أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - هل يرثي فراس حجّ محمد نفسه أم أمّته














المزيد.....

هل يرثي فراس حجّ محمد نفسه أم أمّته


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6374 - 2019 / 10 / 9 - 16:52
المحور: الادب والفن
    


صدر عام 2019 ديوان "ما يشبه الرّثاء" للشّاعر الفلسطيني فراس حجّ محمّد، عن دار طباق للنّشر والتوزيع في رام الله، ويقع في 194 صفحة من الحجم المتوسط.
كتب الشّاعر فراس عمر حجّ محمّد، الشعر، والنقد واليوميات والمقالة، وصدر له حتّى الآن حوالي ثمانية عشر كتابا، ومن يتابع كتابات هذا الشّاعر سيجد أنّه كاتب إشكاليّ، جريء، يملك ناصية اللغة، مرهف الأحاسيس، يسعى إلى تطوير أدواته الكتابيّة؟، مستفيدا من ثقافته وسعة اطلاعه، وفراس حجّ محمد يخوض مجالات التّجريب بحثا عن جديد في فنون الأدب. وجرأته هذه سبّبت له أكثر من مشكلة، لكنّه واصل طريقه لقناعته بأنّ الأدب يساهم في تغيير السّائد نحو الأفضل.
ومن يعرف الشّاعر فراس حجّ محمد عن قرب يعرف أنّه إنسان متديّن بوعي وفهم صحيح للدّين، وقد نشأ منذ بداياته في أحضان حزب التّحرير الإسلاميّ.
والقارئ لديوانه الأخير "ما يشبه الرّثاء" سيجد أنّ الشّاعر يرثي نفسه، ويرثي أمّته، ويرثي قدسه ووطنه ولغته وثقافته، فكلّ شيء ينهار أمامه، وهذا الرّثاء ليس نابعا عن يأس، بمقدار ما هو حالة غضب على الإنهيارات والهزائم المتتالية. كما أنّه شاعر يكتب الغزل ويوغل فيه.
وفي هذا الدّيوان سيلاحظ القارئ النّبيه مدى تأثّر الشّاعر فراس حجّ محمد بالشّاعر الكونيّ الرّاحل محود درويش، وأكثر ما يظهر هذا التّأثر في قصيدته "وجع السّؤال- تعب الحقيقة" ص158. حيث يحاكي فيها جداريّة محمود درويش، والمقارنة بين القصيدتين تحتاج دراسة مطوّلة، وممّا جاء في جداريّة درويش:
" نسيتُ ذراعيَّ ، ساقيَّ، والرّكبتين
وتُفَّاحةَ الجاذبيَّةْ
نسيتُ وظيفةَ قلبي
وبستانَ حوَّاءَ في أَوَّل الأبديَّةْ
نسيتُ وظيفةَ عضوي الصّغير
نسيتُ التّنفُّسَ من رئتيّ.
نسيتُ الكلام"
بينما يقول فراس حجّ محمّد في قصيدته آنفة الذّكر:
"تعبت من النّهار
أمازح الطّيف يمخرني بأناة محترف جريء
تعبت من عضوي الذّكريّ يسيل حليبه كلما استذكرت صوتك
واكتناز الصّدر في الصّورة
واكتناز الرّدف والفخذين
............................"
وبغضّ النّظر عن الإختلاف أو التّوافق مع فراس حجّ محمد، فيما يسمّى"خدش الحياء"، بوصفه لمرحلة يمرّ بها كلّ المراهقين الذّكور، فإنّ ما أتى به ليس جديدا في الأدب العربيّ، فقد سبقه إلى ذلك شعراء وأدباء ومفكّرون وفقهاء، وبالتّالي هو لم يخرج عن الثّقافة العربيّة الموروثة، وممّا جاء في الحديث النّبويّ الشّريف:
" قال النبي (صلى الله عليه وسلم): «مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَأَعْضُوهُ بِهِنِّ أَبِيهِ، وَلا تُكَنُّوا» (رواه النسائي، وصححه الألباني)، ما جاء في الأثر: عن أُبيِّ (رضي الله عنه) أن رجلًا اعتزى، فأعضه أُبيُّ بهنِّ أبيه فقالوا: ما كنت فاحشا قال: إنَّا أُمِرْنَا بذلك.
ودعونا نتمعّن بهذين البيتين من معلقة امرئ القيس:
فِمِثْلُكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِـعٍ... فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَـاتِمَ مُحْــوِلِ
إِذَا مَا بَكَى مِن خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لهُ... بِشِـقٍّ وَتَحْـتِي شِقُّـهَا لَمْ يُحَـوَّلِ
والحديث يطول.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-أردوغان ينشط في تطبيق مشروع الشرق الأوسط الجديد
- بدون مؤاخذة- ليس دفاعا عن وزيرة الصحة
- بدون مؤاخذة- فوضى إعلامنا
- بدون مؤاخذة- أراضينا المستباحة في جنجس وجوفة السّوق
- الحبكة الروائية في -نطفة سوداء في رحم أبيض-
- بدون مؤاخذة- تخبّط نتنياهو سيعيده للحكم
- رواية الباطن لصافي صافي انعكاس للواقع
- قصة المفتاح العجيب بين الخرافة والخيال
- بدون مؤاخذة- تابعوا كتابات خضر محجز وأحمد يوسف
- رواية سارة حمدان وبؤس المرحلة
- بدون مؤاخذة- الأقصى أوّل ضحايا التطبيع
- ماجد أبو غوش يعلّم الزّراعة للأطفال
- شاعر بحجم أمّة
- رواية -تايه- وطوشة العرب واليهود
- بدون مؤاخذة- قائد بحجم الوطن
- بدون مؤاخذة- تهافت المتساقطين
- رواية -كرنفال المدينة- والبناء الروائي
- بدون مؤاخذة-المدوّن السعودي وزيارة الأقصى
- بدون مؤاخذة- مذبحة البيوت في صورباهر
- بدون مؤاخذة- سيادة الجنس الأبيض


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - هل يرثي فراس حجّ محمد نفسه أم أمّته