتدي لطريق بلوغ الهدف من بين عدة طرق , ينظر إليها الممارس التقليدي أنها مستحيلة , ولكن إبداع الكاريزما , يجعلها تتحقق على أرض الواقع , وبحكم هذا التأثير والتأثر , تصبح لكل مناضلة ولكل مناضل حسب موقعه , كاريزما شخصية مبدعة مقترحة فاعلة تعمل فتحقق المستحيل . وهذا ما قال عنه خبراء السياسة " إذا كانت السياسة هي فن الممكن , فإن الإبداع في السياسة هو فن المستحيل "
والخلاصة . أن على أحزابنا بدل البكاء والتشكي من العزوف السياسي . أن تبدع وتجتهد سياسيا وفي كل الميادين , في تقديم إجابات وتبدع حلولا لمشاكلها الداخلية أولا , لأن ما كانت تتشدق به من أن الاختلاف دليل على الحركية الداخلية . أصبح خلافا حول المنهجية وحول التدبير وحول القناعات , ولربما حول المبادئ أيضا ثم ثانيا , تقدم إجابات وحلولا لقضايا المجتمع الذي هو أساس وجود هذه الأحزاب . بأن تبدع في البرامج . تبدع في صياغة البرامج . تبدع في إشراك المواطنين عامة والمناضلين الذين هم صلة الوصل مع المجتمع الذي ينتمون إليه . تبدع في الحضور اليومي والتواجد الفعلي لتعانق هموم الشعب وتدارسها وإبداع الحلول لها , وتكف عن الوقوف عند ويل للمصلين , بإعادة إنجاز التشخيص كأنه غاية وليس وسيلة لاقتراح حلول لمشاكله , فالمجتمع يعرف هذا التشخيص أكثر ممن يقوم بتشخيصه , لأنه جزء منه , بل هو حياته اليومية ومعاناته مع الركود الاقتصادي والبطالة والتعليم الرديء والعلاج المفقود والثقافة والفن المائعين والرياضة المتدهورة , والمحسوبية والزبونية واللامساواة , والفساد الإداري والفساد الأخلاقي و..و..و.. وأعتقد أنها ( أي الأحزاب ) في إطار اكتفائها بالتقليدية . لن تضيف جديدا عن أي تشخيص قامت به الجمعيات المعترف لها أو المؤسسات والمجالس المختصة . وعليها بدل قصر اهتماماتها على الاستوزار أو ما يضمن الاستفادة من الريع . أن تبدع ما يحقق هذا المطمح الجديد لتحقيق النموذج التنموي الجديد , بأن تكون الكفاءات وتصقل خبرتها وتجربتها , وتشجع مبادراتها ولا تتركها فعاليات مغمورة في طابور الانتظار , كي يتسنى لها إبراز حمولات أفكارها والتنافس بمشاريعها المبتكرة , سواء في التنظيم الداخلي وتطويره , أو عن طريق المساهمة في تدبير الشأن العام , الوطني والجهوي والمحلي , فروح الإبداع كما تقتصد في الكم وتنجح الكيف , تسلك أفضل الطرق الموصلة لحل الأزمات , وتعيد الثقة في العمل السياسي والتنموي الذي يجعل الجماهير في صلب اهتماماتها , ويدخلها في قلب النموذج التنموي الجديد بهدف حل الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية والأمنية , في كل ما هو مادي أو لا مادي , وبفعالية مقنعة وبإنجازات ملموسة , تبتدئ من تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة , أفقيا داخل هذه الأحزاب , وعموديا بتقليص أعدادها وإنهاء البلقنة التي لم يعد لوجودها أي مبرر . وتنتهي بالتنمية وخطوات التنمية , حتى لا يتحول النموذج التنموي الجديد , إلى نماذج التنمية السابقة التي مهما سجلت من نجاح لا ينكر , فإنها فشلت في إنصاف الشعب , وفشلت في معاقبة كثير من المخلين والمتلاعبين من السياسيين أو أصحاب المناصب السامية أو من المسؤولين عامة . وكل عودة حزبية للممارسة التقليدية في أي تشخيص , أو تشخيص للتشخيص - وبحكم أنها لا تحسن لحد الآن سوى التقليد - ستعيد علينا نفس الحقائق ونفس الأرقام ونفس الحالات ونفس النتائج ونفس الصراع من أجل الريع , بينما المطلوب هو إبداع الحلول , التي تسهم بحق في بلوغ النموذج التنموي المطلوب , وإلا فكل فئات الجماهير الشعبية بما لها من ذكاء وذكاء متطور, ستقول لا لوم علينا , ما دام هذا هو سر العزوف السياسي والتهرب والهروب من الأحزاب

فاس . محمد التهامي بنيس



#محمد_التهامي_بنيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الاشتراكيون . انهضوا
- في مواجهة مرآتي
- في خبر كان
- سياسة أو شياشة
- إن تتأمل , تتألم
- حلم ثقافي -- جليس مقهى
- العواصف و الساسة
- العواصف تحركهم كيف تشاء
- سياسة الحقيقة والحب والجمال
- يا ساسة الوطن . يا قادة أحزابنا الوطنية
- مللنا الانتظار , كفى من هدر الزمن
- قابع في حارة الظلام
- ما الحل ؟
- أف . ما عاد لي من أرب
- با سعيد . بائع الكتب المستعملة في فاس
- سلوا البيت .. من فحمه ؟
- قصة . لن تكون .. أو الواثق من غبائه
- الملائكة الشياطين
- أعدا دهشة . لا أعداد تدبير
- أخي . يامن فرقت الأيام بيننا


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد التهامي بنيس - أحزاب لا تبدع حلولا . ذيول تراقص ذيولا